18 - 07 - 2024

السيسي لصحيفة ألمانية: لا أحد يمكنه حكم المصريين رغماً عنهم والأمن لا يجب أن يأتي على حساب الحرية

السيسي لصحيفة ألمانية: لا أحد يمكنه حكم المصريين رغماً عنهم والأمن لا يجب أن يأتي على حساب الحرية

أكد الرئيس عبد الفتاح السيسى في حوار مع صحيفة "دى فيلت" الألمانية ونقلته وكالة أنباء الشرق الأوسط، إنه لا أحد يستطيع معارضة شعب انتفض مرتين، في 2011 و 2013 ، للإطاحة بحكومتين ويمكن أن ينهض للمرة الثالثة أو الرابعة إذا اختلفوا مع الحكم.

وقال السيسي إن الرئيس الأسبق حسني مبارك كان في السلطة لمدة 30 عامًا قبل أن ينقلب الناس ضده، وبقي مرسى في منصبه لمدة عام واحد فقط قبل أن يزيحه الشعب، مؤكدا أن "المصريين لديهم إرادة حرة وقوة لطرد أي حكومة لا يحبونها." وأضاف الرئيس قائلا " بعد 2011 و 2013 لا أحد يستطيع أن يحكم المصريين رغماً عنهم .. فالمصريون لديهم إرادة قوية جدا.. ومن ثم منذ ذلك الحين لم يستطع أحد أن يفرض حكومة على المصريين".

وفيما يتعلق بوجود عدد كبير من السجناء السياسيين فى مصر قال الرئيس المصري "نحن لا نحبس أحداً بسبب آرائه السياسية ، لكن لا تنسوا أننا مع الإخوان نتعامل مع جماعة تعمل منذ 90 عاما لتصل إلى السلطة في مصر. وعندما فعلوا ذلك ، وقف الشعب ضدهم بعد عام. الإخوان المسلمون لم يكونوا متعاطين مع المشاكل الضخمة في البلاد."

وأوضح قائلا "أردت أن أمنع المصريين من السقوط فى هذا حتى لا تسقط مصر مثل الدول الأخرى، نريد أن نصبح دولة دستورية. فكل ما في الأمر أننا دولة يبلغ عدد سكانها 100 مليون نسمة ونواجه واقعا قاسيا، مؤكدا أن الأمن لا ينبغي أن يأتي على حساب الحرية حتى في بلد يعيش ظروفا صعبة مثل مصر، نافيا حبس أي شخص في مصر بسبب آرائه السياسية.

وقال الرئيس أن النقد مسموح به للجميع، لكن يجب أن يكون "نقدا بناء وليس تحريضا"، لأن الاستقرار مهم للغاية، خاصة في بلد مثل مصر يبلغ تعداد سكانه 100 مليون نسمة ويشكل الشباب أكثر من 60% منه، قائلا " نريد دولة دستورية، لكن التحريض على الانقلاب أمر خطير وغير مقبول".

وأضاف السيسي " نفعل الكثير حتى يحصل الجميع على العدالة في المحكمة، وليس لدينا أي سجناء سياسيين، فالأمر يتعلق بادعاءات محددة يتم توضيحها في الإطار القانوني، حتى لو استغرق ذلك أحيانًا أكثر من عام، وكان لدينا سابقًا فوضى كاملة ونعمل الآن على البناء والاستقرار . وأضاف هناك أشياء يتعين علينا فيها كدولة أن نحاول ألا نذهب بعيدًا، لكن بناء دولة فاعلة يستغرق وقتًا.

وأشار الرئيس إلى أن "الأمن لا يجب أن يأتي على حساب الحرية، حتى في بلد يعاني من أوضاع صعبة مثل وضع مصر "، وقال موجها حديثه للسيدة التي تجري معه الحوار: "لقد قطعت بلادك شوطا طويلا وهي الآن من بين أغنى البلدان في العالم.. مصر بعيدة عن ذلك".

