17 - 07 - 2024

مشروع جو بايدن القديم لتقسيم العراق.. مخاوف من أن يتجدد وهو رئيس!

مشروع جو بايدن القديم لتقسيم العراق.. مخاوف من أن يتجدد وهو رئيس!

كنت قد وعدت القراء الكرام أني سأنشر "ورقة " موثقّة عن مشروع بايدن لتقسيم العراق الى 3 دول ، ردا على بعض من شكك في مقالتي القديمة ( 2008) التي أعدت نشرها في الاسبوع الماضي عن هذا " المشروع ". وقد أصر  هذا "البعض" وعاند في رأيه بأن بايدن لم يطرح مشروعا، بل نشرمجرد مقال، واصروا على ان خطته لم تناقش في  مجلس الشيوخ.. ويبدو أن ردي عليهم لم يقنعهم أبدا، أو أنهم يشككون في مصداقية ما قلت لأغراض أخرى، وكونهم لم يقرأوا  جيدا، أو أنهم إن قرأوا فلم  يفهموا النصوص، ولم  يفحصوا أية وثائق. أو أنهم  يدركونالصواب، ولكنه  مجرد موقف بالضد مبني على أساس المخالفة لأسباب سياسية تتعلق بالشرق الاوسط المنقسم على نفسه. وعليه، فإنني أعرض أمامكم اليوم توضيحا ليس ردا على الإخوة المشككين، ولكن لتوضيح  فحوى مشروع بايدن وخطته بالنسبة لمصير العراق .  

الأولويات التاريخية

في نهاية 2006، تغير موقف جو بايدن كثيرا بمعارضته زيادة القوات عام 2007، ودعا إلى تقسيم العراق الى ثلاث دول عرقية طائفية . ففي نوفمبر / تشرين الثاني 2006، أصدر كل من بايدن وليزلي هـ. غيلب الرئيس الفخري لمجلس العلاقات الخارجية بيانا دعيا فيه إلى اتخاذ استراتيجية شاملة لمشروع تقوم خطته المسماة بالطريق الثالث بمنح الأكراد والشيعة والسنة "متنفساً"  في كيانات ثلاثة تقام في مناطقهم. وفي سبتمبر/ ايلول 2007، تم تمرير قرار غير ملزم يؤيد مثل هذا المخطط في مجلس الشيوخ (1)، لكن الفكرة المطروحة كانت غير مألوفة، ولم يكن لها جمهور سياسي، وفشلت في كسب التأييد، وقد ندد العراقيون بالقرار باعتباره تقسيمًا فعليًا للبلاد، وأصدرت السفارة الأمريكية في بغداد بيانًا نأت بنفسها عنه (2).

لقد صرح السناتور سام براونباك بتأييد "المشروع" وهو بحاجة إلى أن تتوصل الأطراف الثلاثة في العراق - السنة والشيعة والأكراد – ليس إلى اتفاق سياسي، بل إلى توازن سياسي. وقال إنني أعتقد أن معظم الناس يتفقون على أن استراتيجية القطع والتشغيل لا تخدم مصلحتنا على الإطلاق، ولا مصالح العالم، ولا مصالح المنطقة، ولا مصالح الشعب العراقي. لذلك أدعو زملائي، في كل مكان، ولا سيما على الجانب الآخر من الممر، للإشارة إلى مستوى الالتزام الذي يمكنهم من دعم المشروع (3) .

مشروع جو بايدن لتقسيم العراق الى 3 دول 

وقد علق روبرت ماغي قائلا بأن  خطة جو بايدن لتقسيم العراق ستطلق العنان للفوضى. أما جو بايدن الذي دافع عن مشروعه من خلال تصويته لصالح حرب العراق(4)، ولكن خطته كما رآها معارضوه مكرسة لتقسيم البلاد على أسس طائفية ربما ستجعل الوضع أسوأ. وتبين ان مشروعه (His Plan) لتقسيم البلاد الى ثلاثة خطوط طائفية قد سخر منه كثيرًا لاحقًا، ضحك جو بايدن وأكد لجماعة من NPR بأن "الغالبية العظمى من مجتمع السياسة الخارجية تعتقد ان مشروعه كانجيدا جدًا" (5).  

