30 - 06 - 2024

نادين ديسبينوكس المسؤولة بـ "كراوس مافى" الألمانية: الإدارة التفصيلية تَقتُل الابتكار

نادين ديسبينوكس المسؤولة بـ

"نادين ديسبينوكس"، رئيسة وحدة الأعمال الجديدة لحلول الخدمة الرقمية التابعة لمجموعة شركات "كراوس مافى/ Krauss Maffei" الألمانية، والمسئولة عن تطوير المستقبل الرقمى داخل المجموعة من خلال الجمع المستمر بين الرقمنة والتقدم التكنولوجى لتعميق قيمة الخدمات التى تقدمها الشركة لعملائها من واقع عروضها المتجددة فى إطار الصيانة التنبؤية وتحليل بيانات المِنصات. 

"ديسبينوكس"عضوة في رابطة "القيادة الفكرية/ Thought Leadership"، وهي مبادرة دشنتها كل من مجلة "هاندلزبلات" الألمانية - المعنية بالشئون الاقتصادية- ومجموعة بوسطن الاستشارية (BCG). تضم هذه الرابطة مجموعة قيادات شابة، ممن جرى تصنيفهم كأفضل مديرى الاقتصاد الألمانى بالشركات الكبرى والمتوسطة والناشئة..وكان لمجلة هاندلزبلات هذه المقابلة مع "ديسبينوكس" لاستقراءأيديولوجيتها الفكرية،التى جعلتها تتبوأ مثل هذه المكانة رغم صغر سنها. 

* السيدة "ديسبينوكس"، أنت اليوم خبيرة في الرقمنة والابتكار.. تُرى إلى أى مدى تطابقت أمنياتك، فى الطفولة، مع واقعكِ المهنى الحالي؟ 

- منذ طفولتي وأنا شديدة الحماس للتكنولوجيا. أردت السير على خُطى والدي،وتمنيت أن أصبح مهندسة فى ميكانيكا السيارات. في سنواتي المبكرة كُنت أقوم بإصلاح دراجات أصدقائي، في فناء المنزل، مقابل إثابات صغيرة؛ كقطع الحلوى والأيس كريم. ظلت أيضاً فكرة احتراف رياضة التنس تلازمنى لفترات طويلة، وشكلت خياراً مهنياً حقيقياً للغاية،بالنسبة لى، ولكن بعد أن قطعت شوطاً لا بأس به فى دراستي، أدركت مدى ولعي بقطاع الأعمال، ومن ثّم، قررت دراسة إدارة الأعمال. 

* كيف تبدئين يومك؟ وما هى طقوسكِ الصباحية عند وصولك العمل؟ 

- عندما يدق ميقات هاتفي في الصباح، عادًة ما يجلب لي زوجي قهوة "إسبريسو" طازجة، نحتسيها معًا، ثم نُناقِش خططنا اليومية. دائماً نستهل اليوم بممارسة الرياضة، فهى تعطيني الطاقة اللازمة لاستكمال يومي.. وعن طقوسي الصباحية، هى ليست ثابتة، وإنما تتوقف على الموعد الأول فى قائمة مقابلاتي..أثناء طريقى إلى العمل، أقوم، فى الأغلب، بإجراء بعض المكالمات الهاتفية، لتنسيق بعض المواعيد أو لعمل مبادلة سريعة مع أحد الزملاء. 

* ما هي نقاط قوتك المهنية؟ 

أُفضِل طرح الأفكار الجديدة و دائمًا ما أُركِز - بصورة رئيسية - على العملاء والسوق.والسؤال المُلِح الذى أضعه نصب عيني طيلة الوقت :"كيف يمكننا تحقيق قيمة مضافة مستدامة فى تعاملاتنا التجارية؟". كذلك أسعى -بصفة مستمرة - إلى إلهام وتحفيز فريقى فى العمل؛ وهى بمثابة واحدة من أدواتي المهنية التى أعززها دائماً . 

