26 - 04 - 2024

قائد القوات الجوية: معركة المنصور تدرس في المعاهد والكليات العسكرية.. وطبيعة العدائيات اختلفت

قائد القوات الجوية: معركة المنصور تدرس في المعاهد والكليات العسكرية.. وطبيعة العدائيات اختلفت

قال الفريق محمد عباس حملي، قائد القوات الجوية، إن القوات الجوية نشأت عام 1932 تحت مسمى السلاح الجوى الملكى المصرى وكانت المهمة الأساسية للقوات الجوية في ذلك الوقت هى مكافحة التهريب عبر الصحراء ومراقبة الحدود ومن وقتها شاركت القوات الجوية في جميع الحروب التى خاضتها مصر بداية من الحرب العالمية الثانية وحرب 1948، وبعد قيام ثورة 23 يوليو عام 1952 تغير إسمها إلى القوات الجوية المصرية.

وفي عام 1955 تم البدء في البناء الحقيقي للقوات الجوية المصرية وهي تعتبر المرحلة الأولى وفيها تم التنوع في مصادر السلاح وتعاقدنا على الطائرات الشرقية مثل "الميج واليوشن والسوخوي.. " واصبح للقوات الجوية مهمة جديدة وهي الدفاع عن قناة السويس "العدوان الثلاثي 1956".

وتابع: لكن زي ماحنا عارفين أن المقاتل المصري لا يستسلم ولا ينحني إلا لله ففي نهاية حرب 1967 قام نسور القوات الجوية ببطولات تكتب بأحرف من نور وقاوموا طائرات العدو وتم منع الطيران الاسرائيلى من اختراق المجال الجوى.

المرحلة الثانية: أثناء فترة حرب الاستنزاف في المدة من 1967 إلى 1970 تم إعادة بناء القوات الجوية على أسس سليمة ببناء مطارات وقواعد جوية بدشم حصينه للطائرات وتم الحصول على طائرات جديدة من طرازات ميج 21 وميج 19 وسوخوى7.

وفي حرب السادس من أكتوبر عام 1973 قامت القوات الجوية المصرية بتنفيذ العديد من مهام منها: "توجيه ضربات جوية قوية وسريعة ومركزة في قلب سيناء ضد "جميع مطارات العدو، وقواعد الدفاع الجوى، ومراكزالقيادة والتحكم، ومواقع المدفعية بعيدة المدى، ومناطق تجمع قواته" فى بداية الحرب، وتوفير الغطاء الجوي لحماية قواتنا بشرق قناة السويس أثناء العبور وتوفير الحماية الجوية للقوات والأهداف الحيوية بالدلتا وسيناء، وتنفيذ إبرار جوي لقوات الصاعقة والمظلات المصرية خلف خطوط العدو.

المرحلة الثالثة: بعد انتهاء حرب السادس من أكتوبر 1973 بدأت تطوير القوات الجوية والتى أبرزت دروس مستفادة منها تنويع مصادر التسليح ففى الفترة من عام 1975 حتى عام 1993 قامت مصر بتطوير مصادر التسليح وذلك بحصولها على طائرات الميج 23 من روسيا وقامت بشراء طائرات من الصين كما حصلت مصر على الطائرة الفانتوم  وF16 الأمريكية الصنع وطائرات النقل الجوي وطائرات الاستطلاع والحرب الإلكترونية والطائرات المروحية الهليكوبتر وبعد إتمام معاهده السلام كان لابد للسلام من قوة تحميه".

المرحلة الرابعة: مع زيادة التهديدات واختلاف حجم وطبيعة ونوعية العدائيات التي تتعرض لها البلاد خاصة بعد ثورتي 25 يناير 2011 و30 يوليو والتطور الهائل في تكنولوجيا الطيران كان لابد من تطوير القوات الجوية وتزويدها بأسلحة ومعدات حديثة وكذا تأهيل الفرد المقاتل لتحقيق الأهداف السياسية والعسكرية للدولة وهنا رأت القيادة السياسية والقيادة العامة للقوات المسلحة تحديث وتطوير الأسلحة والمعدات داخل القوات المسلحة وإعداد الفرد المقاتل المدرب والمسلح بالإيمان والعلم، وتأتي القوات الجوية في الطليعة من هذا التحديث والتطوير.

وأضاف أنه خلال حرب أكتوبر المجيدة عام 1973م سطرت قواتنا المسلحة ملحمة بطولية شهد لها العالم، وجاءت أعمال قتال قواتنا الجوية فى الطليعة حيث قامت بالعديد من البطولات منها الضربة الجوية الأولى التى أفقدت العدو توازنه فى بداية الحرب وأستمر طيارونا فى تنفيذ المهام خلال أيام الحرب حتى جاء يوم 14 أكتوبر1973م. 

فى هذا اليوم حاول العدو القيام بتنفيذ هجمات جوية ضد قواعدنا الجوية بمنطقة الدلتا بهدف إضعاف التجمع القتالى لقواتنا الجوية وإفقاد قواتنا القدرة على دعم أعمال قتال القوات البرية، فتصدت مقاتلاتنا للعدو ودارت أكبر معركة جوية فى سماء مدينة المنصورة والتى سميت فيما بعد بمعركة المنصورة، شاركت فيها أكثر من 150 طائرة من الجانبين.

وقد أظهر فيها طيارونا جراءة و اقدام ومهارات فائقة فى القتال الجوى وإستمرت هذه الملحمة أكثر من 53 دقيقة تكبد العدو خلالها أكبر خسائر فى طائراته خلال معركة واحدة فى مرحلة من مراحل الصراع العربى الإسرائيلى حيث تم إسقاط 18 طائرة "رغم تفوقه النوعى والعددى" مما أجبر باقى الطائرات المعادية على الفرار من سماء المعركة ومنذ ذلك التاريخ لم يُقدم العدو الجوى على مهاجمة مصرنا الحبيبه ومن هنا تم إختيار هذا اليوم عيداً للقوات الجوية.

ترتب على قيام ثورتى ":25 يناير، 30 يونيو" وتغير موازين القوى في منطقة الشرق الأوسط وبالأخص دول الجوار فرض على مصر تحديات وتهديدات جديدة لتأمين الدولة داخلياً وخارجياً مما ألقى على عاتق القوات الجوية مهاماً إضافية مثل تأمين حدود مصر على جميع المحاور الاستراتيجية على مدار الساعة بالتعاون الوثيق مع باقي أسلحة القوات المسلحة فتم إحباط الكثير من عمليات تهريب السلاح والمخدرات عبر الحدود على مختلف الإتجاهات.

كما تجلى الدور البارز لقواتنا الجوية عبر مشاركتها الفعالة فى عملية "حق الشهيد" بصفة مستمرة للقضاء على العناصر الإرهابية بشمال ووسط سيناء بمناطق رفح - الشيخ زويد - العريش.. وايضا مكافحة تسلل العناصر الإرهابية عبر الشريط الحدودى لدول الجوار لتجفيف منابع الإرهاب الأسود والعمل بكل حسم لتدمير البؤر الإرهابية.

كما تقوم القوات الجوية برصد وتتبع ومكافحة محاولات الهجرة غير الشرعية التى تؤثر على الأمن القومى المصرى بالتنسيق مع كافة عناصر القوات المسلحة.

وعلى الرغم من الأعباء الإضافية غير النمطية التى كلفت بها القوات الجوية لم يتوقف التدريب لأعداد وتجهيز أجيال قادرة على حمل الراية خفاقة لتكمل مسيرة حماية سماء مصر فى جميع الأوقات ومختلف الظروف.  






اعلان