30 - 06 - 2024

"دوري السوبر الأوروبي" ما هو؟ ومتى بدأت الفكرة؟

في الساعات الأخيرة من مساء أمس، الأحد، أعلن 12 ناديا كبيرًا في أوروبا، إطلاق دوري السوبر الأوروبي لكرة القدم بقيادة رجل الأعمال فلورنتينو بيريز رئيس ريال مدريد، وهو ما أثار ردود فعل على نطاق واسع، لأن القرار يؤثر على جميع الدوريات في أوروبا، ويتداخل مع سلطة الاتحاد الدولي "الفيفا" والاتحاد الأوروبي "اليويفا" في إدارة الدوريات والكؤوس الأوروبية، كما تخطى الإعلان كرة القدم، وأعرب كلًا من رئيس وزراء بريطانيا ورئيس فرنسا عن رفضهم لهذه البطولة.  


متى بدأت القصة؟ تعود القصة إلى إقتراح قُدم منذ أكثر من 10 أعوام إلى اليويفا، يفيد بضم الأندية ذات الجماهيرية الكبيرة ليلعبوا في بطولة واحدة كل عام، ولتحل مع الوقت بدلًا من بطولة دوري الأبطال أوروبا، لأن مَن قدموا الإقتراح  يرون أن بطولة دوري الأبطال في شكلها الحالي، مرهقة أكثر على الفرق الكبيرة، حيث أنها تضم العديد من الفرق من مستويات أدنى، وهو ما يستنزف لاعبيها في مباريات لا قيمة ليها، على حسب وصفهم، لكن في النهاية الاقتراح قوبل بالرفض من الفيفا واليويفا الذين رأوا أنه إحتكار للمنافسة بين أندية بعينها. 


رفض اليويفا للإقتراح آنذاك لم يقتل الفكرة، وظل الاقتراح متداول بين رؤساء الأندية والاتحاد الأوروبي والفيفا، وكلما اجتمعوا في احتفال رسمي كانت تخرج أخبار مسربة حول حديث جانبي دار بين أحد رؤساء الأندية ورئيس الفيفا، وظل الإعلام بين الحين والآخر يطرح الأسئلة على المسئولين كلما أتيحت لهم الفرصة. 


أعوام الصمت والأحاديث الجانبية والمحاولات خلف الستار، فجرتها أزمة جائحة كورونا التي أثرت على عالم كرة القدم بالكامل، وتسببت في خسائر مالية كبيرة لجميع الأندية هددتها بالإفلاس، كما تعرضت الأندية الكبيرة لخطر التنازل عن وضعها كأندية كبيرة، وهو ما دفع رؤساء تلك الأندية للضغط من أجل قبول مقترح دوري السوبر الأوروبي، كمحاولة للحصول على عوائد مادية تقلل من أثر الجائحة الاقتصادي عليهم، وهو ما قوبل بالرفض مرة أخرى، لكن هذا المرة، لم تهدأ إدارة الأندية الكبيرة وقررت إقامتها بنفسها ضاربة عرض الحائط بالسلطات الرسمية لكرة القدم، الاتحاد الدولي والاتحاد الأوروبي. 



وبالفعل شكلت الأندية الكبيرة رابطة لإدارة هذه البطولة اليوم، على أن تعمل هذه الرابطة بشكل مستقل تمامًا عن الفيفا واليويفا، وينفصل كل الفرق المشاركة في البطولة من بطولة دوري الأبطال التي ينظمها اليويفا لينضموا فقط "لدوري السوبر الأوروبي"، وتنشأ البطولة بتواجد 20 فريق، من بينهم 15 ثابتين في البطولة كأعضاء مؤسسين، و5 متغيرين لم يعلن عن آلية إختيارهم حتى الآن.  


ومن بين الفرق التي شاركت بشكل رسمي حتى الآن، قطبي اسبانيا ريال مدريد وبرشلونة بالإضافة لأتلتكو مدريد، ومن ايطاليا ميلان ويوفنتوس وانتر ميلان، ومن انجلترا النصيب الأكبر، 6 أندية، هم مانشستر يونايتد ومانشستر سيتي وليفربول وأرسنال وتشلسي وتوتنهام هوتسبير. 