* ألديكِ شِعارٌ شخصي يُحفزكِ، وتستعينين به فى تحفيز الأخرين ؟ 

- بالطبع لكل مِنّا باقة خاصة من الأقوال الراسخة التى يمضى، فى دربه، على هُداها. أحب دائمًا استخدام هذا الاقتباس القَيم عن "بيتر درُوكَر"، القائل: " أن القيادة لا تعني جعل الأخرين يفعلون ما لا يريدون القيام به، بل تُمكِنهم من القيام بأشياء لم يعتقدوا أبدًا أنهم قادرون على تحقيقها ذات يوم". 

* إذا كُنتِ رئيسًة لمؤسسة"بيل جيتس"، وغير مسموح لكِ باستخدام المال سوى فى غرض واحد فقط،، تُرى ، ماذا سيكون هذا الغرض؟ 

- للأسف، ليس هناك صيغة نقدية يمكنني بها تحقيق السلام العالمي، الذى اعتبره الغاية الأهم على الإطلاق، ومن ثم، سأوجه خططي في إتجاة أحسبه هاماً أيضاً. سأشرع فى إقامة معسكر لتعليم الأطفال غير القادرين رياضة التنس.. لا تندهشى، الأمر ليس مثيراً للسخرية..الرياضة بمثابة مدرسة رائعة للحياة،كما أنها تجعل الأطفال والمراهقين فى صحة جيدة وذى بنيان قوى. كذلك تُلقِن النشء درساً هاماً للغاية بطريقة سلسة ومحببة، وهو، أن جهدك الخاص سيعزز دائماً من فرص نجاحك، أما الهزيمة، رغم لذوعتها، لا تعنى نهاية العالم.فالفرصة دائماً قائمة ومتاحة لو امتلكت الإرادة. 

من فضلِك ،، سأطرح عليكِ بعض العبارات، على أن تُكمليها كيفما تراءى لك. 

* أدعم فريقي من الموظفين (المبتدئين و الزملاء) في المواقف الصعبة عن طريق ............ 

(الاستماع الدائم لهم،إلى جانب طرح العديد من الأسئلة حتى يمكنني مساعدتهم.ما يشغلني فى المقام الأول، هو تمكين فريقي من تحديد اختياراتهم الخاصة، لاتخاذ قرارات حرة، خاصةً وأن مفهوم القيادة الحديث يقوم على تمكين الأخرين من الوصول إلى قرارت صحيحة، وليس البحث عن حلول نيابةً عنهم. 

* من الأمور التي أرفضها تماماً فى تعاملي مع الموظفين........... 

- عدم الاحترام وعدم تقدير الجهد المبذول.. يهمني، قبل كل شىء،أن أتواصل مع الأفراد بصورة مباشرة، لقراءة لغة الجسد.فهناك أهمية حثيثة للغاية تمثلها وسائط التواصل البصرى، لما لها من دور مؤثر فى فهم واستيعاب وجهات النظرالمختلفة. 

*في حال وجود صراعات داخل العمل، ألتزِم ......... 

- بدور الوسيط المحايدفى أغلب الأحيان دون ممارسة ضغوط بعينها،حيث أننى قادرة على تفهُم وجهات النظر المختلفة، لكوني أضع نفسي مُوضِع أصحابها، الأمر الذى يساعدنى فى حل المشكلات بصورة أفضل، إذ تمثل علاقاتى بالأخرين حيثية قصوى فى إدارتى للعمل. وفى الوقت نفسه أنا أسعى للتعبير عن وجهات نظري بطريقة موضوعية وشفافة.فالأمرلا يتعلق بأى مِنّا على صواب،بقدر ماأحرص على تقييم الخيارات المختلفة وصولاً إلى أفضل الحلول الممكنة. 

*العبارة التي لا ينبغي أن يتفوه بها القائد الناجح ....... 

