18 - 07 - 2024

وفاة البطل أحمد إدريس صاحب فكرة "الشفرة النوبية" في حرب أكتوبر (القصة كاملة)

وفاة البطل أحمد إدريس صاحب فكرة

توفى ، اليوم الثلاثاء، الصول أحمد إدريس صاحب فكرة استخدام الشفرة النوبية في حرب أكتوبر 1973، بمحل إقامته بمحافظة الإسكندرية عن عمر يناهز 84 عاما. 

أحمد محمد أحمد إدريس، هو ابن النوبة من قرية توماس وعافية بمحافظة أسوان، وأعلنت أسرته وفاته.

وحتى سنوات قليلة مضت لم يكن أحد يعلم بخطة شفرة حرب أكتوبر ووصفت بأنها: "من الأسرار العسكرية"، حتى جاء تكريم الرئيس  عبد الفتاح السيسي للصول إدريس على جهوده في هذه الحرب، وكشف أنه فكرة استخدام اللغة النوبية كشيفرة فى حرب أكتوبر. 

دخل الصول أحمد إدريس الجيش عام 1954 كجندى متطوع وحضر حرب العدوان الثلاثى، وظل في صحراء سيناء منذ عام 57 حتى حرب اليمن وبعدها دخل حرب 1967، ثم كان له الفضل فى فكرة استخدام اللغة النوبية لحل معضلة اختراق العدو الإسرائيلي للشفرة التي يستخدمها الجيش المصري.

ففي عام 1970 عندما تولي الرئيس محمد أنور السادات الرئاسة كانت هناك مشاكل تجاة عملية فك الشفرات، فأمر الرئيس قياداتة بايجاد حل، في ذلك الوقت كان 'عم أحمد' منتدبا مع رئيس الأركان وسمع حديثا دار بينه وبين القائد عن هذة المشكلة، فتبسم ضاحكا وقال: 'أنة أمر بسيط فاللغة النوبية هي الحل لأنها تنطق ولا تكتب ولن يستطيع أحد فك الشفرة نظرأ لخلو اللغة من الحروف الأبجدية'، فأمر قائد الكتيبة باستدعاء الصول أحمد ادريس وكانت هذة نقطة البداية حيث نالت فكرتة أعجاب وموافقة قائدة و تم اصدار أمر بأحضارة عندما أبلغ الرئيس السادات بفكرة استخدام اللغة النوبية كشفرة بين قادة الجيش المصري. 

وروي عم أحمد اللحظة التي قابل فيها الرئيس الراحل السادات فقال "أنتظرت الرئيس بمكتبة حتي ينتهي من اجتماعة مع اللواءات، وعندما رأيتة كنت أرتجف نظرا لأنها كانت المرة الأولي التي أري بها رئيسأ لجمهورية مصر العربية" و تابع قائلا: "عندما وجد الرئيس الشعور الذي انتابني من قلق و خوف اتجة نحوي و ووضع يده علي كتفي ثم جلس علي مكتبة وقال: "أنت جوابك من المدرعات وأنت حرس حدود أية اللي وداك مدرعات؟" فرد 'ادريس قائلا : "كان عندي موضوع عام 1967 ' ولكن رفض أن يتحدث عنة وقال 'دة موضوع طويل هحكية بعدين'. وبعد حوار دام طويلا ضحك الرئيس السادات ضحكا هستيريا مما أدي الي شعور 'أدريس ' بالقلق وقال: هو أنا قلت حاجة غلط؟' فرد السادات : "لا دة شيء في نفس يعقوب"، وأكمل أدريس قائلا : قلت للرئيس اذا كان يريد أفراد نوبيين فعلية أن يستعين بأبناء النوبة القديمة وليس نوبيين 1964 لأنهم لايجيدون اللغة، وهم متوفرون بقوات حرس الحدود. فأبتسم السادات قائلا: " بالفعل فقد كنت قائد أشارة بقوات حرس الحدود. 

وتابع أدريس: عندما أنتهي لقائي بالرئيس السادات أعطاني ظرفا بة 100 جنية وضعته في جيبه وتركت المكان. 

وبعد عودة عم أحمد الي وحدتة من الأجازة كان عدد المجندين 35 فردا وتم انتداب عدد من أفراد حرس الحدود حتي وصل مجموع الأعداد الي 72 جنديا من بلدتي "فاديكا" و "كان" النوبية، وكانت أقل رتبة هي النقيب و قاموا بارسالهم الي منطقة مدنية وتم الأتفاق علي الخطة بمنطقة "أبوصير"، مع العلم بأن القصاصين كانت منطقة تمركز قوات الجيش. 

وقال: تم تدريبنا علي جهاز صغير وبعد التدريب بدأنا نعدي القناة في المساء مستخدمين الكاوتش المطاط حتي لايصدر صوتا  واصفا شعورهم بالقلق والرعب في اليوم الأول، وأضاف ان المنطقة التي قاموا بالذهاب اليها كان يعسكر بها الجيش الاسرائيلي نهارا ولكن في المساء يتركون المكان متوغلين 5 كيلومترات الي الخلف ويقومون بتطويق المكان بالدبابات وتهيئتها كمنطقة دفاع. 

ويذكر عم أحمد أن الايواء المستخدم للنوم كان عبارة عن صهاريج مياة يغفو بها طوال النهار وفي المساء يقومون بعملية استطلاع والتبليغ عن عدد الدبابات, وذكر عم أحمد احد المصطلحات التي كانت تستخدم كشفرة فقال: كنا نقول علي الدبابة 'أولوم' ومعناها تمساح، أما العربات المجنزرة فكنا نقول عليها "اسلانجي" يعني ثعبان. وكانت مدة الوردية من سبعة الي ثمانية أيام ثم تتبدل الوردية. 

وقام الرئيس السادات بتحذير عم أحمد من الافصاح عن هذا السر العسكري و أكد ادريس أنه لم افصح عنة سوي السنة الماضية لمفاجأتي بشخص نوبي عمرة 40 عاما كان يدعي انة هو الذي ادخل فكرة اللغة النوبية كشفرة، وتابع: ذهبت الي وزارة الدفاع وحكيت القصة وأضاف: بعد علم دولة اسرائيل بمعرفة اللغة التي كانت تستخدم كشفرة قاموا بمحاولة لدراسة اللغة النوبية، حيث كان هناك رجلا يدعي محجوب الميرغني كان يدرس اللغة النوبية بمعهد النهضة النوبي لفردين يحملان الجنسية الألمانية، وعند حضور ادريس احدي صفوف الدرس وجد أنهم يسألون عن معني كلمتي "دبابة و طائرة" باللغة النوبية، مما أثار شك عم أحمد، الأمر الذي دعاه الي توجية تحذير لمحجوب من اعطاء اي معلومات لهؤلاء، وهدده بتقديم بلاغ لوزارة الدفاع، قلت لة الطريقة الصحيحة هي احضار جواب من الجيش او القوات الحربية كتصريح لتعلم اللغة، واستمرت هذة الشفرة حتي عام 1994 وكانت تستخدم في البيانات السرية بين القيادات واللواءات.