18 - 04 - 2024

سياسيون يضعون "خريطة طريق" للخروج من الأزمة

سياسيون يضعون

بعدما تعرضت البلاد لحرب الكترونية ونزول معارضين ومؤيدين للشارع
وعي الواطن..صدق الاعلام..نهج ديقراطي يكفل تعدد الأراء

دعت قوى حزبية وسياسيون إلى تغليب الحكمة والعقل في مواجهة الأزمة التي تتعرض لها البلاد حالياً عبر فتح قنوات للحوار والتعبير عن الرأى، بدلاً من تشديد التدابير الأمنية وتحويل كافة الأزمات السياسية والاقتصادية والإجتماعية إلى ملفات أمنية.

وتعرضت مصر خلال الأسابيع الأخيرة إلى حرب الكترونية، ودعوات من معارضين للنزول للشارع، قابلتها دعوات أخرى من مؤيدين بالنزول لتأييد الرئيس، وبين شد وجذب وحرب الكترونية تستخدمها اجهزة مخابرات دول معادية لمصر، من نشر اكاذيب وشائعات تثار تساؤلات عدة.. كيف الخروج من هذه الأزمة وأزمات مشابهة قد تتعرض لها مصر مستقبلاً؟

وعي الواطن

النائب حاتم عبد الفتاح الدالي عضو مجلس الشورى السابق، يدعو المواطنين إلى عدم مشاركة أي فيديوهات أو معلومات نقلاً عن قنوات أو وسائل اعلام، إلا بعد التأكد من صحتها، ويضيف:" القنوات التي كشف عنها الكذب والتضليل خلال الأيام الماضية، لا تزال علي نهجها لذلك أدعو المواطن إلى عدم المشاركة إلا في حالة ما تراه بعينيك وتتأكد منه بنفسك وليس نقلا عن الجزيرة وأخوتها أو اشخاصً غير معلومين لك بمصداقيتهم".

 ويتابع أن المصريين الحقيقيين الذين لديهم اعتراضات علي بعض سياسات الحكم وكانوا يتحدثون بحرية عن كافة السلبيات والمشكلات، ما أن تدخلت جماعات وأطراف في المشهد السياسي، في محاولة لإثارة الفوضى، إنحازوا إلى الوطن ورفضوا المشاركة في المشهد الذي يفضي إلى التدمير،" نحن وان انتقدنا وأعترضنا هو حب لوطننا وليس كرهاً وتدميراً".

ويوضح الدالي أن ما تحاول أطراف الفتنة خلقه وزرعه بعقلية الشعب، هو أن تصبح القضية في شخص رئيس الجمهورية، وهذا غير صحيح، ليصبح من هو مؤيد لشخص السيسي، لذلك يجري تشويهه وإعتباره منتفعا أو مغرضا أو "مطبلاتي"، وعلى نفس السياق يعتبر من يعارض السيسي خائناً وعميلاً أو منتمياً لجماعة.

 والحقيقة أن هناك بالفعل مؤيد ومعارض، لكن هناك وطن إذا تنازعتم عليه ذهب وتمزق، وهناك نماذج كثيرة عبره وعظة لنا، ولكن غالبية الشعب المصري إن لم يكن كله تشغله قضية الوطن لا الاشخاص، لذلك تجد المصريين مشغولين في أعمالهم ولا يشاركون في تظاهرات وهدم وحرق وتخريب.

صدق الاعلام

ويقول أحمد امين عبد العليم رئيس المجلس الشعبي المحلي بمدينة البدرشين سابقا، إن مصر محفوظة بوعد الله كما جاء في القرأن الكريم "ادخلوا مصر إن شاء الله أمنين" وبوعد رسوله الكريم:" إذا فتح الله عليكم مصر بعدي، فاتخذوا فيها جنداً كثيفاً، فذلك الجند خير أجناد الأرض، أى إن أهل مصر في رباط إلى يوم القيامة

ويضيف أن الحديث عن بناء القصور الرئاسية ورد الرئيس عليه للتوضيح، فهذه ضرورة، ذلك أن القصر الرئاسي لا بد وأن يكون معزولاً عن الأماكن السكنية القريبة، وكافة القصور الرئاسية محاطة بعمارات سكنية وغير آمنة، وهنا التساؤل كيف تأتي برئيس دولة في قصر غير آمن؟!، إن ذلك يسهل من اغتياله في أي وقت.

