16 - 08 - 2024

عندما يصبح "الترند" المحرك الأساسي للأحداث.. محمد رمضان نجم الأزمات "نمبر وان"

عندما يصبح

حملات الكترونية تحمله مسوؤلية " فساد جيل" والنجم غير عابيء بالأزمة 

خلال الفترة الماضية، صار اسم محمد رمضان، علامة هامة ومميزة لآلاف العناوين الصحفية وعناوين مقاطع الفيديو والأخبار الساخنة، التي تابعت لحظة بلحظة تفاصيل المشاكل التي كان ولا زال بطلها النجم الأكثر إثارة للجدل في الأيام الأخيرة .

بات رمضان بمثابة الماكينة الأكثر إنتاجاً للموضوعات والأخبار ومقاطع الفيديو، التي تتلقفها وسائل التواصل الاجتماعي لتحولها الى وقود يكفي لجذب اهتمام ومتابعة الملايين من الباحثين عن أدق تفاصيل أزمات رمضان، وملاحقة ماينشره على حساباته، وفيديوهاته التي يطيرها كل فترة ليخلق جدلاً جديداً حول تفاصيل أغلبها شخصية وليست مهنية، ليتحول اسم رمضان الى عنوان لظاهرة جديدة وغريبة على الوسط الفني والاعلامي.

هذا الأمر يفجر العشرات من الأسئلة حول حقيقة مايجري.. هل هناك مؤامرة ما،  تم وضعها من أجل ممارسة سياسة الإلهاء التقليدية؟ هل يمكن أن نعد تلك الجماهيرية الكبيرة التي يتمتع بها النجم مؤشراً حقيقياً على كونه نجماً، أم أنه ترجمة لواقع فني بائس شهد ويشهد تراجعاً على كافة المستويات؟ هل يمثل رمضان خطراً على الشباب بالفعل؟.

 أسئلة تكتسب أهميتها من متابعة بعض أفلام رمضان التي تتهم بتكريس البلطجة والعنف، وإعداد اجيال من المراهقين الحمقى، يعتمدون العنف واستخدام الألفاظ المبتذلة في سلوكياتهم، ويتباهون بتقليد نجمهم المفضل، بل ويحمل الالاف منهم أسماء مثل "موته" و"الألماني" و "حبيشة "، ويرددون عباراته التي تتضمنها أفلامه، وكأنها شعارات لتأييد هذا الواقع، واكسابه عمقاً في الشارع .

الشارع انقسم بين مؤيد ومشارك في حملة لمقاطعة النجم، وفي نفس الوقت يلهث متابعاً ما حدث من تطورات في قضية الطيار المفصول، أم يواصل الاستماع الى أغنية "بمبم" متوقعاً تواصل الغضب على النجم الأول حاليا على الساحة الفضائية.

 ويمكن في هذا المشهد أن نميز بين جمهور كبير، يطالب باقصاء أو منع أو معاقبة رمضان، اتقاءاً لشروره التي تؤثر على أجيال من الشباب، وبين جمهور باحث عن التسلية، وآخر يتعطش لتلك المرحلة التي يعود إسم النجم فيها ليقترن بالأعمال الفنية والأخبار ذات العلاقة بأعماله من دراما وسينما، وحتى أغاني ، بدلاً من أن يقترن بحوادث لا علاقة لها بالفن من قريب أو بعيد.

أزمات ومعارك 

أدرك رمضان ( مثل غيره ) مبكراً تأثير وسائل التواصل الإجتماعي، ودورها في خلق تفاعل مباشر بينه وبين جمهوره، سواء كان هذا الجمهور ضد أو مع النجم، فكلاهما متابع محسوب ضمن أرقام يحصدها النجم، ويباهي بها في الفضاء الإلكتروني، وهو يبدو غير مهتم بالتقييم الأخلاقي لما يفعله، بقدر اهتمامه بزيادة عدد المشاهدين والمتابعين، وببقائه على رأس "قائمة الترند" سواء كان ذلك معه أو ضده.

كذلك أدرك كثيرون أن اسم رمضان وتصرفاته التي يتصف بعضها بالتهور والرعونة ( التباهي بالسيارات الفارهة، والسكنى في القصور، وركوب الطائرات الخاصة ) قادر على أن يحقق لهم حصد المتابعات ،والبقاء في مقدمة المشاهدات، وفي هذا تساوت المواقع والمنصات الصحفية العريقة، مع تلك المجهولة التي تسعى إلى جذب بسطاء المتابعين، بعناوين براقة لا يتضمن متن موضوعاتها تفاصيل ذات أهمية. 

المهم أن يسارع الجميع باستثمار "الترند" ، والاستفادة منه بقدر الإمكان، حتى كان ختامه مسكا بأن يصبح رمضان نجم أول حلقات برنامج إخباري مهم يذاع على القناة الرسمية الأولى، رغم أن ما يمكن استخراجه من المواقف الرسمية وشبه الرسمية، يشير الى أن الدولة وضعت رمضان ضمن قائمة المغضوب عليهم، بجوار مطربي المهرجانات  حتى أن نقيب الموسيقيين تفرغ لشن حرب ( اعلامية) على هؤلاء، مدعياً أنهم خطر على الفن والمجتمع.