لقد ولدت تلك الخطة من خلال ليزلي غيلب الرئيس الاسبق لمجلس العلاقات الخارجية والذي نصحبايدن قبل ثلاث سنوات من اعلان المشروع بشأن العراق ، كما أشار بايدن في بيان أعلنه وقال بأن غيلب شاركه بخطته في كتابة مشروعه لعام 2006، لتمهيد السبيل أمام الولايات المتحدة كي تسحب قواتها من العراق، وذلك بفصل الجماعات العرقية والدينية الرئيسية الثلاث في البلاد - الشيعة العرب والعرب السنة والأكراد - في مناطق تتمتع بالحكم الذاتي لكل منها. 

من هو ليزلي هوارد غيلب ؟ Leslie H. Gelb

ليزلي هوارد غيلب (1937- 2019) بدأ صحفيا ثم تقلد عدة مناصب تخصصية وعليا وكان مسؤولا بارزا في وزارة الدفاع والخارجية، ثم الرئيس الفخري  لمجلس العلاقات الخارجية. يحمل الدكتوراه من هارفارد 1964 وعمل استاذا في عدة جامعات. تزوج جوديث كوهين في 1959، وتنقل في العديد من المناصب، وهو خطيب بارع ومفكر ومستشار  سياسي من الدرجة العليا ونال عدة جوائز.. وقد أيد غيلب في البداية حرب العراق لكنه قال فيما بعد  أن "دعمه الأولي للحرب كان من أعراض الاتجاهات المؤسفة داخل مجتمع السياسة الخارجية، أي التصرف وحوافز دعم الحروب للاحتفاظ بالمصداقية السياسية والمهنية."(6)

وهو الذي  صاغ المشروع لبايدن بالنسبة للعراق اذ كان الى جواره في رحلة على متن الطائرة، كما قال بايدن نفسه عام 2006، لأنني اضطررت إلى إنفاقها على تبادل الأفكار مع أفضل عقول السياسة الخارجية التي عرفتها بلادنا على الإطلاق " وقال  احد المراقبين: "إن وصف بايدن لمدى متعة العمل مع غيلب على خطة لإعادة تشكيل العراق متعدد الأعراق والطوائف إلى ثلاث دول، مقسمة على أسس عرقية ودينية - الأمر الذي أثار استياء العراقيين وإدانة الخبراء في المنطقة ". والنص بالانكليزية :

 "Biden’s description of how enjoyable it was for him to work with Gelb on a plan to remake multiethnic and multiconfessional Iraq into three states, partitioned along ethnic and religious lines — which prompted dismay from Iraqis and condemnation from experts on the region "

وصف بايدن الحرب بأنها ضرورية. وقال بايدن: "على عكس ما قد يعتقده البعض في حزبي، كان العراق مشكلة يجب التعامل معها عاجلاً وليس آجلاً" (7). 

مشروع جو بايدن: Jeo Biden

أقر بايدن مشروعه، فانتقدت خطته في تقسيم العراق على أسس عرقية التي طبخها مع غيلب كونها تحرض على العنف الطائفي والتطهير العرقي، كالذي  حدث في البوسنة وغيرها من قبله في القرن الماضي. ان مشروع بايدن يشجع على التطهير الطائفي والعرقي العنيف وتدمير المجتمعات متعددة الأعراق التي كانت موجودة. في تلك المناطق لعدة قرون.

نشرت الخطة في افتتاحية نيويورك تايمز، في مايو 2006، "وحظيت باهتمام كبير، ولكن كانت كلها سلبية تقريبًا ،"كما وصفها غيلب لإيفان أوسنوس عام 2014 (8).

عندما ترشح بايدن للرئاسة في الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي 2007، وجد من الافضل له أن  يثبت مشروعه ويثيره من خلال استكمال مناقشته بديلا عن الحرب، فكانت هناك مناظرته في ولاية أيوا سبتمبر 2007، اذ أصرّ على موقفه وانه سيدفع العراقيين كي يتبنوا خطته القائمة على التقسيم لما يشابه تقسيم البوسنة التي هي أيضا متعددة الأعراق وتقسيم العراق الى عدة مناطق، وكل منطقة يخص مجموعتها العرقية، وقال بايدن ان مشروعه هو الذي  سينهي الحرب الأهلية في العراق ويحقق السلام النسبي الذي تتمتع به مناطق البوسنة بعد ان تمّ  تقسيم السلطة الى عدة سلطات في البلاد تقوم على أسس عرقية كالتي تضمنتها اتفاقية دايتون (9). 

