يقول الأصفهاني في أخبار بشار بن برد:
حدثني حماد عن أبيه قال:
كان بشار جالسا في دار الخليفة المهدي،والناس ينتظرون الإذن بالدخول .
قال أحد موالى المهدي لمن حضر من الزوار:
-ما عندكم في قول الله تعالى "وأوحى ربك إلى النحل أن اتخذي من الجبال بيوتا ومن الشجر ومما يعرشون"؟
فقال بشار:
-النحل التي يعرفها الناس
قال:
-هيهات يا أبا معاذ،النحل بنو هاشم ،وقوله" يخرج من بطونها شراب مختلف ألوانه فيه شفاء للناس" يعنى العلم
لم يتحمل بشار الشاعر الحر ،ذلك الهراء ،فقال له:
-أراني الله طعامك وشرابك وشفاءك فيما يخرج من بطون بنى هاشم ، فقد أوسعتنا غثاثة
فغضب القائل وشتم بشارا.
وانظر إلى خاتمة الرواية ، لترى كيف يصير المنافق ملكيا ، أكثر من الملك ذاته،فقد بلغ الخليفة المهدي ما حدث بين الرجلين، فضحك حتى أمسك بطنه، ولم يعجبه هذا التزيد البائس ، ثم قال للرجل:
-أجل، جعل الله طعامك وشرابك، مما يخرج من بطون بنى هاشم فانك بارد غث
وكم من بارد غث يطل علينا ليلا ونهارا ، ليقنعنا أن العلم والفهم والعبقرية، يخرجون من بطون بنى هاشم؟
----------------------
بقلم سمير المنزلاوى