16 - 08 - 2024

مليار جنيه سنويا لعلاج مرضى الالتهاب الكبدى الفيروسى "سى"

مليار جنيه سنويا لعلاج مرضى الالتهاب الكبدى الفيروسى

قال الدكتور وحيد دوس رئيس اللجنة القومية لمكافحة  الفيروسات الكبدية وعميد معهد الكبد إن علاج مرضى الالتهاب الكبدى الفيروسى "سىيحتاج إلى نحو مليار جنيه سنويا، مشيرا إلى أن التمويل يشكل التحدى الأساسى لعلاج هؤلاء المرضى وأنه لم يأخذ حقه من دعم المجتمع المدنى حتى الآن وأن الدولة توفر نحو نصف مليار جنيه سنويا لعلاج هؤلاء المرضى.

جاء ذلك فى المؤتمر الصحفى الذى عقد اليوم الأربعاء بمناسبة الاحتفال باليوم العالمى للالتهاب الفيروسى الكبدى والذى شهده أعضاء اللجنة القومية لمكافحة الفيروسات الكبدية.

وأوضح دوس أن هناك نحو 500 مليون شخص حول العالم مصابون بفيروس "بى" ونحو 200 مليون بفيروس "سى" وأن مصر من بين الدول التى بها نسبة عالية من مرضى فيروس "سى" ، مشيرا إلى أن المسح الذى أجرته اللجنة القومية لمكافحة الفيروسات الكبدية أوضح أن نحو 10\% من السكان فى مصر مصابون بالفيروس "سى" أى نحو 8 ملايين شخص.

ولفت إلى أن اللجنة منذ إنشائها عام 2006 قامت بإنشاء نحو 21 مركزا على مستوى الجمهورية لعلاج مرضى فيروس سى وتم تحديد خطة وبروتوكولات محددة لعلاج هؤلاء المرضى يتم تنفيذها من خلال التأمين الصحى أو العلاج على نفقة الدولة أو نفقتهم الخاصة وتم علاج نحو 155 ألف مريض وبلغت نسبة الشفاء نحو 60\% وتم وقايتهم من الإصابة بتليف الكبد وأورام الكبد وغيرها من مضاعفات فيروس "سى" وتم صرف نحو

مليارى جنيه منذ بدء تنفيذ المشروع وحتى الآن.

وطالب الدكتور جمال عصمت أستاذ أمراض الجهاز الهضمى والكبد بالقصر العينى بمنع التميز ضد مرضى فيروس "سى" ، مؤكدا أن ما يتم الآن نحو استبعاد هؤلاء المرضى من بعض الوظائف فى الشركات والمصالح والأماكن الاستثمارية وغيرها لا يوجد أى أساس علمى له. وأشار إلى أنه لوحظ فى الآونة الأخيرة منع توظيف هؤلاء المرضى حيث يحرم نحو 10 من المواطنين من العمل بسبب هذه المفاهيم الخاطئة.

وقال عصمت إنه تقرر عمل حملة قومية للوقاية من الفيروسات الكبدية بالتعاون مع وزارة الصحة سوف يتم تقديمها إلى الدكتور عمرو حلمى وزير الصحة وهو من أسرة أطباء الكبد للتوعية بمنع انتشار الفيروسات الكبدية وطرق الوقاية منه، موضحا أن ثلت المصريين لا يعرفون أى شى عن فيروس "سى" كما أظهرت أحد الدراسات.

وأكد على أهمية إجراء الدراسات والأبحاث العلمية على سلالة فيروس "سى" المنتشرة فى مصر وهى من النوع الرابع والتى تختلف فى تكوينها عن الفيروسات الموجودة فى الخارج ويجب أن يتم إجراء هذه الأبحاث على المريض المصرى للتأكد من مدى استجابته للعقاقير الحديثة والتى رفعت نسبة الشفاء التام إلى نحو 80\% ولكنها ما زالت باهظة الثمن.

كما طالب بإجراء أبحاث لمعرفة مدى انتشار المرض داخل العائلة الواحدة وأسباب ذلك والتى ترفع نسبة الإصابة بنحو 6 أضعاف فى حالة وجود شخص مصاب بفيروس سى ، مشيرا إلى أن الأبحاث تؤكد أن المرض ينتقل عن طريق الدم أو المعاشرة الزوجية.

