17 - 07 - 2024

قائد القوات الجوية: قادرون على مجابهة كل من تسول له نفسه تجاوز الخطوط الحمراء التي رسمتها الدولة المصرية

قائد القوات الجوية: قادرون على مجابهة كل من تسول له نفسه تجاوز الخطوط الحمراء التي رسمتها الدولة المصرية

أكد الفريق محمد عباس قائد القوات الجوية، ن ما شهدته مصر .. والمنطقة والعالم أجمع فى عام 2011 .. من متغيرات هائلة فى طبيعة التهديدات والتحديات وظهور بؤر صراع جديدة، أصدرت القيادة السياسية توجيهاتها بضرورة تطوير إمكانيات القوات المسلحة .. ومنها القوات الجوية .. مع التأكيد على الأهمية الإستراتيجية لتنويع مصادر التسليح .. لتكون قادرة على مواجهة هذه التحديات والتهديدات بالكفاءة اللازمة .

وأضوح انه تتم تدبير طرازات حديثة من الطائرات والهليكوبتر .. المجهزة بأحدث ما وصلت إليه تكنولوجيا صناعة الطيران على مستوى العالم، وليصبح بفضل من الله .. لجيش مصر قوات جوية أبيه .. تعمل على مدار الساعة وفى كل الظروف .. قادرة على الوصول إلى أبعَدِ مَـدَى وفى أسرع وقت .. لتأمين المصالح المصرية .. فى ظل كافة التحديات والتهديدات .. ومجابهة كل من تسول له نفسه .. تجاوز الخطوط الحمراء التى رسمتها الدولة المصرية .

كما حرصت القوات الجوية .. على أن تتم أعمال التَحدِيثَ والتَطوِيرَ للبِنيَةِ التَحتِيَةِ والتجهيزات الهندسية بالقواعِدِ الجَوِيَةِ والمطَاراتِ والوحدات الفنية والإدارية .. لتكون متوائمة .. مع ما تم من تطوير فى المعدات .. فى ظل منظومة متكاملة للتأمين الفنى.

فى إطار احتفالات مصر بالذكرى الـ 48 لانتصارات أكتوبر المجيدة تحتفل القوات الجوية بعيدها السنوى الذي يوافق الرابع عشر من أكتوبر من كل عام ، وبهذه المناسبة كان لنا هذا الحوار مع الفريق محمد عباس قائد القوات الجوية.. وإلى تفاصيل الحوار :


- يعتبر سلاح الجو المصري أول سلاح جوي فى الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. نريد من سيادتكم إلقاء الضوء على نشأة القوات الجوية المصرية التي نفخر بها جميعاً ؟

فى عام 1928 وبطلب من البرلمان إلى الحكومة بإنشاء قوات جوية وبقرار ملكي تم التعاقد على إمداد مصر بعشرة طائرات (تايجرموث) عن طريق شحنها إلى ميناء الإسكندرية ، لكن الإرادة المصرية تأبى إلى أن تأتي طائرة بقيادة طيارين مصريين ، وكان ذلك في ٢ نوفمبر 1932 فى إفتتاح رسمى بمطار ألماظة بمهمة أساسية هى مكافحة التهريب عبر الصحراء ومراقبة الحدود والتصوير الجوى.

- يتضمن تاريخ القوات الجوية سجلاً حافلاً من التضحيات والبطولات فى سبيل مصر وشعبها العظيم – فما هو سبب إختيار يوم 14 أكتوبر بالتحديد عيداً للقوات الجوية ؟

