17 - 07 - 2024

قائد القوات البحرية: تدمير المدمرة "إيلات" كان شعاع من النور وسط ظلام دامس

قائد القوات البحرية: تدمير المدمرة

قال الفريق أحمد خالد حسن سعيد أحمد : نحتفل فى هذا اليوم العظيم من أيام قواتنا البحرية وبكل الفخر والإعتزاز بالذكرى الثانية والخمسين لإنتصار مبين فى وقت حرج دقيق وهو ليس إنتصارً يخص القوات البحرية وحدها، فملحمة الفخر التى تحققت يوم الحادى والعشرون من أكتوبر عام 1967 لم تكن أحد أعظم الإنتصارات فى التاريخ البحرى الحديث وأول معركة صواريخ بحرية فى تاريخ الإنسانية فحسب بل كانت إنتصاراً للأمة المصرية بأكملها، وإمتداد لملاحم التصدى للمعتدين والغزاة من الهكسوس والمغول والصليبيين.

جاء ذلك خلال كلمة الفريق أحمد خالد حسن سعيد أحمد، قائد القوات البحرية، في لقاءه مع عددا من المحررين العسكريين، مضيفا : أن هذا النصر بمثابة شعاع من النور فى وسط ظلام دامس، أحيت فى قلوب رجال القوات المسلحة والشعب المصرى العظيم الأمل نحو كسر قيود الإحتلال والظلم، وتحرير الأرض ورد الإعتبار.

وتابع: كانت دعائم النصر فى هذه المعركة التاريخية التى حققها شباب مصر الفتىّ  هى العزيمة ورفض الهزيمة ، والرغبة فى تغيير الواقع الذى فـُرض على أمتنا، ولقد كانت هذه بداية بعث روح أكتوبر فى نفوس المصريين الذين أصبحوا جميعهم جنوداً، لقد تحمل هذا الشعب الكريم ظروفاً قاسية ضحى فيها بالرفاهية بل وأساسيات الحياة من أجل دعم جيشهم لإستعادة الكرامة، أقولها و قد شرفت بأن عايشت تلك المرحلة، فلقد كان خلف جيش مصر جدار منيع وصلب من الشعب المصرى العظيم يشد به أزره ويدفعه إلى تحقيق النصر.

وأضاف أنه لم تنطفىء جذوة روح أكتوبر التى إشتعلت يوم 21 أكتوبر 1967 ـ فهى لازالت ملتهبة فى صدورنا، تجرى فى عروقنا، فإبان معركة إغراق المدمرة إيلات لم نكن نمتلك ما نملكه اليوم من قوة بحرية ضاربة، لكننا كنا نمتلك الصبر والجلد والعزيمة ورفض فرض أمر واقع على أمتنا الأبيه، ولازلنا على هذا الدرب، فى ظل حكمة قيادة سياسية واعية أكدت مراراً أنه لن يتم أبداً فرض أمراً واقعاً ضد إرادة هذا الشعب العظيم.

كما تابع: اليوم زدنا قوة إلى قوة، وصلابة إلى صلابة، بعد أن قامت القيادة السياسية والقيادة العامة للقوات المسلحة ببذل أقصى الجهود لدعم القوات البحرية، بأحدث ما وصلت إليه الترسانات العالمية من وحدات بحرية حديثة متطورة، ونظم تسليح دقيقة وقادرة، إضافة إلى بنية تحتية تتواكب مع أحدث متطلبات التمركز للوحدات البحرية بكل طرازاتها و الإعاشة لجميع عناصر القوات البحرية والقوات المتعاونة وكذا برامج تصنيع وحدات بحرية من مختلف الحمولات والإستخدامات بأيدى وسواعد وعقول مصرية، فى ظل ثورة التطوير الشاملة غير المسبوقة التى تشهدها مصرنا الغاليه فى كل مناحي العمل بخطى واسعة، وطبقا لتخطيط دقيق يراعي عوامل التطوير والجودة مع زمن قياسي للتنفيذ.

