اعتبرت صحف فرنسية أن ما يحدث فى أفغانستان، بعد سيطرة حركة «طالبان» على السلطة فى البلاد، بمثابة هدية الرئيس الأمريكى جو بايدن للصين، مضيفة أن ما يحدث يعد واحدة من أكبر الهزائم فى التاريخ الأمريكى.

وقالت مجلة «لوبوان» الفرنسية، فى افتتاحيتها الاثنين، إن انهيار نظام كابول، نتيجة الانسحاب السريع للولايات المتحدة، أدى إلى تعزيز الصين الشمولية فى مواجهة الديمقراطيات الليبرالية، موضحة أنه «بعد 14 عامًا من السقوط المهين لسايجون أمام الشيوعيين الفيتناميين فى 30 أبريل 1975، انهار جدار برلين وانتصرت الولايات المتحدة فى الحرب الباردة. 

وأضافت المجلة الفرنسية، أن «جو بايدن أعطى بكين هدية استراتيجية على طبق من الفضة بأول قرار سياسى دولى رئيسى له».

وأشارت المجلة الفرنسية فى تقرير آخر إلى أن «انتصار طالبان السهل يلحق ضررا عميقا بصورة أمريكا»، موضحة أنه «فى نهاية 20 عامًا من الوجود فى أفغانستان، تنتهى أطول حرب قادتها الولايات المتحدة بانتصار مذهل لطالبان الأمر الذى يؤدى إلى تشويه صورة القوة الرائدة فى العالم بشكل دائم».

وتابعت: «مع انهيار الحكومة الأفغانية وجيشها الممول من واشنطن، وهروب الرئيس أشرف غنى إلى الخارج، والمروحيات لإجلاء موظفى السفارة الأمريكية».

من جهته، قال حسين حقانى، السفير الباكستانى الأسبق لدى الولايات المتحدة، إن «مصداقية أمريكا كحليف تتآكل بسبب الطريقة التى تم بها التخلى عن الحكومة الأفغانية خلال محادثات الدوحة»، فى إشارة إلى دورة الاجتماعات الدولية التى عقدت فى قطر، قبل التعثر.

ووفقا للمجلة الفرنسية، فإن الصين، التى تعتبرها واشنطن الدولة المنافسة الأولى، بدأت بالفعل فى استغلال الوضع، من خلال تحليل نشرته صحيفة «جلوبال تايمز» الصينية، بالإشارة إلى «أن الولايات المتحدة جهة فاعلة غير جديرة بالثقة تتخلى دائمًا عن شركائها وحلفائها فى البحث عن مصالحها فى أفغانستان».

من جانبها، أشارت صحيفة «لوفيجارو» الفرنسية إلى أن ما يحدث أفغانستان واحدة من أكبر الهزائم فى التاريخ الأمريكى، فى إشارة إلى تصريحات الرئيس الأمريكى السابق دونالد ترامب.

بدورها، لفتت صحيفة «لوموند» الفرنسية، تحت عنوان: «أفغانستان: بعد عشرين عامًا من سقوطها، استعادت طالبان السيطرة على كابول دون قتال»، إلى أن «كابول سقطت فى يد طالبان، بعد ما يقرب من 20 عامًا على طردهم من قبل الأمريكيين فى محاولة لمعاقبتهم لإيوائهم القاعدة».