وأضاف أن ما لا يقل عن مليون شاب وشابة في مصر يدخلون سوق العمل كل عام.. فمن أين تأتي هذه الوظائف؟ مشددا على أنه لا يمكن خلق تلك الوظائف إلا إذا استقر الوضع الأمني، وإلا فستنتشر الفوضى كما هو الحال في دول أخرى في المنطقة.

وأوضح الرئيس انه لا يمكن خلق الوظائف إلا إذا ساعدتنا أوروبا في بناء الصناعات، حتى لو كانت تنافس صناعاتها، مضيفا أن أوروبا لا يمكنها استقبال كل مهاجر غير شرعي.

وأكد الرئيس أن السلطات المصرية منذ سبتمبر 2016 ، استطاعت منع المهاجرين غير الشرعيين من اقتحام أوروبا من مصر ، وكان من المهم بالنسبة لنا ألا يتأثر أمن أوروبا نتيجة لذلك.. مشددا على أننا "لا يمكننا وقف هذه الهجرة غير الشرعية عبر مصر إلا بتهيئة المناخ المناسب للأمن والاستقرار، ولا نطالب بأي شيء في المقابل من أوروبا.. نحن لا نفكر حتى في استخدامه للابتزاز السياسي أو الاقتصادي".

وأضاف: "في نفس الوقت لدينا ستة ملايين لاجئ في مصر من بينهم 500 ألف لاجئ من سوريا بالإضافة إلى عدد كبير من العراق واليمن والسودان وليبيا وإثيوبيا ودول أفريقية أخرى ، ويرى الكثير منهم مصر دولة عبور فقط، لكننا لن نسمح لهم بالمضي قدمًا".

وتابع الرئيس " أن اللاجئين فى مصر يعتبرون ضيوفًا ويتلقون نفس المعاملة التي يحصل عليها المصريون.. نحن نقدم لهم ما في وسعنا، حتى لقاحات الكورونا، ونحن ليس لدينا أي مخيمات للاجئين في مصر.. حيث يعيش اللاجئون هنا داخل المجتمع المصرى".

وتحدث الرئيس السيسي عن أهمية الحصول على تعليم جيد حتى يتمكن المصريون من التمييز بين حرية التعبير.. لتفادي الفوضى.

ووجه حديثه للمحاورة "هل أنت مستعدة في أوروبا لمساعدتنا حتى نتمكن أيضًا من الحصول على مستوى تعليمي كما هو الحال في أوروبا؟ أو نظام صحي جيد مثل نظامك؟ مؤكدا أنه لم يعاقب أي شخص في بلادنا على حرية التعبير.

واستطرد قائلا "هل أنت تريدين فقط تطبيق معاييرك الخاصة للحرية والديمقراطية؟ أم يجب عليك أولا أن تنظري إلى حالة الشعب المصري وترين كيف يعيش الفقراء وغير المتعلمين.. لا أريد أن أطلب الدعم من أجلهم، ولكن أعطنا بعضًا من معرفتك، صناعتك، تقنيتك.. نريد أن نشارك في تقدمك، تمامًا كما تريدين منا أن نتبنى أفكارك عن الحرية".

وتحدث السيسي عن أن مصر كانت رائدة في صنع السلام مع إسرائيل، عندما نلتقي في الاجتماعات الإسرائيلية نقول لهم أن أهم شيء هو القضية الفلسطينية، بعدها يمكن لإسرائيل أن تناقش الأمور الأخرى.

وشدد السيسي "إذا كانت هناك دولة فلسطينية إلى جانب إسرائيل، فسيكون ذلك أيضًا ضمانة لأمن المواطنين الإسرائيليين، وليس فقط للفلسطينيين، ولهذا فنحن نعمل أيضا على الدعم للمصالحة الفلسطينية الفلسطينية حتى تؤدي المحادثات إلى حلول ملموسة.