بعد النجاحات المتتالية للقوات الجوية في تنفيذ المهام المخططة خلال حرب أكتوبر المجيدة مما أربك العدو وأفقدته توازنه ، إلى أن جاء يوم 14 أكتوبر، قام العدو محاولاً تحقيق أوهامه، بتوجيه قوته الضاربة، صوب القواعد الجوية والمطارات بمنطقة الدلتا، فتفاجئ بما لم يدر بخلده ، عندما تصدت له نسور الجو المصرية ، بمهارة وإقتدار فى مواجهة مباشرة ، بين ما تملكه قواتنا الجوية، من طائرات أقل تقدما وكفاءة ، مما يملكه العدو، وهنا تتجلى براعة الطيار المصرى، وإصراره على النصر الذى تحقق بفضل الله ، في معركة استمرت لأكثر من خمسون دقيقة ، كأطول معركة جوية في تاريخ الحروب الحديثة، إشتركت فيها أكثر من مائة وخمسون طائرة من الجانبين ، فقد فيها العدو ثمانية عشر طائرة ، ولم يكن أمام باقى طائراته ، إلا أن تلقى بحمولتها في البحر وتلوذ بالفرار ، وسميت هذه المعركة بمعركة المنصورة وإتخذتها القوات الجوية عيداً سنويا لها.

- ما هى الأسس والاعتبارات التي يبني عليها تطويرالقوات الجوية ؟

يعتبر تطوير القوات الجوية من الإجراءات التى تحتاج إلى تخطيط طويل المدى لأنه يتأثر بمجموعة من العوامل والإعتبارات منها المتغيرات الدولية والإقليمية بالمنطقة وتأثيرها على الأمن القومى المصرى والعربى ، طبيعة وحجم العدائيات والتهديدات التى تواجهها الدولة والمستجدات التى تطرأ عليها ، طبيعة وحجم المهام المستقبلية للقوات الجوية ، كما يؤثر الموقف الإقتصادى للدولة على تطوير القوات الجوية تأثيراً مباشراً وأخيراً الظروف السياسية التى تمر بها الدولة سواء على المستوى الإقليمى أو الدولى.

- تحرص مصر على تطوير قدراتها العسكرية فى كافة الأفرع والتخصصات وإدخال أحدث النظم القتالية والفنية وتم التعاقد على طرازات مختلفة فى ظل السياسة المتبعة لتنويع مصادر السلاح.. نرجوا توضيح الأنواع والطرازات التى إنضمت إلى قواتنا الجوية في الآونة الأخيرة؟

فى إطار حرص القيادة العامة للقوات المسلحة على التحديث المستمر لقدرات وإمكانيات القوات الجوية ، لدورها الحيوي في منظومة الدفاع المصرية، فقد تم دعم القوات الجوية بالعديد من الطرازات الحديثة ، ومن مصادر متعددة وفق إستراتيجية مصر في تنويع مصادر السلاح، وفى هذا المجال حصلت مصر على الطائرات متعددة المهام (الرافال – ميج ٢٩) والتى تعد من أحدث طائرات الجيل الرابع لما تملكه من نظم تسليح وإمكانيات فنية وقتالية عالية، كما تم تدعيم القوات الجوية بعدد كبير من الهليكوبتر المسلح الهجومية من طراز كاموف ، وعدد من أنظمة الطائرات الموجهة المسلحة بدون طيار، وطائرات النقل من طراز (كاسا – اليوشن 76) بالإضافة لتدبير كافة أنواع الصواريخ والذخائر والمساعدات الفنية والأرضية الخاصة بالطائرات . بما يتناسب مع متطلباتنا العملياتية ليصبح لدينا منظومة متكاملة من أحدث الطائرات متعددة المهام والنقل والإنذار المبكر والإستطلاع والهليكوبتر الهجومى والمسلح والخدمة العامة من مختلف دول العالم.

- يقاس تقدم الشعوب بمدى إمتلاكها منظومة متكاملة من الطاقات البشرية والتقنية القادرة على البحث والابتكار والتطوير وبناء قاعدة متطورة للتأمين الفني والهندسي والطبي – كيف يترجم هذا داخل القوات الجوية ؟

أولاً : فى مجال التأمين الفنى : تمتلك القوات الجوية منظومة عمل فنية تضمن لها المحافظة على التأمين الفنى للطائرات والمعدات بالقوات الجوية ، بحيث تعمل جهات التأمين الفنى بالقوات الجوية من خلال الإدارة المتكاملة لأنشطة التخطيط والتأمين الفني والبحوث والتطورات الفنية وفق منظومة من الجودة الشاملة بتقديم الدعم الفني المتكامل لجميع طرازات طائرات القوات الجوية من (عمرة طائرات – مد العمر الفنى – إصلاح رئيسى ومتوسط وتقنيات موسعة – تصنيع أجزاء ومعايرة أجهزة الإختبار) مع التطوير المستمر لزيادة قدراتها القتالية وتزويدها بالأجهزة الملاحية والرادارية الحديثة لمضاهاة أحدث طائرات القتال.

