18 - 07 - 2024

إيمان البحر درويش ينفي أسلمة الموسيقى، ...ويتعهد بمصالحة "فناني العار"

إيمان البحر درويش ينفي أسلمة الموسيقى، ...ويتعهد بمصالحة

 تعهد الفنان إيمان البحر درويش في أول حوار له بعد فوزه بمنصب نقيب الموسيقيين بالعمل على مصالحة الجماهير على الفنانين الذين وضعوا في قوائم سوداء بسبب مواقفهم المعادية للثورة، كما نفى ما أشيع عن عزمه التدخل لوضع ضوابط أخلاقية لعمل الفنانين أو نيته إغلاق الملاهي الليلية بدعوى خروج عملها عن الأداب العامة.

وقال درويش إن الثورة أعادت للفنانين فرصتهم في أن يكونوا قادة رأي للمجتمع،ومهدت أرضية مناسبة لعودة الفن الراقي مع ارتفاع وعي الناس وارتقاء أذواقهم،مطالبا بدعم مشروعه لعمل قناة للموسيقى المصرية تكون مهمتها الأولى اكتشاف ودعم المواهب المصرية الصاعدة.

وعن مواقفه السياسية،ورفضه لما أشيع عن محاولات التيار الإسلامي وضع مواد دستورية لضبط البعد الأخلاقي للأعمال الفنية، حذر من إسقاط الأحكام الدينية على المواقف السياسية وحتى الرؤى الفنية التي تحمل خلافا فقهيا بين علماء الدين أنفسهم.

وتعليقا على الفوز بمنصب أول نقيب الموسيقيين بعد الثورة،قال :أحمد الله واعتبرها مسئولية اتمنى أن يكون توفيق الله لي في الفوز بالمنصب مقدمة على إعانته عز وجل لمهمتي الصعبة في النقابة.. أمامنا ملفات كثيرة مفتوحة ومسئولية أمام الأعضاء وأمام المهنة ورسالة تبدأ من الدفاع عن حقوق الموسيقيين وتوفير الخدمات لهم وصولا الى الارتقاء بالاعضاء وبمستواهم الفني."

وبشأن خطته للعمل مستقبلا قال: "هي مسألة يحكمها تقسيم المهام والمسئوليات،المجموعة الجديدة فيها بعض الانسجام وبعض الاختلاف، مبدئيا أنا رفعت شعار علنية الاجتماعات منذ إعلاني الترشح لمنصب النقيب، وبإذن الله ستكون اجتماعات المجلس كلها مسجلة بالصوت والصورة ومتاحة على الانترنت لجميع الأعضاء لتحقيق أولا الشفافية في مناقشة الموضوعات واتخاذ القرارات، وثانيا لاتاحة فرصة لاعضاء النقابة الذين لا يحضرون الاجتماعات وخاصة في الاقاليم أن يتفاعلوا ويشاركوا بالافكار والمقترحات".

وعن ضرورة تغيير اللائحة الداخلية للنقابة قال :" أنوي نسف اللائحة نسفا لأنها أتاحت الكثير من التسيب المالي والاداري وعدم المراقبة الجيدة لحركة أموال النقابة والتعرف على مصادر انفاقها،لكن الأمر يحتاج إلى مستشار قانوني يضع البنود القانونية لكن سيسبق هذا كله حوار شامل مع اعضاء المجلس وأعضاء النقابة للتعرف على رغبات الاعضاء وافضل المقترحات لصياغة لائحة قوية تدعم الاعضاء وتحفظ النقابة".

وحول تعنت النقابة بشأن منح العضوية لبعض خريجي كليات التربية النوعية وغيرها، قال"أنا مع حق كل خريج ودارس للفنون الموسيقية في الحصول على عضوية عاملة بالنقابة بمجرد تخرجه ،لأن مسألة تقييد العضوية باختبار يخالف واقع أن هؤلاء الخريجين أمضوا سنوات في الدراسة النظرية والتدريب العملي على الموسيقى، وأتمنى أن أوفق في هذا، كما أنوي اعطاء فرصة لبعض المتقدمين لنيل العضوية الذين فشلوا في اجتياز الاختبار بمنحهم دورات تدريببة في النقابة لتحسين مستواهم وتأهيلهم لاجتياز الاختبار".

