19 - 10 - 2024

رحلة " جحا " المشهورة واقواله " المأثورة " عن رواية " الكوبرى والماسورة " فى قنا

رحلة

اذن قرر " جحا " ان يمتطى " حماره " ويقوم بجوله فى جنوب الصعيد وقرر إذ فجأة ان تكون رحلته فى واحده من المحافظات الساخنة بطقسها وعاداتها ومشاكلها ايضا وهى محافظة " قنا "

" جحا " قرر ان يبدا رحلته من اقصى شمال محافظة قنا ومن مدينة " ابوتشت " التى يسكنها نصف مليون مواطن يتمركزون فى 34 قرية و 122 نجع وتابع ,

امتطى " جحا " حماره وبعد ان جمع العتاد والعدة من طعام وماء ونظارة سوداء ينظر من خلفها دون ان يتعرف عليه " النطاطين " وهو مصطلح خاص بهذه المدينة يعود الى فئة تموت فى الظهور والشو والتصوير ولو حتى على اعلان " كشرى "

بعد ان قرأ جحا فاتحة الكتاب وتوكل على الله ونزلت قدم " حماره " بوابة المدينة " شرقا " بمنطقة " الزرايب " وما ان خطى الحمار وصاحبه حتى شاهد " جحا " اول المشاهد المثيرة والمعتادة  , شاهد سيارة تابعة للوحدة المحلية هناك وبجوارها كرسى بلاستيك " اخضر " اللون وبه قدم مكسورة يجلس عليه رئيس وحده قروية , يحاول اقناع المارة من مواطنين او مسؤولين انه يقوم بعمل مهم والحقيقة وكما رصد " جحا " هو ينتظر موكب قيادته التى تمر فى التاسعة تماما هناك , وبعدها بدقائق جمع المسؤول كرسيه وسيارته وولى مدبرا من حيث اتى ,

مع استمرار جحا فى طريقه وجد مبنى ضخم سال عنه المارة والذين اتهموه بالجهل حيث لا يعرف المبنى واتضح انه " مقر جديد للوحدة المحلية لمدينة ابوتشت " تم انفاق 34 مليون جنيه على انشائه ورصد به اناره واجهزة تكييف تفوق ما هو موجود بمبنى ميدان التحرير الذى يضم 14 وزارة خدمية ويخدم 18 مليون هم سكان القاهرة وعندما سال هناك عن سبب عم استلامه , اخبره الحارس الامين ان هناك تعديات انشائية خارج سياق الرسومات الهندسية بمبلغ فاق ال 9 مليون جننيه ولذا لم يتم تسويه الخروقات التصميمية به بعد ,

"جحا " مر فقط بحماره لما يقرب من 500 متر ليجد مستشفى "ابوتشت " المركزى او العام او الخاص او كما تسميها وهى نصف انشاءات نصف هدم نصف اعتمادات نصف امكانيات بعد ان تم سحب اعتمادها لمستشفى نجع حمادى المجاورة برغبه امينه من قياداه شعبيه امينة ايضا , 

وناهيك عن مستودع دقيق يغذى 132 بقال و 64 مخبز وينتج عنه يوميا 320 الف رغيف خبز وقد قرر صاحب ارضه استردادها وتاركا وزارة التموين تبحث عن مكان تخزن فيه الدقيق للمركز الوحيد بشمال قنا الذى لايوجد به مطحن ,

اما حمار " جحا " فدخل فى " غيبوبة " ضحك غير طبيعية لفتت انتباه الجميع واستدعت ضحكات المارة انفسهم ولم يشأ جحا اسكات حماره حتى اغمى عليه ضحكا وسقط من حماره , اما ما يضحك جحا فهو عندما مر بمقام شهير هناك وهو مقام " الماسورة " وهو ما تفق عليه أهالي المدينة بعد ان انفجرت ماسورة ضغط المياه القادمة من " محطة مياه النجمة والحمران " 37 مرة خلال عام 2021 فقط بواقع كسر كل  9,7 يوم وتم استبدال 40 ماسورة ضغط كبرى فيه بواقع ماسورة جديدة كل 9 ايام ,

حتى لايتهمونه بانه " قبلى " قرر جحا ان يتجول بحماره فى منتصف المدينة وكانت المفاجاه , سقط الحمارة فى حفرة كبيرة من بين 29 حفرة فى شارع واحد بداية من الكوبرى الشرقى وحتى شارع البنك , وبعد معجزه خرج الحمار وقرر " جحا " ان يحمل حماره على كتفيه اعتزازا بعدد الحفر ومنعا لسؤاله عن سبب عدم الرصف والذى تم صرف 16 مليون جنية داخل المدينة فقط عام 2021ولم يتم رصف اهم شوارعها رغم انتهاء اعمال الصرف والغاز والكهرباء والماء والتليفونات ولم يتبقى الا خط " نص منتخب مصر الذى يعانى مع غياب طارق حامد وربما هذا هو سبب عدم رصف خط نص ابوتشت " 