ثانيا : فى مجال التأمين الهندسى : تتمثل أعمال التأمين الهندسى للقوات الجوية فى تجهيز مسرح العمليات لضمان إستمرار تدريب وعمل القوات الجوية فى السلم والحرب ، ووقايتها أثناء تمركزها وإنتشارها ، ويتطلب ذلك الإحتفاظ بدرجة إستعداد وكفاءة عالية لعناصر المهندسين العسكريين بالقواعد الجوية والمطارات لتكون قادرة على إحباط محاولات العدو التى تستهدف تعطيل أو تدمير القواعد الجوية والمطارات

ثالثا : فى مجال التأمين الطبى: توفر القوات الجوية الرعاية الطبية الشاملة للضباط وضباط الصف والجنود وكذا القيام بالكشف الطبى على الطلبة الجدد المتقدمين للإلتحاق بالكلية الجوية.

- حرصت العديد من الدول الشقيقة والصديقة على إجراء التدريبات الجوية المشتركة للإستفادة من الخبرة القتالية العالية لمقاتلى القوات الجوية فما هى أوجه الاستفادة من تلك التدريبات ؟

ترتب على رفع القدرات القتالية وتسليح القوات الجوية بأحدث معدات القتال سعى الدول الشقيقة والصديقة إلى تنفيذ تدريبات مشتركة داخل أو خارج حدود الدولة وتم البعض منها فى توقيتات متزامنة وشملت مدارس عسكرية متنوعة بصورة تؤكد قدرة القوات الجوية على تنفيذ أى تدريب بكل مهارة وكفاءة قتالية عالية ومنها التدريب المشترك مع الدول الشقيقة (فيصل مع الجانب السعودى – عين جالوت مع الجانب الأردنى – زايد مع الجانب الإماراتى) ودول صديقة مثل تدريب النجم الساطع مع الجانب الأمريكى والبريطانى والفرنسى والايطالى – كليوباترا مع الجانب الفرنسى – ميدوزا مع الجانب اليونانى) وفى إطار تلك التدريبات يتم الإستفادة من تبادل الخبرات ومهارات القتال المتنوعة مما يزيد من قدراتنا القتالية على مختلف الإتجاهات وتقوم القوات الجوية بتنفيذ مجهود جوى كبير خلال هذه التدريبات حتى تحقق أقصى إستفادة فى جميع التدريبات المختلفة.

هذا بالإضافة إلى متابعة ما يتخذه الجانب الأخر من إجراءات للتحضير والإعداد وتنفيذ إدارة أعمال القتال للخروج بالدروس المستفادة وتعميمها على القوات الجوية ، وكانت قواتنا الجوية دائماً محل تقدير الدول المشاركة وظهر ذلك في رغبة العديد من الدول في المشاركة فى هذه التدريبات لنقل الخبرات المصرية إليها.

- الحرب على الإرهاب مهمة جديدة أضيفت على عاتق قواتنا الجوية فما هو دور القوات الجوية فى هذه الحرب ؟

في إطار حرص القيادة السياسية على استمرار الحرب على الإرهاب حتى يتم إقتلاع جذوره ، وتأكيدها الدائم على أن مواجهة الإرهاب بجسم وقوة باتت واجبة على المستويات كافة ومن خلال إستراتيجية شاملة ، ومن هذا المنطق أصبحت الحرب على الإرهاب من المهام المستحدثة التى تم تكليف القوات الجوية بها بالاشتراك مع أفرع القوات المسلحة حيث إشتملت على طلعات مهاجمة البؤر الإرهابية وإحباط الكثير من عمليات التسلل والتهريب عبر الحدود على مختلف الإتجاهات الاستراتيجية ، وقد ظهر هذا الدور جلياً خلال عملية حق الشهيد فى سيناء ، ونظراً لتصاعد التهديدات المؤثرة على الأمن القومى المصرى ، قامت القوات الجوية بتنفيذ عمليات خارج حدود الدولة عندما قامت بضرب معاقل داعش في ليبيا والمشاركة فى التحالف العربى بعملية عاصفة الحزم وإعادة الأمل،

