28 - 06 - 2024

"ولي في قطار تائه".. مسرحية شعرية لسعيد نصر تعالج قضايا كونية

تطرح دار إنسان للطباعة والنشر  كتاب "ولي في قطار تائه"، مسرحية شعرية، للكاتب سعيد نصر، في فعاليات معرض القاهرة الدولي للكتاب، والمقرر إقامته في الفترة من 30 يونيو وحتى 15 يوليو.

وكان سعيد نصر قد اختار اسما لها ، وهو "نبي في قطار تائه"، ولكن نظرًا للحساسية التي قد يثيرها لفظ "نبي"، تم تغيير الاسم بالتنسيق بين الكاتب وإدارة دار النشر والجهة الرسمية المختصة، إلى اسم "ولي في قطار تائه".

وتعد المسرحية الشعرية أول عمل أدبي ينشر للكاتب سعيد نصر، والذي يقول عن مسرحيته،" ليس سهلًا أن تدرك المعنى والمغزى والفحوى، وقد يحتاج إدراك المراد إدراكه، وفهم المراد فهمه، أن يقرأ المتلقي الكتاب أكثر من مرة ، وقد يندهش  المتلقي وهو يسير فوق حروف الكلمات، ويصعد درجات سلم الأحداث ، من دواخل شخصيات المسرحية، وخاصة بطلها سلام .

فالمسرحية تتسم بأنها كونية على مستوى المكان والزمان، فهي تتمحور حول قيمة عليا يدافع عنها البطل ويؤمن بها كل من حوله، وتتمثل هذه القيمة العليا في إنقاذ الكون من خطر داهم.

طبع ونشر المسرحية من خلال مركز إنسان للدراسات والطبع والنشر ، ليست مجرد خطوة عادية، وإنما قرار اتسم بالجرأة، وذلك بعد أن تخوفت دور نشر أخرى من طبعها ونشرها، وهو ما يجعل قرار نشرها بمثابة حدث مهم. فكل من اطلع عليها قبل نشرها يرى أن سر الإبداع فيها أنها مكتوبة بحبر القلب وقلم الروح، وليست مكتوبة على طريقة الشاعر الصنايعي ، وإن كان كاتبها لاتنقصه حرفية الصنعة.

فالمسرحية عمل أدبي يتفاعل مع تساؤلات عميقة وقضايا إنسانية كبرى، ويثير تساؤلات أكثر عمقًا، وقضايا أكبر حجمًا وأثرًا، وهذا ما يجعله عملًا يحاكي «القضية الكلية» ، أحيأنًا بالجزئية، وأحيانًا بالكلية.

“ولي في قطار تائه” مسرحية شعرية تبدو لقارئها، كما لو كانت دفقة شعورية واحدة، ثارت بوجدان شاعر، ولم تهدأ ثورتها إلا في نهاية دورتها، أي في لحظة انسدال الستار على الأشخاص والأحداث، وهذا يضفي عليها طابع التشويق والتأثير الوجداني، ويجعلنا أمام حقيقة مفادها أن ما يُكتب بمداد القلب والروح، لايُقرأ إلا بذات الطريقة، فهي مسرحية شعرية تُقرأ بالقلب والذهن معا، وليس باللسان والأذنين فقط،وذلك على عكس ما يحدث حال قراءة الناس لأي مسرحية شعرية أخرى.

وتتسم المسرحية بأنها قابلة للتأويل، سواء في بعض أشخاصها أو في بعض أحداثها، وسواء في بعض أفكارها الظاهرة أو في أفكارها المستترة، وبفضل الرمزية التي تغلب عليها، بمثابة « نص حمال أوجه »، يحتك معه كل قارىء، بحسب قراءته للحياة ورؤيته للبشر وفكرته عن الكون والخير والشر، والحلم الكوني الذي يحلم به كل الطيبين في القرية الكونية.

ولا تخلو "ولي في قطار تائه" من المضامين الفلسفية، وهي مضامين تتفاعل مع الرمزية والسردية الشعرية ، وتشكل ما يشبه الشاشة السينمائية العارضة للأحداث بالصوت والصورة، في ذهنية المتلقي، وهذا في الحقيقة لايصعب على القاريء تلمسه وتحسسه، خاصةً القارىء المحب للأدب عامةً، وللشعر خاصةً.

أكثر ما يميز المسرحية، أن الاتصال فيها ليس في اتجاه واحد، وإنما في اتجاهين، حيث في فصلها الثاني، يشارك جمهور المسرح في أحداث المسرحية ورسم نهايتها، وذلك بعد أن أدرك الجمهور المتفرج على مسرحية شعرية كونية تعرض على خشبة مسرح باتساع العالم كله، أنه جزء لايتجزأ منها، وبأن مصيره مرتبط بشكل ومضمون نهاية أحداثها، وهو أمر فعله شعراء مسرحيون سابقون، ولكن الجديد والمختلف في مسرحية”ولي في قطار تائه”، هو أن سعيد نصر فعله بشكل مميز ومختلف، حيث جعل أحد المشاهدين، وهو “طفل نابغ” ، ابن بطل المسرحية، يحمل رمزية الطهارة والبراءة والذكاء والإرادة ، واختاره الكاتب كرمزية للجيل الجديد أو جيل المسقبل على مستوى العالم كله، هو الذي يحدد شكل ومضمون النهاية.






اعلان