انتشر بالاونة الاخيرة في فضاء مواقع التواصل الاجتماعي  برنامج صيني واسع الاستخدام يدعي" التيك توك "في اوساط المجتمع المصري بين الفئات العمرية الصغيرة من الشباب وخاصة الفتيات،الامر الذي قد يهدد قيم المرأة المصرية مستقبلا متمثلة في فتيات هذا الجيل الذي يساهمن ويشتركن في نشر مقاطع حلقات الرقص الخادشة للحياء بحساباتهم الشخصية "بالتك توك " تحت مسمع ومرئي اباهم دون اي ردة فعل سواء محاسبتهم وتوعيتهم او حثهم علي استثمار هذا الوقت بما ينفعهم في حياتهم .

 وفي تصريحات خاصة "للمشهد"  قالت الدكتورة آمنة نصير، النائبة في البرلمان المصري وأستاذة العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر، ان تأثير برامج التيك توك علي فئات الشباب الصغير وخاصة الفتيات التي تتراوح اعمارهن ما بين 13-20 عام  واستحواذ ذلك البرنامج في تشكيل وعيهم  نظرا لما يحققة من نسب مشاهدات عالية ومساحة واسعة الانتشار في فضاء مواقع التواصل الاجتماعي بين المستخدمين، ذلك يمثل مكمن الخطورة في تنشئة هذا الجيل وتشكيل ثقافته التي تتبلور بذرتها في هذا السن الحرج.  

وأكدت ان تلك المواقع سلاح ذو حدين لمن يحسن استخدامها بما يعيد عليه النفع او يسئ استخدمها ويتحمل عواقب الضرر النفسي منها والتربوي سواء للشباب الصغير والفتيات او الشباب البالغ بصفة عامة ، فاستعمال برنامج "التك توك" يؤول حسب نتائجه، اذا كانت له نتائج سلبية او ايجابية، لكن في حقيقة الامر ما نراه من سوء استخدام قد حقق نتائج سلبية علي أولادنا وخاصة الفتيات الصغار الذين سيكونون امهات مستقبلا تربي اجيالا تساهم في بناء مستقبل هذا الوطن. 

 وشددت  علي دور الأسرة الذي تهافت وتراجع كثيرا في الاونه الاخيره في تفعيل دور الرعاية والتربية السليمة والرقابة ومتابعة الابناء في هذا الفضاء الواسع وبحثهم عن ماذا ينشرون؟ وكيف يقضون وقتهم علي الانترنت؟، هل للاستفادة ام لمضيعة الوقت؟ في نشر محتوي غير هادف ولا يتماشي مع اخلاقيات هذا المجتمع كحلقات الرقص المنتشرة بكثرة التي تحقق نسب مشاهدات وتمثل افسادا للذوق العام وثقافة هذا الجيل بأكمله .  

 وتابعت "نصير" أن الاسرة مكلفة من رب العالمين بتربية الابناء في كيفية تعاملهم في مدارسهم وجامعتهم ووظائفهم وحياتهم العامة داخل المجتمع وهل يؤثرون فيه بطرق ايجابية ام سلبية تضر حياة الآخرين، فاذا غاب دور الاسرة المربي التوعوي للابناء انفرط عقد الاسرة لسلوك وتصرفات لا تتفق مع طبيعة المجتمعات الشرقية الذي يحكمها طابع التحفظ والتمسك بالقيم علي عكس المجتمعات الغربية. كما يجب أيضا أن توضع ضوابط وفرامل لهذا الانفلات من ناحية الأسرة، وضوابط من قبل المجتمع والدولة في تفعيل اجهزة الرقابة، كجهاز التنظيم والإدارة لجهاز الاتصالات القومي علي مقاطع برنامج "التك توك" التي لا تتوافق مع معايير المجتمع المصري وضوابطة الاخلاقية كحلقات رقص الفتيات، الذي تعد بمثابة انحسار للحياء لدي الفتاة الذي خفت وتراجع كثيرا هذه الأيام. 