وصف خطته بـ " الاستراتيجية " !

وفي خطابه في نيو هامبشاير في شهر نوفمبر، وصف  بايدن خططه بـ "الاستراتيجية" موضحا أنه يفعل شيئًا ارتكازيا وأساسيًا للغاية". متمثلا ذلك بازالة مركزية السلطة ومنح العراقيين سيطرات محلية وفي شهر كانون الأول /ديسمبر  من العام نفسه، عاد بايدن ليشهر خطته لتجمع الناخبين في ولاية أيوا ويصفها بأنها  "المبادرة المحددة الوحيدة التي  يمكن الاعتماد عليها..". ورفض بايدن ما انهال عليه من انتقادات تقول بأن مشروعه يتلخص بتقسيم العراق، وأن ما تضمنه من خطط ستُعرض على المكوّنات العراقية الثلاث من أجل منحهم الفرصة كي يصوتوا بأنفسهم عليها  كمجموعات منفردة واحدة عن الأخرى! وكان الاميركان قد بدأوا بتخطيط مواقفهم وجمع معلوماتهم عن العراق ومعرفتهم بالعراقيين منذ التسعينيات، ولكن يبدو أنهم لم يتعلموا شيئا! (10)

دورسام براونياك Sam Brownback

وخلال مشاركته في أيوا أواخر 2007، نجح بايدن بتمرير نسخة معدلة من مشروعه كقرار غير ملزم لمجلس الشيوخ برعاية السناتور سام براونباك، وهو جمهوري من كنساس وقد وصف براونباك الخطة بأنها  تتضمن "حلا بتشكيل الدول الثلاث" على أساس "التقسيم الناعم" على أسس عرقية ودينية "، وكما صاغها بالانكليزية : 

Brownback described the plan as “a three-state solution” based on “a soft partition” along ethnic and religious lines”.

واعتمد  براونباك خارطة العراق في العصر العثماني مثبتا ان المقاطعات الثلاث هي التي تشكل منها العراق حيث عاشت التكوينات العرقية والدينية معا.  قال براونباك لمجلس الشيوخ: "هذا في ولاية الموصل ، الشمال الكردي"، عن منطقة يتقاسمها بالفعل الأكراد والعرب السنة والمسيحيون والتركمان واليزيديون. وأضاف براونباك: " ولاية بغداد ، المنطقة السنية في العراق" وولاية البصرة هي الدولة الشيعية (11).. .

ومن دون مناقشة هذه المعلومات الساذجة التي أغفلت الاختلاط  البشري والتعايش السلمي، فإن أكبر جريمة أن تجد مثل هذا السناتور الغبي يقرن العراق ويشبه سكانه بكل من البوسنويين والصرب والكروات!! ويقول أيضا: أن الأحزاب في العراق - السنة والشيعة والأكراد - يجب أن تتوصل إلى اتفاق سياسي من اجل توازن سياسي. وأن استراتيجية الانفصال والتشغيل لا تخدم مصلحتنا على الإطلاق. راجع كلمة السيناتور سام براونباك، خطاب أمام مجلس الشيوخ الأمريكي، 16 يناير 2007. (12)

إن التضليل التاريخي المقارن واضح تمام الوضوح في الذي عرضه براونباك عن العراق بزعمه الكاذب أن الولايات العثمانية القديمة هي الحل الامثل كي تقوم دول ثلاث، "وكانت الامبراطورية العثمانية ناجحة في طريقتها لإدارة هذه المجموعات البشرية المختلفة التي لا تتفق مع بعضها البعض، والتي لا تتفق مع بعضها البعض. إذ ينتفي التعايش عندها".

ديك تشيني Dick Cheney

لقد أراد جو بايدن أن يحقق ما خطط له ديك تشيني للعراق، إذ أن معلومات مهمة تشير إلى أن حملة بايدن الرئاسية لعام 2007  كانت تهدف في الحقيقة إلى إشعال حرب عرقية لتفكيك العراق من أجل السيطرة على البترول. 

