17 - 08 - 2024

دروس وملاحظات في رحلة علاج!

دروس وملاحظات في رحلة علاج!

في يوم الجمعة 4 فبراير الجاري، تعرضت لحادث تصادم غادر، تسبب في دخولي المستشفيات مكرها وإجراء عملية في الساق وخضوعي لعلاج تحفظى على الحوض ، ولا أزال في فترة العلاج حتى وقت هذه السطور التي أخط دروسها بعد استئذان طبي من على سرير التعافي، فالكتابة جزء من دوائي وحروفي قطعة من التداوي.  

الدرس الأول الذي يملك مخيلتي، هو ، أن نعم الله كثيرة حولنا ، لا نبصرها كلها وقت الرخاء، ولا نعرف قيمة ما نحن فيه إلا عندما نفقده أو نخسر بعضه، ولذلك عندما تعرضت للحادثة وبات السرير مرافقا لي وإجراء بعض الأمور الحياتية المعتادة كقضاء الحاجة على سبيل المثال بات مرهقا وصعبا تغيرت عندي الأمور أكثر وتعلمت بيقين أن أبصر حقيقة ما أنا فيه لأواصل عن رضا الشكر والحمد لله. 

أما الدرس الثاني في الرحلة فقد بصرته يوم أول متابعة طبية لي في مستشفى الهلال الأحمر التخصصي للعظام – التي أشكر طاقمها الطبي المشرف على العملية والإجراءات ومن بينهم د.أيمن خلف ود.محمد الحسيني ود.أحمد عزت وكل طاقم التمريض والتخدير- ، حيث نظرت لأفواج كبيرة في دور العيادات من مختلف الأعمار ومختلف الأمراض المرتبطة بالعظام ، من بينهم سيدة عجوز تجاوزت فيما أظن السبعين ويزيد في محنة شديدة جراء إصابة شديدة. وحينها استصغرت نفسي أمامهم رغم ما ألم بي من تركيب مسمار نخاعي في أحد الساقين وخضوعي لعلاج تحفظي على الحوض لكسور فيه ، كاد تقدير طبي بمستشفى أخرى أن يخضعني لجراحة في الحوض لولا ذهابي بعد الحادث إلى المستشفى المتخصص في العظام التي فضل طاقمها الطبي العلاج التحفظي مع ضوابط طبية مشددة.  

ثالث دروس الرحلة العلاجية يمكن في معرفة الصديق الحقيقي في وقت الشدة ، ففي هذا الوقت ظهر لي الصديق الصادق والسند الأصيل ، ورصدت عن قرب القريب الحقيقي من البعيد المتصنع قربا ، وهنا أشكر كل من ساندني ولازال وفي مقدمتهم آل بيتي ثم أصدقائي ومعارفي ومجلس نقابة الصحفيين، وكل من دعا لي دعوة طيبة أو فعل شيئا لي بغية التخفيف عني ومحاصرة آلامي وزيادة صنائع المعروف.  

ومن الملاحظات الجديرة بالتوقف عندها حتى الآن ، ذلك الهروب المشين لسائق السيارة الخاصة الذي فر بعد الإطاحة بسائق دراجة نارية من العاملين في مجال توصيل الطلبات للمنازل ، لازال رهن العناية المركزة فيما وصل لي وأسال الله عزو جل له الشفاء، أما الجاني المجهول فقد ارتكب جريمتين في وقت واحد، فقد أطاحت كما  قيل بعد الإفاقة دراجة العامل بساقي وجسدي بعد أن طار صاحب الدراجة النارية  في غيابات الغيوبية بعد ارتطامه بالأرض وطارت دراجته النارية تطيح بساقي وتتسبب بما حدث من كسور للعبد لله بالحوض.  

لازال الجاني مجهولا ، ولكن الإجراءات مستمرة ، والأهم هو زيادة الوعي حتى لا يستمر نزيف الحوادث ، خاصة أن منطقة الحادث كانت في قلب ميدان الحصري بمدينة 6 أكتوبر وفي أحد المناطق المرورية الهادئة، والأهم كذلك أن من تسبب في جرم يتحمل مسئوليته ، وعلى الأقل يقف ليكون عونا في الإنقاذ.  

ملاحظة ثانية وأخيرة في هذه الإطلالة تمكن في توافر غرف العناية المركزة والتي يكون عليها ضغط كبير أثناء الحوادث، حيث كنت سمعت بعد فترة أن العامل المصاب كان يبحث عن غرفة عناية مركزة لعدم قدرته تحمل تكلفة تلك الغرفة في مستشفى زايد التخصصي كما قيل، وهنا عندي أفكار في إجراء مستشفيات كبرى لمواجهة حوادث الطرق تكون متخصصة من الألف الى الياء في الأمر ، وعلى أن تكون مجانية وذات مساهمة شعبية وحكومية ، ولعل الله يساعدني على بلورة هذه الفكرة عندما أقف بإذن الله على قدمي.  

وفي الختام، هذه دروس تنطلق من الخاص إلى العام، وتنشد من الجميع إعادة تدبر الأمور على نحو مختلف يعيد الحياة الدنيا إلى مقدراها الطبيعي ويعيد تقدير نعم الله التي تحيطنا من كل جانب.
-----------------------
بقلم : حسن القباني

مقالات اخرى للكاتب

لن نعيش في جلباب الماضي