وتضيف "نصير" أن برنامج "التيك توك" ذلك تم حظره اوائل سبتمبر الماضي من قبل حكومة الولايات المتحدة الامريكية نظرا لشكوك في تسريب معلومات وحفاظا علي الامن القومي للبلاد، حيث تري أن يجب حظره في مصر لو استدعي الأمر وتبين مدي استفحال تاثيره علي اخلاقيات الشباب والبنات حفاظا علي السلوك الانساني والاخلاقي للمجتمع المصري، فهو أهم بكثير من السلوك الأمني والاستخباراتي العسكري التي تحافظ عليه امريكا، فالانسان والقيم الاخلاقية تأتي أولا، فالأمم باقية باخلاقها وقيمها.

 فيما اوضحت الاستاذة  "فاتن عريف" المحامية والباحثة في قضايا المجتمع  " ان التكنولوجيا وخاصة مواقع التواصل الاجتماعي اصبح  لها تأثير كبير جدا علي عقول الشباب سواء بالسلب او الايجاب ، حيث انها  تلعب دورا هاما  وقويا في التأثير علي افراد المجتمع والتأثر بها ،مثل برنامج  "التيك توك"  الصيني المنتشر في فضاء مواقع التواصل الاجتماعي حيث يستخدم الشباب هذا البرنامج  في نشر فديوهات يحمل طابعا سلبي واسع الانتشار وبالتالي اعطاهم نوع من الشهرة  وتحقيق ارباح مالية من عدد نسب المشاهدة ، ولذلك يجب تشجيع هذا الشباب علي استخدام هذه المنصة بشكل ايجابي واستخدام اعداد نسب المشاهدة  في نشر الوعي وتعزيزالانتماء داخل عقول الشباب.


وتابعت "عريف " ان الاسرة لها دور كبير جدا كعامل رقابي وتربوي في فئة عمرية من المفترض هي اهم مرحلة من مراحل عمر الشباب 10-18 ،فهذه المرحلة هامة جدا في حياة الشباب حيث تطرأ عليهم تغيرات نفسية  فسيولوجية  تدفعهم ان يقلدوا بعض النماذج الغير جيدة ، ولذلك يجب اختيار النماذج الناجحة ونقدمه لذلك الشاب كنموذج ناجح  من باب الوعي مثل لاعب كرة القدم محمد صلاح  فهو مثال ولا اروع منه مثال يقتدي به في  المجتمع المصري والعربي والافريقي والعالمي ، اما من ناحية حجب التكنولوجيا وبعض البرامج المستخدمة في الفضاء الالكتروني الشاسع،فنحن  لن نقدر علي حجب تلك المواقع لان لا نستطيع ان نعيش بمنعزل عن العالم ، فالتكنولوجيا  اصبحت هي لغة العصر الحالي  ولغة ريادة الاعمال للاشخاص والمستخدمة في جميع تعاملات دول العالم  .



واكدت "عريف " يجب ايضا استخدام التكنولوجيا وهذه المنصات "كالتيك توك " بشكل ايجابي في ترويج وتعزيز فكرة الانتماء لدي الشباب ، وكذلك يجب نشر الوعي لحمايتهم من حروب الجيل الرابع في نشر الاكاذيب والاشعاعات ، التي تستغل هذه الاكاذيب في كسر القيم والمثل العليا بالنسبة لشبابنا ، ولذا يجب علينا الاعادة مرة اخرة للمثل والقيم العليا  بواسطة استخدام  القوة الناعمة التي لها دور مؤثر وقوي جدا في المجتمع عن طريق الاعلام او الاعمال السينمائية مثل فيلم الممر الذي وضح عقيدة وقوه الجندي المصري واصرارة علي النصر، اوالاعمال الدرامية مثل مسلسل الاختيار الذي عزز الانتماء لدي الجندي المصري وبطولاته ومسلسل ضمير ابلة حكمت التي اثر بشكل ايجابي في حياة الاسرة المصرية .