Biden's 2007 Presidential campaign theme:  ethnic warfare to break up Iraq to control their oil

ويكمل النص: عندما ترشح بايدن للرئاسة 2007، كان شعاره تقسيم العراق إلى ثلاث دول جديدة من خلال التطهير العرقي للسيطرة بشكل أفضل على النفط. لقد حصل على 3/4 أعضاء مجلس الشيوخ للمصادقة على تلك الخطة، والتي كانت هدف تشيني الحقيقي للغزو عام 2003.(13) إن دعم بايدن خطة ديك تشيني الحربية للعراق تتمثل بتقسيم العراق إلى ثلاث دول جديدة عن طريق الحرب العرقية للسيطرة على النفط (14).

التصدّي للمشروع

مارك لينش ، أستاذ العلوم السياسية والشؤون الدولية في جامعة جورج واشنطن ومدير كل من معهد دراسات الشرق الأوسط وبرنامج دراسات الشرق الأوسط، كان لاذعًا بالمثل في تحليله للخطة التي دفع بها بايدن في مجلس الشيوخ في خريف 2007. وعرض أفكاره ضد المشروع في مجلة فورين بوليسي اذ كتب يقول: "من خلال تمرير 75 صوتًا قرارًا رمزيًا لا معنى له وغير ملزم في مجلس الشيوخ لصالح تقسيم العراق" (15). 

وقد نجح بايدن في الوقت نفسه في  إثارة غضب كل العراقيين تقريبًا، الذين أدانوا بالإجماع تقريبًا القرار مما دعا كل الجمهوريين في مجلس الشيوخ إلى الإفلات من المأزق عندما قالوا بإنهم صوتوا للتغيير من الرغم من استمرارهم في التصويت ضد أي شيء حقيقي؛ بتأييد خطة غير عملية من شأنها أن تزيد بشكل كبير من المعاناة الإنسانية بينما تعمل ضد المصالح الأمريكية في المنطقة ولا تحل المشاكل فعليًا".!

وأضاف لينش: "لم أفهم أبدًا جاذبية" التقسيم الناعم "لأي شخص آخر غير النشطاء الموالين للأكراد. يبدو أنها استراتيجية خروج لطيفة ونظيفة. ولكنني اقول بأن ذلك يعني في الواقع المشاركة المكثفة والفعالة للقوات الأمريكية في تسهيل "نقل" الأشخاص والتزامًا عسكريًا طويل الأمد لحماية الكيانات الجديدة (خاصة الأكراد). سيؤدي في الوقت نفسه إلى تفاقم الصراع الشيعي الشيعي مع تعزيز النفوذ الإيراني في المناطق الشيعية. من شأنه أن يثير حنق السنة الذين يتمسكون بشدة بمبدأ الدولة الموحدة ويغذي الاتجاهات الأكثر راديكالية في تلك المناطق بينما يقوضون أي زعيم يكون أكثر اعتدالاً وسيضمن عدم حل أزمة النازحين داخليًا واللاجئين أبدًا، مما يعزز عدم الاستقرار في البلاد والمنطقة لعقود، مع مكافأة استراتيجيات التطهير الطائفي وتشجيعها في المستقبل(16).

ويرى لينش بأن بايدن وغيلب وبراونباك يغفلون ان العراق ليس هو البوسنة، اذ تعايش السكان في العراق بكل أطيافهم العرقية والدينية قرونًا طوال وهم موحدين بعلاقاتهم المتماسكة والمتشابكة، وأنهم لم يعيشوا في مناطق منفصلة او منعزلة وسط حروب اهلية ...

العيب الرئيسي لجميع خطط التقسيم هو أن أولئك الذين يضعونها يقبلون ضمنيًا حجج دعاة الفصل العنصري المحليين، الذين يزعمون أنه من المستحيل على شعوبهم العيش بسلام مع الجماعات العرقية أو الدينية الأخرى ما لم يكن لديهم دولهم المنفصلة - مع تجاهل حقيقة أن الناس في هذه الأجزاء من العالم كانوا يعيشون في سلام نسبي لقرون في مجتمعات متعددة الأعراق، وغالبًا ما تكون متماسكة جدًا. عندما يتم سن التقسيم، لا تعود الجماعات العرقية والدينية المتشابكة مضطرة إلى إيجاد طرق لتقاسم السلطة والعيش معًا، بل دعيت بدلاً من ذلك لطرد جيرانها من منازلهم بالتهديدات والعنف.

