30 - 06 - 2024

بحسب فوربس الأمريكية.. الدول الأفضل أداءً في التعامل مع ملف فيروس كورونا ترأسها نساء

بحسب فوربس الأمريكية.. الدول الأفضل أداءً في التعامل مع ملف فيروس كورونا ترأسها نساء

نشرت الكاتبة أفيفا ويتنبرج كوكس في مجلة فوربس الأمريكية، أنها بالبحث عن أمثلة للقيادة الحقيقية في أزمة فيروس كورونا، فلقد وجدت أنه من أيسلاند إلى تايوان ومن ألمانيا إلى نيوزيلاند، تقدمت النساء ليظهرن للعالم كيف يديرن الفوضى التي عمت الأسرة الإنسانية. أضف إلى البلاد السابقة؛ كل من فنلندا والدنمارك، حيث كشفت هذه الجائحة أن النساء يمتلكن كافة المقومات التي تحتاجها الرئاسة، عندما تشتعل الأزمات ببيوت وحياة المواطنين. قد يدفع كثيرون بأن هذه البلاد صغيرة، ولكن ألمانيا دولة كبرى وقائدة في أوروبا، في حين أن إنجلترا قدمت نتائج مختلفة تماماً.

هؤلاء النساء القائدات أهدين العالم طرقاً بديلة لممارسة السلطة. فماذا علموننا؟

الحقيقة

المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل وقفت بهدوء وفي بداية الأزمة وأخبرت شعبها بالحقيقة كاملة، حيث قالت أن فيروس كورونا حقيقياً وخطيراً وسوف يصيب 70% من السكان. قالت أن الأمر خطير، وتعاملت معه بجدية شديدة فكانت استجابة الشعب على نفس القدر من الجدية أيضاً.

بدأت الاختبارات والتحاليل مبكراً، وبالتالي قفزت ألمانياً سريعاً عبر مراحل الإنكار والغضب والخداع التي رأيناها في أماكن أخرى. وحتى الآن أرقام المصابين أقل بكثير من الأرقام المسجلة في الدول الأوروبية الكبرى الأخرى، وهناك مؤشرات قوية لانتهاء الوضع لديهم، أو على الأقل التخفيف من المحاذير التي يعيش فيها الناس هناك. 

الحسم 

من أول الخطوات وأسرعها، كانت خطوات تساي إنج وين في تايوان. وبالعودة إلى يناير الماضي ومع أول إشارة عن المرض الجديد، قامت باستعراض 124 طريقة لمنع الانتشار دون الحاجة إلى عمليات الإغلاق التي أصبحت منتشرة الآن في كل مكان بالعالم، وهي حالياً ترسل 10 مليون كمامة إلى الولايات المتحدة الأمريكية واوروبا. إنج وين تدبرت وأدارت ما أطلقت علية شبكة  CNN " من الاستجابات في العالم"، ما أبقى الوباء تحت السيطرة ولم يتم الإبلاغ عن وفيات في تاويان عدى ستة فقط.

أما جاسيندا أرديرن في نيوزيلاندا، فقد قامت بالإغلاق الكامل مبكراً، وكانت واضحة تماماً مع الراغبين في العودة إلى البلد من الخارج، بأن عليهم أن يضعوا أنفسهم في العزل الذاتي. كل ذلك والحالات في البلد كلها لم تتجاوز الست حالات فقط، كما منعت دخول الأجانب تماماً إلى نيوزيلاند.

الوضوح والحسم أنقذا نيوزيلاند من العاصفة، ولذلك مع منتصف إبريل لم يعانوا سوى من أربع حالات وفاة فقط، في الوقت الذي تتحدث فيه البلاد الأخرى عن رفع القيود، تتحدث أردرين عن زيادتها بحيث تضع النيوزيلانديين العائدين في الحجر الصحي بمواقع معينة لمدة 14 يوماً. 