- "أثق تمامًا في قدرتك على اتخاذ هذا القرار - ولكن أيمكنك إخطاري بكافة التفاصيل المتعلقة بكيفية وصولك لاتخاذه ؟"... ربما كانت هذه العبارة أسوأ ما يمكن أن يفعله رئيس عمل بمرؤوسيه، إذا يجعلهم أسرى داخل قضبان رؤيته، ومن ثَم يحِد من قدرتهم على تجاوز المُتوقَع وبلوغ مستوى الابتكار . 

*إذا اضطررت إلى تأليف كتاب، سيتناول ...... 

- فنون القيادة.. تستهويني بشدة هذه التيمة، وسأحرص على أن يتناول الكتاب التحديات التى تواجه القادة المعاصرين أثناء عمليات التحول الرقمي، بحيث يتم إلقاء الضوء على وجهات النظر المختلفة لأصحاب المصالح، خاصة وأن رؤى الموظفين ستمثل جزءًا محورياً ضمن هذا المحتوى. 

* ما الشىء الذى يُلحق الضرر بمستوى الانتاجية من وجهة نظرك ؟ وكيف تشحذين طاقتكِ المهنية ؟ 

- الادارة السلطوية المُغرَقة فى التفصيلات/ micro-management، فهى تقتل كافة أشكال الإلهام والابتكار و تحِد من فرص التميز داخل بيئة العمل، ولا تسمح بتوليد الأفكار الخلاقة.عن نفسى، لا تستهويني النزعة الاستحواذية، وأفضل أن اترك لكل عنصر مساحته الخاصة فى العمل.كذلك أستمد طاقة الإلهام عند إلتقائي بأشخاص مثيرين للاهتمام، و أشحذ طاقتي من آن إلى أخر بالتواصل المستمر مع عقول دؤوبة ومتجددة. 

* حَدثِينا عن أهم المكاسب التى أحرزتها حتى الآن عبر استخدامك شبكات التواصل الرقمية ؟ 

- الشبكات خاصية هامة أحرص على استخدامها فى عملي.فهى تساعدني فى التعرف على أشخاص رائعين ومثيرين للإعجاب ممن يقدمون لي وجهات نظر جديدة فى حقل العمل، ولاسيما عبر الشبكات الرقمية، التى تتيح فرصة رائعة للتحقق من صحة الأفكار والحصول على مُدخلات جديدة. 

* كيف تتعاملين مع التوتر؟

- أحاول بقدر الإمكان تجنب التوتر السلبي - ولكن إذا ما حدث ذلك ، أحبذ مقاومته بممارسة الرياضة، وقضاء بعض الوقت مع أشخاص مقربين لي.. أما عن التوتر الإيجابي، فيقودني- بصفة شخصية- إلى تحقيق أعلى درجات الأداء، إذ اعتبره بمثابة تحدٍ ينبغي علىّ اجتيازه، خاصةً وأن قيادة مجموعات عمل ذات كفاءة عالية فى الأداء، تستلزم امتلاك القدرة على خلق توازن جيد بين الضغوط وانعكاساتها. 

* إذا ما أدركتِ كونكِ غير سعيدة في عملك.. ماذا ستفعلين؟ 

- أعتقد أن الجميع قد يمر بهذه الحالة.. الطريقة المُثلى التي ينبغى اتباعها– فى حال التعرض لذلك- هى محاولة الوقوف على الحل الذى يجعلنا نعمل بصورة أكثر إنتاجية. عادة ما أتبع سياسة : "أحِب ما تعمل، وأن لم تستطع، عليك بتغيير ما يزعجك فى عملك، وإن فشلت فى تغييره، إذن عليك تركه".. أتصور أن المرء عليه ألا يستمر فى وظيفة أو بيئة عمل تُقيد طاقته وتستنزفه نفسياً. فأنا أؤمن بشدة بأنه لا يمكن لأحد أن يتميزفى عمله ويحقق أعلى معدلات الأداء، دون الاستغراق فيه بكامل طاقته وحواسه.
------------------------
حوار: كارينا كونتيو - ترجمة عن الألمانية: شيرين ماهر
المصدر: مجلة هاندلزبلات الألمانية






اعلان