وأكد القيادة السياسية والقيادة العامة للقوات المسلحة، حرصت على إعادة بناء القوات البحرية، لتفى بمطالب الدولة المصرية لحماية حدودها ومصالحها وثروات أجيالها القادمة لسنوات وعقود طويلة، ولتكون القوات البحرية قادرة على مجابهة كافة التحديات التى تواجهها فى مناطق عملها الحالية و المنتظرة، ضمن منظومة القوات المسلحة المتكاملة، قوات بحرية مستعدة لتنفيذ كافه المهام التى توكل إليها من القيادة العامة للقوات المسلحة بكل كفاءة وحرفية وإقتدار، فى ظل تهديدات وتحديات غير مسبوقة، وسعى قوى الشر لمحاولة النيل من تقدم وعزيمة وإصرار هذه الأمة لنيل مكانتها المستحقة بين الأمم، كدولة كانت أماً للحضارات ومهداً للديانات ومنارة للعلم والفن والأدب.

ومازال المقاتل المصرى هو حجر الأساس لتلك القوة، وهو المعدن الأصيل الذى لا تصهره النيران، ولا ينال شرفه وأمانته شائبه، نحرص دوماً على إنتقائه وتدريبه وصقل مهاراته حتى يصبح مقاتلاً لا يشق له غبار، من خلفه شعب يدعمه ويقويه ويقدم لجيشه خيرة شبابه، فكيف لا يخشى العدو أمة مثل أمتنا، تجود فيها الأم بفلذة كبدها وتدفعه دفعاَ نحو النصر أو الشهادة.

وأحب أن أستغل هذا اليوم لأبعث برسالة طمأنة لكم فالقوات البحرية تقوم بدور لا يقل أهمية عن معاركها السابقة، فبالإضافة لقتالنا الشرس ضد قوى الإرهاب والظلام ضمن العملية الشاملة فى سيناء الحبيبة، نعمل على مدار الساعة لتحقيق مفهوم الأمن البحرى الشامل فى مناطق عمل القوات البحرية فى إطار توجيهات القيادة العامة للقوات المسلحة، الأمر الذى يشمل كافة الإتجاهات الإستراتيجية جنبا إلى جنب مع كافة الأفرع الرئيسية والجيوش والمناطق التعبوية، ويكفى أن نعلم أن مساحات المناطق والشرائح التى تقوم القوات البحرية بتأمينها تصل لآلاف الأميال البحرية المربعة، من السلوم غرباً إلى رفح شرقا و حتى مضيق باب المندب جنوبا، وعلى طول سواحلنا الممتدة نقوم بمهام تأمين الموانىء والأهداف البحرية الحيوية والخطوط الملاحية التجارية ومصادر الثروة البحرية ، ويأتى على رأس تلك المهام تأمين المجرى الملاحى لقناة السويس ومناطق إنتظار السفن فى إطار جهودمنظومة القوات المسلحة بالكامل.

وقد كان لتلك المهام العديد من الثمار الإيجابية الملموسة، حيث تم تحقيق تقدم إيجابى فى مكافحة أعمال الهجرة غير الشرعية بشهادات دولية، ومكافحة أعمال التهريب بكافة أشكالها، وتوجيه ضربات قاصمة لتجار الموت.

وختاما، وبهذه المناسبة أرسل تحية فخر وإعزاز وعرفان لرواد القوات البحرية وقادتها المخلصين، لما بذلوه من جهد وعمل مخلص دؤوب طوال رحلة عطائهم بالقوات البحرية، كما أحيى أسر وأرواح شهدائنا الأبرار، ومن واراهم التراب وغطتهم الأمواج من أبطالنا، فى قبور مجهولة للناس ومعلومة لرب العالمين، الذين ضحوا بأرواحهم الطاهرة ودمائهم العطرة، فى سبيل إعلاء ورفعة هذا الوطن المفدى، فتركوا لنا أمانة الحفاظ على راياتنا المنصورة المخضبة بدمائهم الزكية مرفوعة خفاقة، تشهد على تاريخ أمة يشرف ويفخر به كل مصرى أصيل.

ونعاهد الله والوطن أن يظل أبطال القوات البحرية أوفياء مخلصين مدافعين عن سواحلنا ومياهنا الطاهرة رافعين علم مصر خفاقاً عالياً بكل فخر وكرامة.