بعد صدور قرار إغلاق وتصفية شركة الحديد والصلب،قال النائب مصطفي بكرى لن نقول وداعًا لشركة حلوان للحديد والصلب ، بعد أن أطفأت شمعتها الأخيرة صباح اليوم بفرمان سلطاني من وزير قطاع الأعمال ، الذي أعلن أكثر من مره أنه يكره القطاع العام ويحّمل الزعيم الخالد عبدالناصر مسئولية مايسميه بخراب البلد.
وأكد بكرى علي أن الوزير رفض الإستماع إلي مجلس النواب الذي رفض التصفية ، وطالب بتشكيل لجنه لتقصي الحقائق ، ورفض حتي أن يحضر إلي المجلس ، وكأنه هو وحده صاحب القرار في تقرير مصير واحدة من أكبر شركات الحديد والصلب في الشرق الأوسط.
وقال: نعم ستبقي حلوان للحديد والصلب باقية في قلوبنا وعقولنا ، رافعة مشاعلها برجالها الشرفاء الذين بنوها بالعرق ،والدم، والدموع سنوات طوال وهي بيتهم،وحياتهم ، تاريخهم، وقبلتهم ، ربوا أبناءهم من خيراتها ، أصبحت معشوقتهم ، وأملهم في هذه الدنيا وفجأة جاء الرجل الذي يكره تاريخنا ، وعمالنا،وشركاتنا ويتباهى بأنه من أحفاد الخديوي إسماعيل ليهدم جدارنا السميك، ويصدر فرمانه ضد فلاح خرسيس ، لاخيار إلا التصفية ، مصيركم هو مصير القومية للأسمنت التي أغلقت أبوابها، وشردت عمالها لمصلحة من كل ذلك؟ هل أصبح مصيرنا مرهونا بكرهك ، ومقتك للعمال وللقطاع العام ، نشرتم الأكاذيب ، وتعمدت منع الكوك عن الشركة ، عطلتم الأفران ، وتعمدتم الخسارة ورفضتم خطط الإصلاح .
وقال بكري : ياوزير التصفية لقد رفضت كل عروض الإصلاح والتطوير ، تخليت عن كل وعودك وكذبت علينا اليوم توقف الفرن الرابع والوحيد ، اليوم يلقي عمالنا نظرة الوداع الأخيرة علي تاريخهم وحياتهم وذاكرتهم، أيها الوزير ياصاحب العيون الخضراء والوجه الذي ينضح بياضًا ، هل تعرف معني الموت تعبًا من أجل الإنتاج وأنت طيب الخاطر ، هل إقتربت من النيران التي كوت أجسام عمالنا دون تراجع منهم هل إشتميت رائحة العرق ، وجلست علي الأرض تقتسم لقمة الخبز دون كلل،أو ملل منذ سنوات طوال كنت أتردد علي قلعة الصناعة ، إلتف حولي العمال ، عشنا أيام الفوضي نحمي الشركة من اللصوص ، كان العمال يبيتون ويتحملون المخاطر ، عّرضوا أنفسهم للموت وهم راضون ، كانوا يفخرون بأنهم مؤسسو الحديد والصلب ، كانوا شركاء في حرب الإستنزاف وحرب أكتوبر ، تاريخ ربما لم تقرأه، ولاتعرف عنه شيئا يامعالي الوزير ، فعقلك توقف عند زمن الخديوي إسماعيل الذي تتباهي به علي الفيس بوك .
ثق يامعالي الوزير وكل وزير أن دموعنا التي تنزف حسرةً ستطاردك إلي يوم الدين ، وتقول لك أنت هدمت جدارنا السميك ثق أن التاريخ لن يرحمك لأنك خطفت الفرحة من عيون أحفادنا وأبناءنا الذين تربوا علي حب هذه الشركة ، والإنتماء إليها في يومًا قال لي د. عزيز صدقي مؤسس هذه الشركة إن الحديد والصلب في حلوان هي إبني الذي سأبقي أفخر به حتي آخر يوم في حياتي ، وهي نفس الكلمات التي رددها كل من إقترب من هذا البنيان العظيم
واضاف، أما أنتم ياعمال الحديد والصلب فأنتم فخرنا وتاج رأسنا ، كنتم ولازالتم وستبقون نورًا يضئ حياتنا ، لم تلتفتوا إلي تعويضات، أو أموال مهما كانت قيمتها ، فقط كانت دموعكم الساخنة حسرة علي زمن يأتي فيه رجل لم يكن في يوم ما يشبهنا ، ليهدم الجدار علي رءوسنا ، ويصدر الفرمان بمنعنا من دخول بيتنا ، ليعبث فيه، ويقطعه أوصالًا .
واختتم حديثه قائلآ : حسبنا الله ونعم الوكيل ، ولاحول ولاقوة إلا بالله