28 - 06 - 2024

العالم يبدأ مواجهة سلالة كورونا الجديدة بتعليق حركة الطيران أو فرض قيود عليه

 العالم يبدأ مواجهة سلالة كورونا الجديدة بتعليق حركة الطيران أو فرض قيود عليه

بطريقة يبدو فيها الكثير من الهلع بدأ العالم مواجهة سلالة كورونا الجديدة بتعليق حركة الطيران أو فرض قيود عليه، ودخلت هذه الإجراءات حيز التنفيذ ابتداء من منتصف ليلة الإثنين.

فقد قرّرت المملكة العربية السعودية تعليق الرحلات الجوية وإغلاق حدودها لمدة أسبوع قابلة للتجديد، على خلفية ظهور سلالة جديدة من فيروس كورونا، فيما عززت العديد من دول العالم إجراءاتها الاحترازية في وقت لم تتضح فيه بعد كل خصائص الفيروس الجديد.

ونقلت وكالة الأنباء الرسمية عن مصدر مسؤول في وزارة الداخلية السعودية ليلة أمس أنّ قرار إعادة إغلاق الحدود الجوية والبحرية والبرية جاء "بناءً على ما رفعته وزارة الصحة عن انتشار نوع جديد متحور من فيروس كورونا المستجد في عدد من الدول، وحتى تتّضح معلومات طبية عن طبيعة هذا الفيروس". وأوضح المسؤول أنّ المملكة قرّرت "تعليق جميع الرحلات الجوية الدولية للمسافرين - إلا في الحالات الاستثنائية - مؤقتاً لمدة أسبوع، قابلة للتمديد أسبوعاً آخر". كما قرّرت "تعليق الدخول إلى المملكة عبر المنافذ البرية والبحرية مؤقتًا لمدة أسبوع قابلة للتمديد أسبوعًا آخر"، مطالبة كل من عاد من دولة اوروبية ظهرت فيها السلالة الجديدة بالعزل المنزلي لمدة اسبوعين وإجراء فحص للفيروس كل خمسة أيام. 

وكانت المملكة قد علّقت الرحلات الجوية وأغلقت الحدود لنحو ستة أشهر بين مارس وسبتمبر حين رفعت الحظر جزئيا. ومن المقرر أن يتم الرفع بشكل كلي في بداية 2021، لكن احتمال تمديد الاغلاق الجديد قد يعيق ذلك. 

ودفع فيروس كورونا المستجد المملكة التي يسكنها نحو 36 مليون شخص إلى تعليق أداء العمرة لأشهر وإلى تنظيم موسم الحج بمشاركة بضعة آلاف بعدما كان يحضره أكثر من 2.5 مليون شخص سنويا. 

وفي الخليج، حذت الكويت حذو الدول الاوروبية وقررت مساء الأحد تعليق الرحلات من وإلى بريطانيا ابتداء من اليوم الاثنين. 

 وبدأ خلال الأسابيع الأخيرة انتشار سلالة جديدة من فيروس كورونا في المملكة المتحدة. كما جرى تسجيل حالات خارج الأراضي البريطانية، بينها الدنمارك وهولندا وأستراليا. وعلّقت دول أوروبية عدة الرحلات الجوية الآتية من المملكة المتحدة التي حذّرت من أن السلالة الجديدة "خرجت عن السيطرة". 

ووجد عشرات المسافرين الذين وصلوا من المملكة المتحدة أنفسهم عالقين في المطارات الألمانية ليل الأحد الاثنين، بعد قرار تعليق الرحلات الجوية مع بريطانيا، وفي مطار هانوفر بشمال البلاد، طال الإجراء الجديد مجموعة من 63 راكبا عائدين من المملكة المتحدة لم يُسمح لهم بمغادرة موقع المطار، بحسب ما قالت الشرطة المحلية. 

وتوجّب على الجميع الخضوع لفحص فيروس كورونا المستجد الذي اجراه لهم في الموقع طاقم طبي لبس افراده ملابس واقية، ويُنتظر صدور نتائجه الاثنين. ويسود توتر بين الركاب العالقين وخصوصا بين مجموعة من الأشخاص بينهم رضيع في شهره التاسع. 

