نشرت الدكتوره ساره محمد رشاد الخطيب زوجة الشهيد الرائد باسم فكرى رئيس مباحث قوص الذى استشهد يوم الخميس الماضى بعد تبادل اطلاق الرصاص مع عناصر خارجة عن القانون . تفاصيل مؤثرة على صفحتها الشخصية ننقلها لكم كما كتبتها:
قاالت الدكتوره ساره على صفحتها ظننت أن الدنيا تبسمت لي بمجيئك لي , لكن للاسف , الفرحة غالية الفرحة نادرة ...نفس المشهد يتكرر بعد ١٥ عاما
المرة الأولي مع اهلي، والدي نقيب محامين قنا و البحر الاحمر بعد انقلاب سيارتنا في طريقنا للاقصر ، صعوبة إنقاذهم ،لم ينج من الحادث سوي انا واختي لم استطع الذهاب للمستشفي (مستشفي قفط )لرؤيتهم ف المشرحة ،قلبي لم يطاوعني اري ابي و امي و ميرنا و عبدالرحمن و عبدالله .. و لم اصدق وفاتهم من الأصل .
صممنا علي استكمال دراسة الطب (كنا لازلنا ف العام الأول و الثاني ) بناء علي رغبة ابي رحمه الله ، لكم أن تتخيلوا ظروف الحياة التي تخبطت بها بنتان لمدة عشرة سنين متواصلة لن اتكلم عن احساس الفقد و المرارة و الخذلان من اقرب الناس التي جعلتك حتي تفقد ثقتك في نقاء الحياة..
حتي التقينا انا و باسم في أول فبراير ٢٠١٤ ، لم ننس أبداً هذا التاريخ انا و باسم ، وجدت به من النقاء و الطيبة و الحنية و الشهامة و الحب الطيب النقي مالم اكن اتوقع ان هذه الاشياء موجودة في هذا الزمن ، لم يكن كأي ظابط شرطة من طيبته المفرطة ، دخلنا في سلسلة من المشاكل لم تنتهي بسبب المحيطين بنا و مع ذلك تمسك كل منا بالآخر و كأن كل من حولنا يستكثر علينا الفرحة معا، يعلم الله أن ماحدث كاد أن يقصم ضهري ، لولا ثبات باسم و ابتسامته الطيبة التي جعلت كل شيء يمر ، تزوجنا ف ٥/٣/٢٠١٥ بعد ما اخترنا و حددنا الفرح اكتشفنا الشبه بين هذا التاريخ و تاريخ الحادث منذ ١٠ سنوات في تاريخ ٣/٥/٢٠٠٥ , ف ظننت أن الدنيا تصالحني .
طبيعي كان هناك العديد من الازمات مثل أي بيت بس كانت بتتحل ، رجل مصلي ملتزم بقراءة ورد يومي بعد كل صلاة ، كثير الاستغفار و الذكر ، حنون لاقصي درجة علي ابنه سليم يتعامل معه بعقلية الطفل و هو في الأصل باسم طفل ،مرت السنين و انا أعتقد أن الحياة صالحتني به و لكن للاسف لم تستمر فرحتي طويلا ليتكرر نفس المشهد حين جائتني مكالمة تليفونية أن زوجي فمستشفي قفط ،ف الثامنة مساء ، لم ادري كيف ذهبت هناك و انا في قمة انهياري ، لأجد أنه استشهد ، كم كان المشهد قاسياّ صممت أن لا اتركه حتي أشاهده ، لن اخاف مرة أخري من إلقاء نظرة الوداع علي اقرب الناس لي ، قبلت يده الشريفة الطاهرة و وجدته متبسماً و كأنما ادي كامل واجبه و رسالته ف الحياة.. الحياة لا تترك الطيبين الطاهرين طويلاّ .... لكني كنت أحتاجك يا باسم. لما تركتني وحدي مرة اخر ، كنت لي نعم الحبيب و الزوج و الضهر و السند ..
وداعاّ يا حبيبي ، وداعاّ يا رفيقي