نظام البطولة سيكون أقرب إلى نظام تصفيات منتخبات أمريكا الجنوبية المؤهلة لكأس العالم، ستشارك الأندية في مجموعتين، كل واحدة تضم 10 فرق، وستُلعب المباريات بنظام الذهاب والإياب، بحيث يتأهل أول 3 مراكز من كل مجموعة تلقائيًا لربع النهائي، بينما تلعب الفرق أصحاب المراكز الرابع والخامس مواجهة إضافية، ذهابا وإيابا".


 وتعمل الرابطة على ضم 3 أندية كبيرة قبل الموسم الافتتاحي ليكتمل نصاب الـ15 ناديًا مؤسسًا للبطولة، وعلى الأرجح ستكون الأندية المنضمة بايرن ميونج وبروسيا دورتموند من ألمانيا وباريس سان جيرمان من فرنسا، وستحصل الأندية المؤسسة والمنضمة للبطولة منذ النسخة الأولى على حوالي 325 مليون يورو للمشاركة فقط دون الفوز، على أن يحصل الفريق الفاز باللقب على حوالي 400 مليون يورو، وسيكون بنك "جيه بي مورجان"، أحد أكبر البنوك في أمريكا والعالم، الممول الرئيسي لبطولة السوبر الأوروبي الجديد.


يذكر أن المقابل المادي كان أحد عناصر الجذب والخلاف الرئيسي بين الأندية والاتحاد الأوروبي، فمن جهة رأت الأندية أن العائد المادي من دوري أبطال أوروبا يذهب حوالي 60% منه إلى الاتحاد الأوروبي بينما توزع الـ40% المتبقية على الأندية المشاركة والفائزة، وهو ظلم للأندية، لأنها هي مصدر هذا الدخل من الأساس بسبب حجم أنديتها وجمهورها الواسع، ومن جهة أخرى فإن العائد المادي من المشاركة أو الفوز ببطولة دوري الأبطال لا يتعدى الـ65 مليون يورو وذلك في حالة الفوز بالبطولة، وهو أقل من ربع العائد المادي الذي ستحصل عليه الأندية مقابل مشاركتها فقط في دوري السوبر الأوروبي.


رفض رسمي وتهديدات بالمنع باللعب في أي مسابقة


أعرب الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) عبر بيان عن «عدم الموافقة على دوري أوروبي مغلق ومنفصل، وأكد الاتحاد أنه ملتزم بالتضامن في كرة القدم ونموذج توزيع متكافئ يساهم في تطوير كرة القدم والرياضة خاصة على المستوى العالمي لأن الارتقاء بكرة القدم العالمية هو الهدف الأساسي، كما رأينا ووفقاً للوائح المؤسسة، هو أن أي مسابقة كروية، سواء وطنية أو إقليمية أو دولية، يجب أن تعكس دوماً المبادئ الرئيسية مثل التضامن والاحتواء والتكامل والتوزيع المتكافئ للموارد المالية».


فيما أصدر الاتحاد الأوروبي لكرة القدم "يويفا" بيانا مشتركا مع كل من اتحاد الكرة الإنجليزي والإسباني والإيطالي وروابط الأندية المحترفة في الدول الثلاثردًا على اقتراح إنشاء بطولة "دوري السوبر الأوروبي"، وأكد الاتحاد الأوروبي أن أي فريق سينضم إلى "دوري السوبر الأوروبي" سيتم منعه من اللعب في أي مسابقة، مضيفًا أن ذلك قد يحرم اللاعبين أيضًا من فرصة تمثيل منتخباتهم الوطنية. 


وفي السياق ذاته، علق بوريس جونسون رئيس الوزراء البريطاني، على البطولة عبر صفحته الرسمية على مواقع التواصل الاجتماعي قائلًا أن خطط إقامة دوري سوبر أوروبي لكرة القدم "مدمرة" للعبة، كما أن الأندية المشتركة يجب أن تتحدث إلى جماهيرها، ومجتمع كرة القدم الأشمل، قبل اتخاذ أي خطوات إضافية. مضيفًا أنه يدعم سلطات –الاتحاد الدولي لكرة القدم والاتحاد الأوروبي- اللعبة في الإجراءات التي تتخذها.






اعلان