17 - 07 - 2024

المتعاطفون مع محمد رمضان !

المتعاطفون مع محمد رمضان !

لم أكن أصدق ما قرأت قبل خمس سنوات حين وجدت نفرا من دكاترة مجهولين  في جامعة مصرية يعلنون عن تشكيل مجلس أسموه "اتحاد علماء مصر العظيمة" وجعلوا له شعارا شرعوا يمنحون به شهادات ودروع وأوسمة برعاية تلك الجامعة "العريقة" التي يعملون فيها.

قام هذا المجلس باستضافة شخصيات من دول عربية ليصنع واجهة دولية للنشاط وفي حضور إدارة الجامعة بدأ  هذا المجلس المزعوم يوزع الألقاب والدروع على الأعضاء وتم منح رئيس المجلس المزعوم لقب "أحد أعظم الشخصيات المؤثرة في العلوم في مصر المحروسة".

أصاب قولوني مغص شديد، خاصة بعد أن رفع  هؤلاء توصيات مجلسهم إلى السيد رئيس الجمهورية مع عبارة "تحيا مصر".

توقعت أن تقوم الدولة بتوقيع عقاب صارم على هؤلاء، ولكن لم يحدث شيء من 5  سنوات إلى اليوم.

والحقيقة أنني  بذلت مجهودا كبيرا كي أتجاوز آلام القولون حينئذٍ، ولعل هذا ما جعلني أتفهم المنطق الذي يكتب به الآن بعض المتعلمين دفاعا عن محمد رمضان.

يقول هؤلاء إن محمد  رمضان لن يفعل أي شيء بهذه الدكتوراه الفخرية، لن  يصبح رئيسا لجامعة ولن يشرف على رسالة دكتوراه ولن يصبح رئيسا للجنة ترقية الأساتذة والأساتذة المساعدين في الجامعات.

يقول هؤلاء  إن لدينا مدعين حصلوا على شهادات قالوا إنها من الأمم المتحدة، وآخرون قالوا إنها تمد نسبا إلى رئاسة الجمهورية، ودكاترة آخرين قالوا إنهم أعظم شخصيات مؤثرة في المحروسة دون أن يكتبوا شيئا مفيدا لأهل المحروسة بل وتطاردهم اتهامات سرقات علمية.

المتعاطفون مع محمد رمضان وصلوا لحالة من اليأس وتجاوزا مرحلة السخرية إلى لعنة الواقع البائس الذي يمنح فيه الناس بعضهم بعضا شهادات تقدير وألقاب وصفات من دون وجه حق.

انظر  على سبيل المثال إلى أبسط الأشياء في المجتمع الأكاديمي، الأمور لا تتجزأ، الناس تخاطب رئيس القسم في الجامعة بلقب سيادة العميد وتخاطب العميد باسم معالي الوزير وتخاطب رئيس الجامعة بلقب فخامة الرئيس.

يا جماعة عيب..ميصحش كدة !

------------------------------

بقلم: د. عاطف معتمد

(نقلا عن صفحة الكاتب على فيس بوك)


مقالات اخرى للكاتب

جمال حمدان والخلافة الإسلامية (1)