17 - 07 - 2024

جرس إنذار: لا تترك ابناءك فريسة للهاتف الذكي فـ"تسول اهتمام الأسرة" يدفع لخسارة تحدي الحياة

جرس إنذار: لا تترك ابناءك فريسة للهاتف الذكي فـ

انتشرت فى الاونة الأخيرة ظواهر سلبية وغريبة عن قيمنا وتقاليد مجتمعنا المصرى الذى يقوم على قيمة أساسية هي حب الحياة والحفاظ على ترابط وتماسك الأسرة، فحين تنقض الروابط تنتج ظواهر سلبية كان آخر تجلياتها "الانتحار السيلفى" رغبة في التجربة!! ففي واقعة غريبة اقدمت ثلاث فتيات في عمر الزهور علي تناول الحبة القاتلة ظنا منهن انها لعبة تجلب لهن الاهتمام غير مدركات أن اللعبة قد تفضي إلى الموت وهو ماحدث لاثنتين منهن ، فيما تصارع الثالثة من أجل البقاء. 

المراهقات فى عمر الزهور لم يتجاوزن خمسة عشر ربيعا أردن القيام بمزحة في تجربة إقدامهن على الانتحار لمعرفة رد فعل أهاليهم، وما سوف يقومون به تجاههم  فى حالة معرفة الأهل بإقدامهن على الانتحار، لكنها انقلبت إلى حقيقة مؤلمة، بعد قيامهن ببلع حبوب تحفظ الغلال من التلف

يقول الدكتور موسي نجيب موسي  أخصائي الاستشارات النفسية والأسرية ان  ظاهرة التصوير السيلفى الخطر الذى يعرض صاحبه للهلاك والموت من أجل لقطة غريبة، يحصد عليها اللايكات والتعليقات ويشعر بان صاحبها قام بما لم يقم به غيره غريبة ومفجعة، ويتساءل: ما هذا السيلفي كى أدفع حياتى ثمنا له ولماذا تنتشر الظواهر السلبية مثل إدمان الألعاب الاليكترونية الخطرة مثل الحوت الأزرق ولعبة الموت والبابجى وهي ألعاب تودي بحياة الكثيرين؟ ويجيب قائلا: كل هذه الظواهر تأتى فى سياق لفت الانتباه والرغبة في الإحساس بالتفرد، مؤكدا أن انتشار هذه الظواهر الخطرة  مرتبط بانتشار التكنولوجيا والتقنيات الحديثة  والهواتف الذكية. 

يقول موسي: هناك العديد من العوامل والأسباب التى تقف خلف انتشارهذه النوعية من الظواهرالسلبية، ولن اقول كلاما مكررا ومعادا مثل غياب دور الأسرة وانشغالها عن الأبناء وتربيتهم ومتابعتهم وعدم وجود الرقابة اللازمة التى قد تحصن هؤلاء الأبناء من الوقوع فى مثل هذه المزالق المهلكة وكذلك  غياب دور الإعلام ودور المسجد والكنيسة والقدوة فى المجتمع مما يسبب هذه الظواهر وان كنت لا اغفل أهميتها وسوف اتطرق الى ما هو أبعد من ذلك، وهو شخصية المراهق أو المراهقة ، وأقصد بالشخصية هو كل مكوناتها من بناء جسماني وعقلي ومعرفي ونفسى وكيفية التعامل مع مواقف الإحباط فى الحياة وميكانيزمات الدفاع التى تمارسها الشخصية فى المواقف المختلفة وكذلك الاحتياجات والدوافع والصراعات داخل هذه الشخصية، كل هذه المكونات تكون غائبة تماما، ولذا من الضروري التدريب على المواجهة والتعامل مع المواقف المختلفة، حتى لا تضيع هوية الفرد ويصبح سهل الانقياد وبلا هدف فى الحياة، لأن ذلك يجعله يبحث عن تسول الاهتمام ولفت الأنظار ولو كلفه ذلك حياته.

 لذلك اول نقطة تحصين للقضاء على هذه الظواهر هو تنمية الوعي وفتح افق وإدراك أبنائنا، وتدريبهم على التعامل مع المواقف الإحباطية المختلفة وتعويدهم على مواجهة المشاكل التى تقابلهم فى الحياة وحلها وليس الهروب منها ومساعدتهم فى تحديد أهدافهم بدقة ووضوح سواء كانت أهدافا قريبة الأجل ويسهل تحقيقها أو أهدافا بعيد المدى، وكذلك الارتقاء بوعيهم بالمخاطر التى تحيط بهم وكيفية التعامل معها بوعى وذكاء بما يحافظ على حياتهم وتدريبهم على الاستفادة باقصى قدر ممكن من المنجزات العلمية الحديثة والوسائل التكنولوجية والهواتف الذكية التى يحملونها معها ذهابا وإيابا، بما يعود عليهم بالنفع .

وينهي حديثه قائلا: اعتقد من خلال هذا  التصور، يمكن محاصرة مثل هذه الظواهر السلبية والسعى حثيثا للقضاء عليها واختفائها نهائيا من حياتنا.
------------------------
تقرير- عبدالناصر ابراهيم