رمضان وأبو اليسر

بتاريخ 13 أكتوبر 2019، نشر محمد رمضان مقطع فيديو عبر حساباته الرسمية على مواقع التواصل الإجتماعي، داخل الطائرة، قائلاً: "في تجربة هي الأولى من نوعها.. هنقوم نسوق الطيارة؛ ليغادر بعدها مقعده متجهاً نحو كابينة القيادة، وجلس إلى جوار قائد الطائرة، وتبادل الثنائي الحديث، وأمسك بعدها رمضان بالأجهزة الخاصة بقيادة الطائرة".

وكان محمد رمضان متجهاً إلى الرياض، من أجل حضور حفل صناع الترفيه، والاستعدادات الخاصة بحفله الغنائي الأول بالسعودية، ونتيجة للانتشار الواسع للفيديو عبر السوشيال ميديا، وموجة الهجوم التي تلقتها وزارة الطيران المدني، أوقفت الوزارة الطيار ومساعده.

في 9 فبراير الجاري، ظهر الطيار أشرف أبو اليسر، من جديد من خلال فيديو يتناول فيه شرح تفاصيل ما حدث وموقف محمد رمضان من مطالبه، مؤكدًا أنه استنفد كل الطرق للوصول إلى رمضان لكن دون جدوى: "رحت مكتبه ومكانش موجود وقابلت المستشار القانوني بتاعه، وقالي يا كابتن الموضوع خلصان، ومحمد مش هيسيب الموضوع دا يومين وراجع.. الأسبوع الجاي.. وعلى كده.. دي مش أول مرة".

وأضاف أبواليسر: "لما قالي إيه تعويضك اللي تطلبه قلتله لما نقعد نتكلم، قولتله أنا فاضلي في خدمتي كذا شهر نقعد نتكلم ونتفاهم، كان فاضلي 40 شهراً، يعني 3 سنوات و4 أشهر، أنا اتفاجئت مفاجأة غير عادية؛ لأن إحنا طائرة خاصة، وبيركب معانا أمراء، ووزراء لما حد بيطلب يتصور أدباً متقدرش تقوله لأ".

وتابع: "ده مخالف للقواعد، أنا عارف إن في خطأ حصل، علشان كده لما اتكلمت الوزارة أنا منطقتش كلمة، في خطأ حصل آه.. وأنا أخدت الجزاء بتاع الغلط بتاعي ده، إنما الوضع الطبيعي في الطيارات الخاصة بيني وبين الراكب متر ونص، لما يدخل يقولي هتصور أدباً مبرفضش، أنا بيركب معايا ناس قامات كبيرة".

بينما علق محمد رمضان خلال مداخلة هاتفية مع الإعلامي عمرو أديب ببرنامج "الحكاية"، عبر فضائية "MBC مصر"، على حديث الطيار أبو اليسر،: "الكابتن كان على علم بأنه بيتصور فيديو، وليس كما أدعى في الفيديو أنه تمت فبركته دون علمه".

وواصل رمضان السباحة في بحر تلك الأزمة التي أخذت في الاتساع، ولم يترك فرصة للرد إلا وأستغلها، وتحول أبو اليسر بدوره، إلى نجم تتهافت عليه برامج "التوك شو" سعياً لإقتناص المزيد من المشاهدات.. وكالعادة أنقسم المتابعون الى فريقين أحدهما مع رمضان، والأخر ضده متبنيا موقف الطيار، منهم من حمّل الطيار المسئولية كاملة، ومنهم من أعتبر أن رمضان تسبب في ضياع مستقبل أسرة بتصرفه.

والطيار بدوره، لم يترك فرصة إلا واستثمرها ، بداية باستعطاف النجم، ومحاولة الضغط عليه لتقديم تعويض مناسب، وانتهاء باللجوء إلى القضاء، محاولاً الحصول على حكم بالتعويض.

وتعد واقعة رمضان والطيار، أبرز مثال على عبثية المشهد، بأبطاله ومتابعيه، وردود أفعاله وتداعياته، بحيث تختلط التفاصيل وتصعب الرؤية، بينما تبرز الحقيقة الأهم، وهي أن الترند هو المحرك الأساسي للأحداث.

يواصل رمضان المضي قدماً، بينما يواصل خصومه حملاتهم الإلكترونية ضده، باعتباره مسئولا عن فساد جيل (!!)،  وكلما أشتدت حملة، أسرع رمضان باطلاق فيديو أو تقديم حفلة أو بث أغنية جديدة تشعل الجدل أكثر وأكثر.. وهو يبدو غير عابئ بتلك الضجة، مؤمناً أنه بالفعل "نمبر ون"وأن هذا كفيل بحمايته وخروجه منتصراً في كل الأحوال، مستثمرا لهذا الجدل، باعتباره أفضل دعاية لفيلمه ومسلسله الجديد.. ويبدو أنه بالفعل سيخرج منتصراً، وخاصة بعد حلقته مع وائل الإبراشي.
------------------
تقرير - ماجدة فتحي 

من المشهد الأسبوعي