اتجه شمالا وقرر ان ينزل الحمار من على كتفيه ونظر جحا فوجد اعداد تفوق البشر من الكائن "الاسود بالأصفر" وهو " التو توك " ووجد رجال المرور وهم ينطمون الطريق وسال عن انجازاتهم وكانت الإجابة , ان المرور ومجلس المدينة حرروا  102 مخالفة والمرور صادر 49 تو توك خلال عام 2021 من اجمال 2000 توكوك يجوبون شوارع مدينة وقرى مركز " ابوتشت "

اخيرا قرر " جحا " ان يغادر المدينة ويتجه غربا ربما يجد ضالته , واقترب من " مزلقان كوم يعقوب " ووجد الطامة الكبرى وهى انه تم غلق المزلقان بمحضر انضمام فى 16 سبتمبر 2020 بموافقة كتابيه وتشجيع من رئيس المدينة وحث مديرية الطرق والكبارى بقنا على ذلك رغبة منها فى تعذيب المواطنين دون سبب واضح , وقررت البدء فى 18 مايو 2021 عمليات التنفيذ وحمل البند الثالث فى عقد الطرق والكبارى ان مدة التنفيذ 12 شهر تنتهى فى 18 مايو 2022 ' وثب جحا على حماره مقسما عليه ان لايفتح  فمه وان ينظر فقط ويترك له السؤال , 

جحا اقترب من احد المسؤلين عن الكوبرى سواله متى تنتهى عملية الانشاء هذه , وكانت الصدمه ان اخبره انه وحتى الان لم يبدا بعد نزع الملكيات الخاص بالمشروع والذى سيسغرق طبقا لحطوات مجلس الوزراء عام كاملا وبمعنى ادق سنتوقف عند " زرع الخوزازيق غربا " ورغم حصول شركة الكهرباء عن 800 الف جنيه من اجل نقل خطوطها الى داخل الاراضى المنزوعة والتى لم يتم نزعها من الاساس , ناهيك عن رائحة الدم التى اشتمها نتيجه مصرع ام وانقاذ رضيعها 37 عام اثناء عبورها القضبان املا فى الدخول الامن للمدينة شرقا ,

" جحا " همس فى هدوء , ان ميزانية الكوبرى كانت 68 مليون جنيه ثم ارتفعت الى 94 مليون جنيه وثم ارتفعت الى 196 مليون جنيه بعد طلب برغبه تقدم به نائب الدائره السابق   " عصام عبدالله سليم " 

" جحا " فشل تماما فى العبور الى منتصف المدينة الغربى ونصحه الجميع بالالتفاف والرجوع الى شارع " الحميات " حيث يمكنه هناك العبور وكانت الطامة فى هذا الشارع ان سقط مره اخرى حماره فى بحر من المطبات والحفر قطع الشارع وجعله احد اسوأ  شوارع مصر وهناك نظر جحا الى حماره وكانه قرأ افكاره وقفز كلاهما داخل قطار من القطارات النادرة التى تحترم هذه المدينة وتقف فيها ولو على سبيل الخطأ والبحث عن مدينة اخرى يستطيع هو وحماره ان يمر فيها دون حفر ومطبات وخوازيق ,

قبل ان يقفز جحا الى القطار صادف شاب مثقف خريج جامعه معروفه وحكى له ما شاهد وكان الشاب محددا فى ردوده على " جحا " عندما قال له ان الدولة لم تتأخر يوما عن هذه المدينة ومنذ عام 2015 وهى تضخ فيها الاموال ولكن سوء اختيار القيادات الصغرى والوسطى والاصرار على الاختيار من نفس الصندوق هو السبب , واخبره ان الدوله فى عام 2016 و 2017 انفقت 212 مليون جنيه فقط على المنشآت الخدمية ومنهم فقط 31 مليون جنيه على خطوط المياه , وعام 2019 و 2020 ضخت فى مدينة ابوتشت 364 مليون وتم تغيير 109 كليو متر من خوط المياه ورصف 41 كيلومتر ورفع كفاءه 18 مدرسه بتكلفه وصلت الى 54 مليون جنية , وكانت الهدية من الرئيس "السيسى"  لأهالي ابوتشت وهى ان قرر ضح 6 مليار جنيه خلال العام الماضى ضمن مبادرة حياة كريمة ذهبت منها 3 مليار لخطوط الصرف الصحى وبناء 28 منشأة خدمية ما بين مركز خدمات ومراكز طبية وزراعيه ,

" جحا " نظر بعمق الى المدينة هذه وهو يضرب كفا بكف عن انفاق المليارات رغبه فى اساعاد المواطن  وعن  اداء المسؤولين فى قنا الذى يتقاطع مع ما تقدمه القيادة السياسية بإصرار غريب على الابقاء والتمسك بقيادات لم تحقق انجاز يذكر رغم منحها فرصا وفرصا تفوق فرص " مروان محسن مع المنتخب والأهلي " وكلاهما لم يحقق هدفا وحتى اذا حقق فقطها سيكون " تسلل " لان فاقد الشىء لايعطيه ..