كما وعدنا في المقالات السابقة سنبدأ اليوم الإشارة الواضحة إلى بعض المتهمين بالاحتيال في موضوع القروض، ولكن قبل هذا لا بد أن أشير إلى طريقة أخرى شرحها لي اليوم أحد ضحايا القروض الوهمية. فقد ذكرت من قبل أن تحويل المبالغ المطلوبة كرسوم للاستعلام أو مصاريف للقرض تحول عن طريق فودافون كاش أو فوري، تلك المصاريف التي ترسل بالطبع قبل استلام القرض، ودون رؤية الشخص الذي ترسل إليه الأموال، والغريب أن هناك طريقة أخرى لم يلتفت أي شخص ممن وقع في هذا الفخ إلى غرابتها، وهي شحن كروت للتليفون، وبالطبع هذه الطريقة من أصعب الطرق في إمكانية ضبطها، فهي مجرد أرقام ترسلها له، ويقوم الشخص بشحنها إلى تليفونه، وتحويلها إلى مبالغ نقدية من خلال أكشاك التليفونات أو السنترالات.
وقد ذكرتني تلك الطريقة ببعض بوستات الفيس بوك عن محتالين ينتحلون صفة العاملين بإحدى شركات الاتصالات، حيث يتصل شخص بك برقم يظهر أنه مسجل باسم الشركة عند الكشف عليه من خلال برنامج ترو كولر أو غيره، ويذكر لك المتصل بيانات تليفوناتك، ولا يعلم أحد كيف يصل لهذه البيانات، بالرغم مما هو معروف عن سرية بيانات المشتركين في شركات الاتصال المختلفة، ويهنئك بأنك قد كسبت في سحب الجوائز اليوم مبلغًا وقدره كذا، وعليك إرسال مبلغ مائة أو مائتي جنيه عبر فوري لرقم ما.
وهناك عدة عوامل تجعل الكثيرين يقعون في هذا الفخ، أولها ذكر البيانات الخاصة بهم، وثانيها إعلانات الشركة عبر رسائل نصية تصل للجميع: "استمتع بهديتك من ..... وفرصة تكسب 10000"، وبالطبع ما تثيره فكرة الجائزة المفاجئة والوسيلة السهلة لكسب المال من شهوة وسعادة تشل قدرة الشخص على التفكير في الأمر، فلماذا ترسل النقود على فوري، ولا تسلم في أحد فروع فودافون مثلا، وغيرها من الأسئلة المنطقية التي تحمي الشخص من الوقوع في فخ النصب.
والآن فلنعد إلى موضوعنا الأساسي، فمن خلال استعراض كافة البوستات على مواقع التواصل الاجتماعي، والتعليقات عليها، سنجد دائمًا أن هناك شخصان أو ثلاثة يؤكدون حصولهم على القرض بعد دفع الرسوم المطلوبة من شخص أو جهة ما كما هو موضح بالصفحة التي نشر بها الإعلان عن القرض الفوري المباشر خلال 48 ساعة، وبالطبع عندما ينتبه أحد الأشخاص ويطالبهم بدليل إثبات استلامهم القرض، يلفون ويدورون في الكلام، ولا يصل معهم إلى نتيجة محددة توضح صدقهم.
وهؤلاء المعلنون عن القروض يمكن تقسيمهم إلى ثلاث فئات: الفئة الأولى متهمة بالقيام بعملية النصب على أشخاص عديدين وهناك دلائل على ذلك، والفئة الثانية تستطيع أن تتيقن من مشاركتهم بعمليات النصب من خلال شهود عديدين لا علاقة بينهم بل لا يعرف بعضهم بعضًا، وينتمون إلى مناطق مختلفة، وفئة ثالثة تسلك السلوك نفسه والإجراءات ذاتها بحذافيرها لكن لم يثبت النصب عليهم بعد، وللأسف بينهم جمعيات وشركات مؤسسة ولها مقر، وسيكون لهم معنا وقفة من خلال تحقيقات صحفية وزيارة للمواقع وشهادات للمترددين عليهم.
وسأبدأ اليوم بصفحة على الفيس بوك باسم: "تمويل شخصي"، تنشر إعلانات عن القروض، بصورة البطاقة، وإيصال مرافق، وصورة بطاقة ضامن، وعند التحدث معهم على الماسينجر، وذكر أنه ليس لديك ضامن، يذكر لك أنك في هذه الحالة ستكتب إيصالات بضعف المبلغ الذي ستقبضه. وطبعًا بأساليب الإقناع الرائعة توافق، فتحال إلى مدير الشركة من خلال الواتس الذي يدعى: محمد سعيد، وبالطبع هو اسم وهمي، فيذكر لك الأوراق المطلوبة، واسم الشركة الوهمي ، وتحدد قيمة الرسوم تبعًا للمكان الذي أنت فيه.
ويذكر أحد ضحايا هذا الموقع، المقيم في قنا، أنهم طلبوا إرسال مبلغ 800 مصاريف استعلام يرسل عبر البريد باسم:
م. ج. ع. إبراهيم، الرقم القومي: 29106011307494
وهو المندوب التي سيستلم النقود، ويسلمها للشركة، ثم يأتيه حيث هو في مدينة قنا لتسليمه قيمة القرض، وتمر الأيام، في انتظاره، وأخيرًا يقال له: ها نحن في الطريق، ثم يغلق التليفون وتختفي الصفحة أو تتغير بعد حوالي شهر من عمليات النصب المتتالية، وسط يأس الكثيرين من استرداد نقودهم.
ونحن الآن أمام بيانات حالة ذكر فيها اسم الشخص ورقم بطاقته، فهل يمكن إثباتها؟ وهل سيقبض يومًا ما عليه؟ ونطرح هذا السؤال خاصة لأن كل ضحايا هذه الصفحة، ذكروا تحويل رسوم الاستعلام بحوالة بريدية للشخص نفسه.
ملاحظة: صورة الحوالة البريدية مرفقة في المقال.
--------------------------
بقلم: سمر إبراهيم