وأوضح عصمت أن ما أثير حول الانترفيرون المصرى بسبب تضارب آراء الأطباء والإعلام وأن هناك دراسات يتم إجراؤها حاليا حول كفاءة علاج هذا العقار بالنسبة للمريض المصرى سوف يتم الانتهاء منها فى ديسمبر القادم.

ومن جانبه، أكد الدكتور محمد كمال شاكر أستاذ الجهاز الهضمى والكبد بطب عين شمس على الدور الهام الذى يمكن أن تقوم به الجمعيات الأهلية فى علاج المرضى ومضاعفات فيروس "سى" والتوعية، مشيرا إلى أن هناك جمعيتين قامتا بدور كبير فى هذا المجال وهما الجمعية المصرية لرعاية مرضى الكبد وجمعية سرطان الكبد المصرية.

وقال إن الجمعية المصرية لرعاية مرضى الكبد ساهمت فى علاج بعض المرضى وفى إجراء جراحات زراعة الكبد والتى تتكلف مبالغ باهظة وذلك بالمساهمة بنحو 75 ألف جنيه لكل حالة ، كما بدأت العمل فى الاكتشاف المبكر للمرض وتوفير الكواشف التى تستخدم فى إجراء التحاليل الطبية لاكتشاف أورام الكبد مبكرا.

وأضاف أن جمعية سرطان الكبد المصرية تساهم فى التوعية بالاكتشاف المبكر لسرطان الكبد من خلال المشروع القومى للكشف المبكر والذى تم تفعيله فى 10 مراكز لعلاج الفيروسات الكبدية وسيتم تعميمه فى باقى المراكز ، مشيرا إلى أن الجمعية تساهم بمبلغ 150 جنيها لكل مريض فى إجراء الكشف الدورى عليه للكشف المبكر عن سرطان الكبد.

وطالب الدكتور أيمن يسرى أستاذ أمراض الكبد والجهاز الهضمى بطب القصر العينى بالعمل على تقليل الخوف والفزع الذى يصيب مرضى فيروس "سى" ، مشيرا إلى أن 20\% فقط من بين هؤلاء المرضى هم الذين يصابون بتليف فى الكبد وأورام ومضاعفات خطيرة والباقى يتم شفاؤهم ، موضحا أن ظهور هذه الأعراض قد يتطلب ما بين 20 إلى 30 سنة بعد التعرض للاصابة بفيروس "سى" .

وأكد على أهمية اختيار الطريقة السليمة للعلاج وتحديد مدى حاجة المريض إلى هذه النوعية من العقاقير خاصة عقار الانترفيرون ، لافتا إلى أنه قد تحدث نتائج عكسية فى حالة سوء استخدام هذه العلاجات بإعطائها لمرضى التليف الكبدى وسوف تزيد من تليفه.

وقال إنه يجب أن يتم تحديد الأشخاص الذين يتم إعطاؤهم هذه العقاقير ومدى استجابتهم لها بكل دقة وإجراء التحاليل مرة كل 6 أشهر على الأقل للتعرف على مدى استجابتهم لها وخاصة فى مرضى السمنة المفرطة وغيرها.

كما طالب يسرى بإجراء مزيد من الأبحاث على الأدوية والعقاقير الحديثة التى تزيد من نسبة الشفاء ومدى ملائمتها للمريض المصرى وأيضا على التحاليل الطبية الحديثة ومدى نجاحها فى اختيار المريض المصرى للعلاج بالانترفيرون والذى يختلف عن المريض فى الخارج لتحديد خطة وأسلوب العلاج السليم له.

ومن ناحية أخرى، استعرض الدكتور خالد قابيل المدير التنفيذى لعلاج مرضى فيروس "سى" ما تم تنفيذه حتى الآن فى 6 مراكز لعلاج الأطفال والتى قامت بعلاج نحو 400 طفل وسوف تصل إلى 1000 طفل خلال العام الحالى ويتم تمويلها جميعا من خلال الجمعيات الأهلية والمجتمع المدنى وبالجهود الذاتية.