بينما أخبر بايدن الناخبين أنه وغيلب كانا يطبقان ببساطة منطق اتفاقية دايتون للسلام التي قسمت البوسنة ما بعد الحرب على أسس عرقية إلى العراق، بدا الرجلان غافلين عن عيوب هذه الخطة، والطرق التي كرست بها عرقيًا. تحقق الانقسام من خلال التطهير العرقي الوحشي.

العراق ليس يوغوسلافيا 

لقد ثبت أن اتفاقية دايتون التي تم بموجبها تقسيم البوسنة والصرب قد جمدت الصراع ولكنها لم تنجح في تقسيم البلاد على أسس عرقية. واعتبرت الاتفاقية نجاحا غير مشروط في إنهاء القتال.(17) 

وقالت لورا سيلبر، مؤلفة كتاب "يوغوسلافيا: موت أمة" بعد التجربة المريرة والقاسيةإن ما حدث بعد دايتون كرس التقسيم العنيف للبلد على أسس عرقية. "بعد أكثر من ثلاثة عقود ، لا تزال البوسنة والهرسك تتصارع مع إرث الحرب ، واتفاقية دايتون أيضًا - والتي ثبت أنها معقدة للغاية بحيث لا يمكن تنفيذها وعززت الانقسام العرقي فقط."

اعادة تكرار التجربة اليوغسلافية عراقيا 

كانت المحاولة الأولى تتمثل بجلب رسوم مخطط لخطة المشروع الخاصة بالعراق، والتي نُشرت على صفحة الافتتاح في صحيفة نيويورك تايمز في أواخر عام 2003، وكانت أكثر انفتاحًا وتفاؤلا بشأن احتمال أن يكون ما أسمي بـ "حل الدول الثلاث" يهدف جزئيًا إلى معاقبة المتمردين العرب السنة، ولكن بدأ التريّث الأميركي إذ أخذ التفكير ينصب على التداعيات، فالتقسيم يمكن أن يحرض على عنف رهيب، وقد تتطلب من الجيش الأمريكي الإشراف على النقل الجماعي للسكان المدنيين، ويكون العراق لاحقا  فريسة سهلة بأيدي خصومه التاريخيين. فعادوا إلى الفيدرالية التي لم يدرك العراقيون معانيها وآلياتها، ولكن  ستكون الخطوة الأولى هي تحويل الشمال والجنوب إلى مناطق تتمتع بالحكم الذاتي، مع رسم الحدود قدر الإمكان على أسس عرقية. وقد أعطي الأكراد والشيعة الجزء الأعظم من مليارات الدولارات التي صوت عليها الكونغرس لإعادة الإعمار. في المقابل، مع ضرورة إجراء انتخابات ديمقراطية داخل كل منطقة، وحماية للنساء والأقليات ووسائل الإعلام.

كانت خطة بايدن- غيلب لا تحظى بشعبية خاصة في العراق، بعد شهر من نشرها لأول مرة، وجد استطلاع أجراه المعهد الجمهوري الدولي أن 78% من البلاد لا يوافقون على "الفصل العنصري للعراقيين" - 66 %"بقوة" هكذا - و 13 % فقط وافقوا، مع دعم الأغلبية فقط في كردستان المستقلة بالفعل.