- كيف واجهت القوات الجوية فيروس كورونا المستجد (كوفيد- 19) والسبل التى إتخذتها للحد من انتشار الفيروس بين أبنائها 

اتخذت القوات الجوية ضمن منظومة القوات المسلحة خطوات جادة منذ بداية ظهورفيروس (كورونا) للحد من إنتشاره وإتخاذ كافة الإجراءات الاحترازية للوقاية من إنتشاره بجميع وحدات القوات الجوية بالعديد من الإجراءات للحفاظ على الفرد المقاتل ومن أبرز هذه الإجراءات بث الوعى لدى (الضباط – الطلبة – الدرجات الأخرى) بمدى خطورة التهاون فى إتخاذ الإجراءات الاحترازية ، توقيع الفحص الطبى لجميع مقاتلى القوات الجوية قبل الدخول إلى وحداتهم ، توفير أماكن عزل مجهزة بجميع وحدات القوات الجوية ، كما تم تجهيز المستشفيات بحيث تكون قادرة على تقديم الرعاية الطبية اللازمة للحالات التي يتم إكتشافها

- ما الخدمات التى تقوم بها القوات الجوية لأبنائها من أسر الشهداء (الضباط – ضباط الصف – الجنود) ؟

الوفاء ورد الجميل هو صفه أصيلة داخل القوات الجوية عن طريق الإهتمام بأبناء وأسر الشهداء في لمسة وفاء لمن ضحوا بأرواحهم لرفعة وطنهم الغالي … لذا أنشأت القوات الجوية منظومة خاصة بأسر الشهداء لتحقيق التواصل معهم بشكل مستمر وتقديم العون لهم فى جميع المجالات المختلفة داخل القوات المسلحة أو بالقطاع المدنى .. كما تقوم القوات الجوية بإستخراج البطاقات العلاجية لأسر الشهداء ومتابعة حالتهم الصحية بشكل كامل بمستشفى القوات الجوية وتوالى القوات الجوية الإهتمام بشكل خاص بإستخراج كارنيهات العضوية لـ(دار القوات الجوية – نوادى القوات المسلحة) كما تقوم بترشيح أسر الشهداء لأداء فريضة الحج ومناسك العمرة ضمن بعثة إدارة الشئون المعنوية.

- كلمة توجهها سيادتكم لرجال القوات الجوية والقوات المسلحة وشعب مصر ؟

أشكر رجال القوات الجوية من ضباط وصف وجنود بمختلف تخصصاتهم على جهدهم وإخلاصهم فى تنفيذ المهام المكلفين بها ، متمنياً لهم دوام التوفيق والإستمرار فى بذل الجهد والعطاء إستكمالاً لمسيرة رجال القوات الجوية السابقين الذين ضحوا من أجل الوطن بكل غال ونفيس وسطروا فى التاريخ بطولات لا تنسى .. وأوصيهم بالإستمرار فى المحافظة على الكفاءة القتالية العالية للطائرات والمعدات واليقظة التامة والإدراك العالى لمستجدات المرحلة التى تمر بها بلدنا الحبيبة مصر ، ليكونوا جاهزين على مدار الساعة ، لتنفيذ المهام الموكلة إليكم من القيادة العامة للقوات المسلحة بكفاءة وإحترافية وإصرار عالى.

ونجدد العهد لشعب مصر الأبى وأبعث إليه بكل الفخر والإعتزار والثقة بالله رسالة طمأنينة بأن القوات الجوية ضباط وضباط صف وجنود مستعدين لبذل الغالى والنفيس وعلى أهبة الاستعداد للزود عن مقدرات مصرنا الحبيبة الغالية ، والحفاظ على مكتسباته ، لأبعد مدى.