التكنولوجيا 

تحت قيادة رئيسة الوزراء كاترين جاكوبسوتير، أعلنت آيسلاند عن اختبار مجاني لفيروس كورونا لكل أفراد الشعب، وسوف تصبح دراسة حالة رئيسية في معدلات الانتشار والوفيات الحقيقية لكوفيد 19. معظم البلاد تقوم بعمل اختبارات محدودة للأشخاص الذين يعانون من أعراض نشطة للفيروس، أما آيسلندا تجري اختبارات تتناسب وعدد سكانها، وحتى الآن قامت بفحص خمسة أضعاف العدد الذي قامت بفحصة كوريا الجنوبية، وبالتالي أنشأت نظام تتبع دقيق يخبرها بمتى عليها إغلاق المدارس أو الإغلاق الكامل.

أصبحت سانا مارين أصغر رئيس دولة في العالم عندما تم انتخابها في ديسمبر الماضي في دولة فنلندا. احتاج الأمر إلى زعيم للألفية الجديدة كي يعرف كيف يستخدم الشخصيات المؤثرة على وسائل التواصل الاجتماعي في محاربة الفيروس التاجي، وذلك لأنها تعلم جيداً أن وسائل الإعلام التقليدية لم تعد قادرة على الوصول لكل الشرائح في المجتمع، وبالتالي استخدمت هؤلاء الأفراد لنشر الوعي بالفيروس عبر حساباتهم الرسمية على مواقع التواصل الاجتماعي. 

الحب 

كان لدى رئيسة الوزراء النرويجية إرنا سولبرج فكرة مبتكرة، لاستخدام التليفزيون من أجل التحدث مباشرة لأطفال بلدها. كانت تبني على المؤتمر الصحفي الذي استغرق ثلاث دقائق، والذي أقامه رئيس الوزراء الدانمركي ميت فريدريكسن قبل يومين. أقامت سولبرج مؤتمراً مكرساً للأطفال ولم تسمح بدخول الكبار، حيث أجابت على أسئلة الأطفال من كل مكان بالبلد لتشرح لماذا علينا أن نخاف من الفيروس. فرادة ووضوح الفكرة سحبت أنفاسنا من الدهشة، فكم عدد الابتكارات البسيطة والإنسانية والناجحة التي تقدمها قيادة المرأة؟

بشكل عام؛ الرعاية والتعاطف اللذان قدمتهما هؤلاء القائدات تمت ترجمتهما إل قرارات وخطوات بدت قادمة من عالم آخر غير الذي اعتدنا العيش فيه، فقد بدت كل القائدات وكأنهن يفردن أذرعهن عبر شاشات التلفزيون ليحتضن جميع أفراد شعوبهن. من كان يتخيل أن القائد قد يبدو هكذا؟ الآن يمكننا التخيل مع قيادة النساء.

وفي نهاية المقال تقارن الكاتبة أفيفا ويتنبرج كوكس هؤلاء النساء بالقادة الذكور الأقوياء الذين يستخدمون الأزمة للإسراع بثلاثية مرعبة من الاستبداد: إلقاء اللوم على "الآخرين"، وتقييد حرية القضاء، وشيطنة الصحافة والإعلام، إسقاط بلادهم في ظلام "لن أعتزل أبدًا" مثل: (ترامب ،بولسونارو ،أوبرادور، مودي، دوتيرتي، أوربان، بوتين، نتنياهو وغيرهم).

كانت هناك سنوات من البحث تشير إلى أن أساليب القيادة النسائية قد تكون مختلفة ومفيدة للأرض والإنسانية. بدلاً من ذلك، لا تزال الكثير من المنظمات والشركات السياسية تعمل على جعل النساء يتصرفن مثل الرجال إذا أردن القيادة أو النجاح في العمل. ومع ذلك؛ فإن هؤلاء القادة الوطنيين من النساء يمثلن  مشاهد دراسة حالة لسمات القيادة السبع التي قد يرغب المرء في تعلمها من النساء، بمجرد التعرف عليها علينا المطالبة بالمزيد منها في العالم.










اعلان