وقالت الشابة الألمانية مانويلا توميس في فيديو نشرته صحيفة بيلد الألمانية "نحن في مطار هانوفر واحتجزنا رغما عنّا. خضعنا لاختبار ومُنعنا من مغادرة المبنى في انتظار النتائج". وكان الوضع مشابها في مطار شتوتغارت، ولكن مع مجموعة أصغر من الركاب الذين وصلوا من المملكة المتحدة ونُقِلوا إلى مركز اختبار في موقع المطار، وفقًا لمتحدث باسم المنشأة. وسيُسمح لهم بمغادرة المبنى إذا جاءت نتيجة الاختبارات التي خضعوا لها سلبية، ولكن سيتوجب عليهم ايضا الخضوع لحجر صحي لاحقا. 

وعلّقت ألمانيا على غرار العديد من البلدان، الرحلات الجوية مع المملكة المتحدة منتصف ليل الاحد / الاثنين. وقد فُرضت تدابير رقابية مشددة على الأشخاص الذين وصلوا الى أراضيها مساء الأحد من المملكة المتحدة، بما في ذلك إخضاعهم لاختبارات كوفيد-19. ألمانيا تسجل أكثر من 16 ألف إصابة جديدة 

في سياق متصل، أعلن معهد "روبرت كوخ" الألماني لمكافحة الأمراض المعدية وغير المعدية صباح اليوم الاثنين أن عدد الإصابات الجديدة بفيروس كوروناالمستجد التي تم تسجيلها خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، بلغ 16 ألفا و643 إصابة، استنادا إلى بيانات الإدارات الصحية المحلية. وبحسب بيانات المعهد، فإن عدد الإصابات الجديدة يوم الاثنين الماضي كانت أدنى بنحو 300 حالة. وأظهرت التجربة أن الأرقام المسجلة يومي الأحد والاثنين عادة ما تكون أقل، بسبب عدم تسليم بعض الإدارات الصحية بيانات الإصابات الجديدة لمعهد "روبرت كوخ" في عطلة نهاية الأسبوع.

وسجلت ألمانيا يوم الجمعة الماضي أعلى عدد إصابات يومية بواقع 33 ألفا و777 إصابة، إلا أن هذا العدد مضاف إليه نحو 3500 إصابة تعذر تسجيلها يوم الخميس. وبحسب بيانات المعهد، يصل بذلك إجمالي عدد حالات الإصابة المؤكدة بالفيروس في البلاد إلى مليون و510 آلاف و652 حالة. وبلغ إجمالي الوفيات الناجمة عن الإصابة بالفيروس 26 ألفا و275 حالة، بزيادة قدرها 226 حالة مقارنة بأمس الأحد. 

وكان أعلى عدد للوفيات جراء الفيروس سجلته ألمانيا بواقع 952 حالة يوم الأربعاء الماضي. وبلغ عدد المتعافين نحو مليون و115 ألفا و400 حالة. وواصل معدل انتشار المرض بين كل مئة ألف نسمة في غضون سبعة أيام ارتفاعه اليوم إلى 1ر197 حالة، وهو أعلى مستوى يتم تسجيله منذ بدء الجائحة. 

وبحسب بيانات المعهد، بلغ معدل الاستنساخ حتى أمس الأحد 1,04، ما يعني أن كل مئة مصاب قد ينقلون العدوى إلى أكثر من 104 أفراد آخرين في المتوسط. ويعكس معدل الاستنساخ وضع انتشار المرض قبل أسبوع ونصف أسبوع تقريبا. 

واكتُشفت الأحد في إيطاليا حالة إصابة بالسّلالة الجديدة للفيروس، ما دفع روما لتعليق الرّحلات الجوّية مع المملكة المتّحدة. وقالت وزارة الصحّة الإيطالية في بيان مساء الأحد إنّه تمّ اكتشاف حالة مريض مصاب بالسلالة الجديدة لفيروس كورونا في إيطاليا بمستشفى سيليو العسكري في روما. 

