17 - 07 - 2024

نائب سابق: الكورونا .. ليس شرًّا محضا

نائب سابق: الكورونا .. ليس شرًّا محضا

وجه رجل الأعمال والنائب السابق احمد حتة، عبر صفحتة الشخصية على مواقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، رسالة للشعب المصري تحمل الطمأنينة وينوه فيها الى دور المشاركة المجتمعية.
تقول الرسالة:  لا شكَّ أن موضوع وباء الكورونا الآن هو حديث الساعة وحديث كل المجالس، وهو أيضًا الشغل الشاغل للجميع حكومةً ومجتمعاتٍ وأفرادا.. إذ تكاتفت جهود الدولة مع جهود أبناء الشعب الأبرار وخاصةً جهود رجال القطاع الطبي الأبطال، للحد من انتشار الوباء ووقاية المجتمع وشفاء المرضى.
وفي غمار تلك الجهود ومشاعر الحذر والخوف ثمة جانب حيوي قليل من التفت له.. ألا وهو أن اجراءات حظر التجمعات والخروج من المنازل منحتنا فرصةً ذهبية يجب أن نغتنمها، وهي إعادة الترابط والتراحم بين أفراد الأسرة الواحدة!
فلا شكَّ أن نمط حياة الأسر في العقد الأخير اختلف أيما اختلاف عن ما كان عليه من قبل، وعما يجب أن يكون عليه في الأساس، حيث حلَّ التباعد بدلًا من التقارب، والاغتراب بدلًا من التآلف، وصار كلُّ فرد في عزلة وسط عائلته، وذلك لأسباب كثيرة لا مجال لحصرها، ولكن نخصُّ بالذكر هنا سببًا مهمًا منهم، وهو انشغال الأبوين بالعمل عن الحياة الاجتماعية، وكذلك انشغال الأبناء بمواقع التواصل والحياة الافتراضية، فأصبح أفراد الأسرة الواحدة مثل الجزر المنعزلة لا رابط بينهم ولا صلة إلا الصلة المادية، فأصبحت علاقة الأبناء بأبيهم مثل علاقتهم بماكينة الصراف الآلي لا يتوجهون إليه إلا عندما يحتاجون للنقود! وعلاقتهم بأمهم مثل علاقتهم بمربية غريبة لا يقصدونها إلا لحاجة مثل الغذاء وغسيل الملابس، وأضحى الأبوان لا يعرفان عن شئون أبنائهما إلا أسماء مدارسهم وكلياتهم وفي أي سنة هم، ويجهلون أي شيء عن هواياتهم أو أحلامهم وطموحاتهم للمستقبل، بل كذلك يجهلون فكرهم وسلوكهم الأخلاقي. وكان نتاج ذلك أن انتشرت في المجتمع سلوكيات سيئة لا تليق بقيم ديننا وأسس التربية السليمة، وبدلًا من أن نتحمل نحن الآباء مسئولية تردي المستوى الأخلاقي للأبناء رمينا عليهم بتلك المسئولية! مدعين أنهم (جيل فاسد) بطبيعتهم، وتناسينا مسئولياتنا في توجيههم وتقويم انحرافهم الفكري والسلوكي، لكوننا بالأصل لا نعرف أي شيء عن حياتهم بالخارج، ولا عن شخصياتهم وأنفسهم من الداخل!
والآن مع حدوث هذا التجمع (الإجباري) للأسرة حيث أغلقت المقاهي أبوابها وكذلك المطاعم والنوادي والسينمات، فلم يجد الأب وأبناؤه مفرا من الإقامة الدائمة في البيت.. فهذا التجمع يجب أن يكون فرصة لمراجعة الأحوال، وتصحيح الأخطاء وحل المشكّلات، وليس أن يكون مثل السجن الذي يشعر فيه جميع أفراد الأسرة بالضيق والحنق لعدم استطاعتنا الفكاك منه، ومن ثم نهرب جميعنا منكبين على هواتفنا المحمولة لمتابعة مواقع التواصل والاستغراق في الأخبار وكأننا قد سُلسلنا بتلك الهواتف، مما يأكل وقتنا الثمين فيما لا فائدة منه.. فيجب أن يعود الأبناء والآباء لفتح قنوات الحوار وتجاذب أطراف الحديث، وإعادة اكتشاف كل فرد للآخر وبناء الصلات الجديدة الدافئة بينهم وبين بعضهم، ومن الضروري اكتشاف الاهتمامات المشتركة والمساحات الفكرية المتقاطعة، مما يزيح هموم النفوس ويبعث على المودة وإعادة التآلف والترابط الأسري المتين، وذلك عن طريق العديد من الأساليب البسيطة والأنشطة الممتعة، مثل:
- أن يجلس أفراد الأسرة جميعًا أمام التلفاز لمشاهدة مسلسل تلفزيوني هادف ثم مناقشة أحداثه.
- أن يجتمعوا معًا لتناول الطعام والحديث عن طموحات كل فرد وما يطرأ في بال كلٍّ منهم. 
- أن يتم تخصيص وقت معين في المساء قبل النوم مثلا للحديث المرح والفكاهة والضحك.
- أن يتشارك جميع أفراد الأسرة في إعداد الوجبات لا الأم وحدها، فيجري توزيع المهام بينهم بالتساوي.
- أن يتم الاتفاق بين جميع الأسرة على قراءة رواية ما ثم الاجتماع لمناقشتها.
- عقد العزم على مدارسة كتاب في حسن الخلق وسير والعلماء، لتهذيب نفوس الأبناء وإبراز القدوات الحسنة لهم.
- التشارك في إقامة العبادات، التحدث عن سماحة الأديان والرحمة بينهم، والصلوات وقراءة الأدعية، إلى أن تعود جميع دور العبادة لفتح أبوابها.
- منح الفرصة للأبناء في تولي بعض مسئوليات الأسرة وإبداء الآراء ووضع الخطط المستقبلية.

بمثل هذا يتم إحياء الترابط بين أفراد الأسرة ليصبحوا كالجسد الواحد، وهكذا يتم خلق التراحم والاهتمام فيما بينهم، وهناك الكثير والكثير من الأساليب والطرق الأخري لإعادة بناء الأسرة كما يجب ونحب أن تكون عليه. 
وفي الختام نرجو لكم أوقاتًا مثمرة وأياما سعيدة ونسأل الله أن يحفظ الوطن والبشرية جمعاء، وأن يرفع عنا البلاء والوباء وينشر رحمته سبحانه وتعالي".