وعن رعاية المواهب الصاعدة التي تصطدم بحقيقة سيطرة عدد قليل من المنتجين وشبكات العلاقات الشخصية على سوق العمل الفني،قال الفنان إيمان البحر درويش إن الحقيقة اننا نخسر مئات المواهب النابغة سواء في الغناء أو التلحين بسبب المناخ الموجود، وأتمنى أن ننجح عبر النقابة في الفترة القادمة في توفير آليات التواصل مع هذه المواهب وتقديمها لدوائر الانتاج.

وأضاف أن هناك فكرة لانشاء قناة خاصة تدعمها النقابة ووزارة الثقافة وجهات أخرى غير حكومية لاكتشاف ورعاية المواهب، خاصة البعيدة عن القاهرة والمدن الكبيرة، ولدينا ثروات كبيرة في قرى ومدن الصعيد والمناطق البدوية والساحلية لا تصل إليها عين المنتجين وصناع الموسيقى.

وتعليقه على وصفه بأنه "فنان محافظ"وأنه سيؤسلم الفن ويغلق الملاهي الليلية،قال:أولا مسألة المحافظة أو التدين هي أمر بين الانسان وربه ،لا دخل للآخرين فيها ولا يجب على أحد أن يفرضها على الآخرين".

وأضاف أن " أكثر ما أضحكني في الحملة التي تعرضت لها أثناء الانتخابات أن البعض قال أنني سأغني دون موسيقى وأنني أحرم الموسيقى وأعتبرها مخالفة للشرع ،وكنت أتساءل كيف يكون هذا رأيي وأترشح لنقابة اسمها المهن الموسيقية،لكن للأسف هذه النوعية من الاخبار تجذب مواقع وقنوات للحديث عنها وإثارة أزمة مفتعلة حولها".

وعن المخاوف من أن تشغلك أعمالك الفنية عن النقابة وهمومها،قال:"أولا النقابة أيضا من أعمالي ومسئولياتي ولا تقل أبدا عن اهتمامي بأعمالي الفنية،ثم أنا لست بمفردي فمعي مجلس ادراة من 12 فنانا وأتمنى أن أنجح في ترسيخ مبدأ المؤسسية وعدم انفراد النقيب بالقرارات لأن ما يستطيع أن يقدمه مجلس من 12 شخصا ومعه نقيب أفضل ألف مرة من قدرة شخص واحد على انجاز الامور مهما تمتع بخبرات وقدرات ووقت".

وحول رأيه في تقسيم الفنانين بعد أحداث ثورة 25 يناير ووضعهم في قوائم سوداء وبيضاء استنادا الى موقفهم من الثورة ،قال الفنان إيمان البحر درويش :"أكثر ماأزعجني تصريحات البعض التي انقلبت 180 درجة قبل الثورة وبعدها، ورأينا كيف تفنن الناس في جمع تصريحاتهم المتناقضة صوتا وصورة قبل الثورة وبعدها، لكن موقفي كنقيب موسيقيين هو الدفاع عن حقوق كافة الموسيقيين ومحاولة الصلح بين الناس وهؤلاءالفنانين الذين انزعج الجمهور من مواقفهم الرافضة للثورة،لأن هذا جزء من مسئوليتي، ولأن هؤلاء الفنانين هم في النهاية أعضاء نقابة ولهم علينا حق المساعدة".

وعن التخوف لدى بعض الفنانين من صعود الإسلاميين إلى مفاصل الدولة كمواقع الإدارة وعضوية البرلمان والحكومة ،وعزمهم مراجعة الأعمال الفنية وضبطها بما يتوافق مع الشريعة الإسلامية، قال: "أولا إذا كان الحديث عن محاربة العري والإسفاف فجميعنا نتفق ونفعل ذلك، وهذا من خلال تشجيع الفن الهادف وتغيير ذوق الناس وتحميس المنتجين على دعم هذا النوع من الفن وليس عبر العنف أو فرض الأمر بالقوة،أما الحديث عن ضبط الفن وفق الشريعة فهي مسألة فيها اختلاف،لأن هناك اختلافا بين علماء الدين في تفسيرات وأحكام عدة،وبالتالي علينا أن ندرك أننا أمام أمر مختلف عليه وليس فيه قول واحد