وقد حدّد المستشفى "جينوم فيروس سارس-كوف-2" لدى ذلك الشخص الذي ثبُتت إصابته بالسلالة الجديدة التي كانت اكتُشفت في بريطانيا خلال الأسابيع الفائتة. وكان المريض قد عاد مؤخرًا من بريطانيا بالطائرة، وهو يخضع مع أقاربه للحجر حاليًا، وفقًا للمصدر ذاته. 

من جهتها، منعت الحكومة الهولندية في بيان الأحد نزول الركاب من العبارات الآتية من بريطانيا إلى هولندا عند وصولها إلى موانئ البلاد الهولندية. وقالت الحكومة إن "العبارات التي تصل إلى هولندا من المملكة المتحدة، لم تعد تستطيع نقل الركاب من الآن فصاعدا". 

وأوضحت أن وحدها العبارات التي تحمل شاحنات بضائع وسائقيها سيسمح لها بأن ترسو في موانئ هويك فان هولاند وروتردام وآيماودن. ولم تحدد لاهاي في بيانها ما إذا كان سيسمح للعبارات الليلية التي كان من المقرر أن تغادر المملكة المتحدة مساء الأحد لتصل إلى هولندا صباح الاثنين بإنزال ركابها. 

وكانت الحكومة الهولندية قد أوقفت كل رحلات الركاب من بريطانيا الأحد بعد اكتشاف إصابة بفيروس كورونا المتحوّر الذي ينتشر في جزء من الأراضي البريطانية منذ أوائل ديسمبر، في هولندا. لكن لاهاي لم توضح بعد ما إذا كانت ستمدد حظر السفر من المملكة المتحدة ليشمل شركات الشحن والسكك الحديد.

وانضمت الأرجنتين وتشيلي وكولومبيا وبيرو إلى مجموعة من الدول الأخرى التي اتخذت إجراءات أمس الأحد لوقف الرحلات الجوية من بريطانيا بسبب مخاوف من السلالة الجديدة. وكتبت وزارة الداخلية في بوينس أيرس في بيان مساء أمس أن الارجنتين "ستعلق رحلات الوصول والمغادرة من وإلى بريطانيا كإجراء احترازي اعتبارا من اليوم (الاثنين)". وتم السماح لرحلة واحدة من بريطانيا متوقع وصولها صباح الاثنين بالهبوط في مطار بوينس آيرس الدولي. وسيجري وضع الركاب وأفراد الطاقم في الحجر الصحي لمدة سبعة أيام. 

وكتب الرئيس الكولومبي إيفان دوكي عبر تويتر أن الحكومة قررت أمس الأحد أيضا عدم السماح برحلات جوية من وإلى بريطانيا اعتبارا من اليوم الاثنين. ووفقا لذلك، يجب وضع الركاب الذين وصلوا البلاد خلال الأيام الثمانية الماضية في الحجر الصحي. 

وبحسب بيان، قررت الحكومة التشيلية تعليق الرحلات الجوية المباشرة من وإلى بريطانيا اعتبارا من يوم الثلاثاء. كما لن يسمح للأجانب الذين ليس لديهم إقامة دائمة في تشيلي وكانوا في بريطانيا خلال الأسبوعين الماضيين بالدخول. ويجب أن يخضع التشيليون والأجانب الذين لديهم إقامة دائمة للحجر الصحي لمدة 14 يومًا. 

ويذكر أن بيرو سمحت بتسيير الرحلات الأوروبية المباشرة مجددا ابتداء من 15 ديسمبر الجاري. وكتبت وزارة النقل في بيرو أنه منذ ذلك الحين، لم تصل أي رحلات جوية من لندن أو بريطانيا العظمى. وأضافت أنه سوف يتم تعليق الرحلات المباشرة أو التي سوف تتوقف في المملكة المتحدة حتى إشعار أخر.

-----------------
 (د.ب.أ / رويترز/ أ.ف.ب)






اعلان