لقد شوهت الخطة سمعة بايدن، لدرجة أنه في أغسطس 2008، عندما تم تعيينه كنائب لباراك أوباما، رد العراقيون من مختلف الأطياف السياسية بخيبة أمل. كونه مبتكر فكرة تقسيم العراق".. إن تقسيم المجتمعات والأراضي بهذه الطريقة لن يؤدي إلا إلى اندلاع قتال جديد بين الناس على الموارد والحدود. لا يمكن للعراق أن يعيش ما لم يتم توحيده، وتقسيمه سيبقي المشاكل قائمة لفترة طويلة". ويعد "مشروعه" واحدا من العوامل في تمزيق العراق. إن بايدن قد انتقد بقوة كونه ساعد في تأجيج كل من القاعدة وداعش كما قرر، كنائب لاوباما دعم عودة شخص سيئ السمعة عند معظم العراقيين اسمه نوري المالكي. كرئيس للوزراء في عام 2010.  وكان بايدن وراء هيمنة إيران على العراق وتلك كارثة تاريخية! ..  المهم، لابد ان يعلم كل العراقيين أن بايدن في النهاية كان له مشروعه مع من ذكرنا من المسؤولين الذين دعموا خطة بايدن لإعادة تشكيل العراق إلى ثلاث دول متجانسة إثنيًا وقد مرّ على أعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريين، ومضى على مراقبي السياسة الخارجية مثل توم فريدمان، لكنه فشل في اللحاق بالناخبين في ولاية أيوا، حيث حصل على 9% فقط من المندوبين في المؤتمر الحزبي لعام 2008 قبل أن يسقط. خارج السباق. والخشية ان يتجدد هذا " المشروع " ثانية اليوم إن جاء بايدن وهو على رأس الولايات المتحدة الأميركية. 
-------------------------
بقلم: د. سيّار الجميل *
* نقلا عن صفحة الكاتب على فيسبوك

المصادر المعتمدة

(1)Congressional Quarterly Congress and the Nation XII: 2005–2008: Politics and Policy in the 109th and 110th Congresses (2010).( In September 2007). 

Parker, Ned; Salman, Raheem . "U.S. vote unites Iraqis in anger". Los Angeles Times, 1 Oct.,2007.  (2)

Archived from The Library of Congress,

  Archived from The Library of Congress (3)Senator Sam Brownback, U.S. Senate floor speech,16 Jan, 2007.

(4(Cf. Robert Mackey, “ Joe Biden’s Plan to Partition Iraq  Would have Unleashed Chaos”, The Inercept, 6th Sept. 2019 .  See also,  Shanker, Thom , "Divided They Stand, but on Graves". The New York Times, 19/8/ 2007

 (5)Kessler, Glenn . "Meetings with Foreign Leaders? Biden's Been There, Done That". The Washington Post , September 23, 2008 .

 (6)Gelb, Leslie H.; Zelmati, Jeanne-Paloma . "Mission Not Accomplished". Democracy: A Journal of Ideas (Summer): 1–24. Archived from the original  ( 2009). 

 (7) Cf. Robert Mackey, loc. cit.  Logan, Justin ,"The International Relations Academy and the Beltway "Foreign Policy Community"–Why the Disconnect?". (Cato Institute. ,2009).

(8) Details in, Logan, Justin , "The International Relations Academy and the Beltway "Foreign Policy Community"–Why the Disconnect?".( Cato Institute, 2009). 

Evan Osnos,  Joe Biden: The Life, the Run, and What Matters Now (Scribner, 2020).(9

(10)  Sloan, Stanley . "Transatlantic relations: Stormy weather on the way to enlargement?". NATO Review. Oct. 1997.

(11) Brostoff, Marissa, "Far Right Israelis Get Boost From Senator – The Jewish Daily Forward" October 10, 2007.

 (12)Senator Sam Brownback office, Brownback on Iraq and Troop Surge, Calls for bipartisanship, diplomatic efforts, January 17, 2007, Washington, D.C. Archived January 31, 2007.

(13)Edwards, Mickey ,  "Dick Cheney's Error: It's Government By the People". The Washington Post. 22 /3/ 2008.

(14)"Iraq: The War Card". The Center for Public Integrity. Archived from the original on March 18, 2015.

(15)September 20, 2007 - Issue: Vol. 153, No. 140 — Daily Edition, 11th Congress (2007 - 2008) - 1st Session

(16)Shanker, Thom , "Divided They Stand, but on Graves". The New York Times, 19/8/ 2007.

 (17) Kessler, Glenn "Biden Played Less Than Key Role in Bosnia Legislation". The Washington Post. 7 Oct. 2008

مقالات اخرى للكاتب

مشروع جو بايدن القديم لتقسيم العراق.. مخاوف من أن يتجدد وهو رئيس!