17 - 07 - 2024

قائد القوات الخاصة في غينيا يعلن وقف العمل بالدستور وإغلاق الحدود ويحتجز الرئيس كوندي

قائد القوات الخاصة في غينيا يعلن وقف العمل بالدستور وإغلاق الحدود ويحتجز الرئيس كوندي

أعلن العقيد مامادي دومبيا قائد القوات الخاصة في غينيا ، عبر التليفزيون الرسمي حل مؤسسات الدولة ووقف العمل بالدستور وحل الحكومة والبرلمان وإغلاق الحدود. كما تم بث صور لاحتجاز الرئيس ألفا كوندي في القصر الرئاسي.

وطالب قائد المجموعة العسكرية جميع التشكيلات العسكرية بالانضمام إليه للعمل لمصلحة غينيا الذي وصف ممارساته بأنها غير ديموقراطية.

ووقع انقلاب في غينيا صباح اليوم وتم تداول صور وفيديو للحظة اعتقال الرئيس الغيني ألفا كوندى، وتداول نشطاء عبر موقع التدوينات القصيرة تويتر، صورا أكدوا أنها لحظة الاعتقال، وأظهرت لقطات أنه داخل سيارة ومن حوله أشخاص ملثمون يرتدون زى جيش غينيا، ثم تم بث صور لاحقة له وهو محتجز في القصر الرئاسي. 

فيما أفادت وسائل إعلام بأن الاضطرابات الأمنية التى تشهدها اليوم الأحد كوناكري عاصمة غينيا، تأتى على خلفية انتشار الجيش وإطلاق رصاص فى وسط العاصمة. 

كما أعلنت مصادر محلية فى غينيا لم تفصح عن هويتها سماع دوى صوت إطلاق نار كثيف من أسلحة رشاشة وسط العاصمة (كوناكري) صباح اليوم الأحد، حيث نسبت إلى جنود ينتمون إلى وحدة من القوات الخاصة. 

 وذكر راديو "فرنسا الدولي" اليوم أنه شوهد عدد كبير من الجنود فى الشوارع يحضون السكان على البقاء فى منازلهم، موضحة أنه لم يتوفر أى تفسير حتى الآن حول أسباب اندلاع هذا التوتر فى شبه جزيرة "كالوم" وسط "كوناكري" (مقر الرئاسة والمؤسسات والمكاتب التجارية)، كما لم تدل السلطات المحلية حتى هذه اللحظة بأى تعليق عن هذا الوضع.

وقالت مجلة «جون أفريك» الفرنسية، في خبر عاجل لها اليوم الأحد، إن محاولة انقلاب حدثت في غينيا. فيما أفادت وسائل إعلام بسماع إطلاق نار في العاصمة مع انتشار كثيف للقوات الشرطية. بينما أفادت وكالة الأنباء الفرنسية عن شهود عيان تأكيدهم أن عددا كبيرا من الجنود ينتشرون في الشوارع. 

وأكدت إذاعة فرنسا الدولية أن أحد أطراف الاشتباك فيما يبدو جنود ينتمون إلى القوات الخاصة. 

وفي نوفمبر 2020 أعلنت المحكمة الدستورية في كوناكري، رسميا،ألفا كوندي رئيسا لغينيا لولاية ثالثة، بعد أشهر من الاحتجاجات التي أدت لمقتل العشرات. وحسب الأرقام الرسمية وقتها، حصل كوندي "على مليونين و438 ألفا و815 صوتًا أي ما يعادل 59,50%، وهي نسبة أكبر من الأغلبية المطلقة". 

وتقع غينيا على أطراف غرب القارة الأفريقية، وتتخذ موقعا مميزا وإلى جوارها 6 دول تحيط به من كل الجهات. وتشتهر غينيا في الفرنسية بأنها "جمهورية غينيا"؛ لكنها تسمى أحيانا غينيا كوناكري لتمييزها عن "بيساو". أما الدول المجاورة فهي من الشمال السنغال، ومالي من الشمال والشمال الشرقي، وكوت ديفوار من الشرق، وليبيريا من الجنوب وسيراليون إلى الغرب. وتنقسم غينيا إلى ثماني مناطق إدارية شاملة 33 محافظات، بينما تعد كوناكري أكبر مدينة وأهم مركز اقتصادي. وكوناكري ليست هي المدينة الرئيسية فهناك: (كانكان، نزيريكوري، كينديا ، ابي، غيكيدو، مامو و بوكي). تبلغ المساحة الإجمالية لغينيا (245,857 كم²)، وعدد سكانها 12.7 مليون نسمة، ومن الغريب اعتمادها على أربع لغات هي: (الرسمية الفرنسية، والمحلية: المندنكا والفولانية والسوسو). 

وتعتمد غالبية الشعب الغيني في دخله على الزراعة، باعتبارها العامود الفقري لاقتصاد هذا البلد الأفريقي، وتحديدا زراعة الكاكاو والبن. لعل أبرز المشكلات التي تواجهها غينيا كوناكري أنها بيئة خصبة للفيروسات، وتحديدا فيروسي إيبولا وماربورج القاتلين الذين خلفا مئات القتلى. وأوقف الإيبولا النمو الاقتصادي الواعد في الفترة 2014-15 وأعاقت العديد من المشاريع، مثل التنقيب عن النفط في الخارج ومشروع Simandou لخام الحديد. ومع ذلك نما الاقتصاد بنسبة 6.6٪ في عام 2016 و6.7٪ في عام 2017، ويرجع ذلك أساسا إلى النمو من تعدين البوكسيت (الخام الطبيعي الذي يصنع منه معظم معدن الألومنيوم) وتوليد الطاقة الحرارية وكذلك مرونة القطاع الزراعي. 

وتعد من أصغر دول القارة الأفريقية مساحة، وبعد استقلالها عن فرنسا عام 1958 نجحت غينيا في التحوّل إلى مخزون نفطي جديد، فمنذ عام 2000 عرف البلد ثورة نفطية ساهمت في تحول جذري هائل طرأ على بنيتها التحتية. ولا تزال غينيا من أفقر الدول، وأقلها تنمية في العالم، على الرغم من ثرواتها المعدنية الهائلة، إضافة إلى ذلك فهي غنية بالموارد الزراعية المهمة، والطاقة الكهرومائية. كما أن لديها ما يقرب من نصف احتياطيات العالم من البوكسيت، واحتياطيات مهمة من خام الحديد، والذهب، والألماس. ومع ذلك، فهي غير قادرة على الاستفادة من هذه الإمكانات بسبب تفشي الفساد، وبنية تحتية متهالكة، وعدم استقرار سياسي، أدى إلى عزوف المستثمرين، وفقدان ثقتهم في الاقتصاد الغيني. 

وتعاني غينيا نقصا مزمنا في الكهرباء، والطرق الفقيرة وخطوط السكك الحديدية والجسور، والافتقار إلى إمكانية الحصول على المياه النظيفة، وكلها لا تزال تعاني من التنمية الاقتصادية.