ويؤكد على ضرورة أن يعتدل الاعلام المصري لمواجهة الحرب الالكترونية التي تتعرض لها البلاد، " إذا كان اعلامنا صادقاً، فإنه سينتصر في حربه، ذلك أن الصدق هو العلاج الوحيد حتى ينتصر الاعلام، وتظهر صورة مصر الحقيقية، ومن هنا أطالب الاعلام بعرض المشروعات التي تمت بشكل جيد يتقبله الناس، وفي نفس الوقت عرض السلبيات التي وقعت على مدار السنين الماضية، وعرض ما تم حله منها وما تبقى بصدق .

تغيير ديمقراطي

ويطالب حزب التحالف الشعبى الاشتراكى، اتباع النهج الديمقراطي للخروج من الأزمة الحالية، وقال في بيان أصدره أن الخروج من الازمة الراهنة، لن يكون سوى بتغيير ديمقراطى يكفل حرية وتعدد الآراء، وفى العدول عن السياسات الاقتصادية التى أدت إلى إفقار شرائح واسعة من المواطنين.

وبحسب البيان: توالت عمليات القبض على العديد من قيادات الأحزاب والنشطاء السياسيين والمئات من الشباب فى مختلف مدن الجمهورية، واستخدام القمع والترويع لأزمة احتقان مجتمعى يفجر مظاهر من الغضب والاحتجاج، يلزم معالجتها حلول السياسية وفتح قنوات الحوار والتعبير عن الرأى، بدلاً من تشديد التدابير الأمنية، وتحويل كل الأزمات السياسية والاقتصادية والإجتماعية الى ملفات أمنية تعالجها قبضة الأمن ، بينما الحكومة غارقة فى سباتها العميق.

ويتابع أن حزب التحالف الشعبى الاشتراكى يرى أن الاصرار على هذا الاسلوب فى التعامل مع الأزمة، وتشديد القمع على المواطنين، ليس بوسعه تجاوز أزمة الغضب المكبوت من السياسات المتبعة منذ فترة طويلة وأنه لن يؤدى سوى إلى تفاقم هذا الغضب، لذلك يدعو الحزب إلى العدول عن هذا النهج، والإفراج الفورى عن كافة المقبوض عليهم فى الأيام الاخيرة، ومنهم عبد الناصر اسماعيل نائب رئيس الحزب، وكافة الموقوفين وسجناء الرأى.

ويؤكد حزب التحالف على ضرورة الالتزام بالمسارات السلمية الديمقراطية، بعيداً عن أى مسارات فوضوية، ونطالب باحترام حق المواطنين فى التظاهر السلمى المنصوص عليه دستوريا، وحماية أجهزة الأمن لهذا الحق، وتجنب أى صدام يزيد الأزمة اشتعالاً ، وأى تدابير تفضى إلى تفاقم الأزمة.

ويتابع أن الحزب يؤكد مرة أخرى، على أن الخروج من الأزمة الراهنة، لن يكون سوى بتغيير ديمقراطى يكفل حرية وتعدد الآراء، وفي العدول عن السياسات الاقتصادية التى أدت إلى إفقار شرائح واسعة من المواطنين، فى مقابل الاستمرار فى البذخ والإنفاق السفيه الذى لا تستفيد منه سوى شريحة محدودة، وأزمة هيكلية فى الاقتصاد الكلى، مما يخلق كل الشروط لانفجار الغضب المكبوت، ولكل هذه القضايا حلول بعيداً عن التدابير الأمنية.
---------------------
تقرير - أحمد صلاح سلمان






اعلان