20 - 10 - 2024

"فرصة بقاء العرب الأخيرة فى حرب روسيا مع الغرب"

علينا أن ندرك أن حاضرنا ومستقبلنا فى العالم العربي فى القرن الواحد والعشرين وفى سنة 2022 لـ 2024 يتحدد ملامحه الأن فى الحرب بين (روسيا فى مواجهة قوات حلف الناتو – أمريكا – بريطنيا – فرنسا ودول أوروبا)

وعلينا تذكير أنفسنا أن أثر الحرب العالمية الأولى والثانية لازلت تواكبنا ونعانى من نتائجها بتحديد ملامح ماضينا البائس أخر مائة عام.

للتذكير: - الحرب العالمية الأولى بدأت فى 1914 إلى 1918 وأستمرت 4 سنوات.- والحرب العالمية الثانية بدأت 1939 إلى 1945 واستمرت 6 سنوات. ونتج عنهما أكثر من (150 مليون قتيل عسكري ومدني بالإضافة لملايين من المصابين والمفقودين)

وكان ميراث العرب من الحربين: - ظهور سيطرة المستعمر الكلاسيكي (بريطنيا وفرنسا) عام (1914 إلي 1919م).- طبقت فرنسا وبريطنيا إتفاقية سايكس بيكو (لتقسيم الشرق الأوسط) عام (1916م).- وعد بلفور (إعلان وطن لليهود فى فلسطين) عام (1917م).- صراع المرجعيات والمذاهب الدينية فى العالم العربي واسيا. - تشكيل حلف شمال الأطلسي (الناتو) عام (1949م). - تشكيل حلف (وارسو) عام (1955م).

بالإضافة لإكتشاف أسلحة جديدة متطورة كالنووية والذرية، والتى أخذت كل دولة من الدول الغربية التنافس في إمتلاكها والحصول عليها.

فالحرب العالميّة الأولى والثانية نقطتا تحوّل كبيرة في التاريخ الجيوسياسي، وتحديداً في القرن العشرين.

وصراع اليوم بين روسيا وأوكرانيا ليس بعيد عن صراع الأمس، وحرب اليوم بأدواتها مختلفة تماماً عن حرب الأمس.

- ملخص لفهم الصراع بين (روسيا وأوكرانيا) فى آخر سنوات: عزل الأوكرانيون رئيسهم فى عام 2014، فضمت روسيا شبه جزيرة القرم، واستولى الإنفصاليون المدعومون من روسيا على مساحات شاسعة من الأراضى الشرقية لأوكرانيا، ويحارب المتمردون الجيش الأوكراني منذ ذلك الحين.

وكانت أوكرانيا جزءاً من الاتحاد السوفيتي، الذى إنهار فى (ديسمبرعام 1991)، وهو الحدث الذى يقول بوتين إنه كان "تفككاً لروسيا التاريخية".

وفى عام 2021 قال بوتين: الروس والأوكرانيين "أمة واحدة". ووصف قادة أوكرانيا الحاليين بأنهم يديرون "مشروعاً مناهضاً لروسيا". تريد روسيا أن يعود (الناتو) إلى حدود ما قبل عام 1997. فهي تطالب بوقف توسع (الناتو) بإتجاه الشرق، وإنهاء النشاط العسكري للحلف في أوروبا الشرقية. إضافة إلى عدم نشر صواريخ في دول مثل بولندا ورومانيا. وفى نظر "بوتين" تعهد الغرب عام 1990 بأن الناتو لن يتمدد "شبراً واحداً إضافياً نحو الشرق" لكنه فعل ذلك بشكل كبير ومزعج للروس.

وواقع الأحداث الأن يؤكد أن (أوكرنيا) مجرد أداة فقط فى يد (الغرب وأمريكا) لتصعيد حرب كبرى ضد (روسيا). فنعيش اليوم حالة من التوتر العسكري والسياسي بين الروس والغرب حتى وإن هدأت فى الأيام القادمة فسيعود التوتر بقوة. ولـنتفق أن الحرب فى (أوروبا) قادمة لا محالة وغير مستبعدة، ونعرف تماماً فى الشرق أن الغرب "يعطل" حروبه لفترات ثم يعود مره آخرى.

قال اليوم رئيس الوزراء البريطاني لـ البى بى سى، بوريس جونسون: إن روسيا تخطط لأكبر حرب بأوروبا منذ العام 1945 (الحرب العالمية الثانية).

ومؤشر أخر مهم فمنذ وصول "بايدن" لرئاسة البيت الأبيض قام سريعاً بسحب وتقليص عدد من (القوات الأمريكية) فى أفغانستان والعراق وفيتنام ليعيد تشكيل الوجود الأمريكي العسكري فى الشرق وآسيا. فالجغرفيا السياسية تتغير وموازين القوى تنقلب ويعاد تشكيلها سريعاً تحضيراً لما سيحدث وسنعيشه الأيام القادمة.

وأعلنت دول أوروبا منذ أيام فى (شهر فبراير، 2022) داخل (الإتحاد الأوروبي) أن مستقبلهم فى إستقلال كل دولة.

وعلى عكس ذلك "فمستقبل العرب دائماً فى قوة وحدتهم لا فى تفرقهم وتحديات حاضرنا ومصير بقائنا مرهون بقوتنا، لا فى التمسك بالغرب." "والتاريخ يعلمنا أن الماضى جزء من الحاضر والمستقبل، ومن لا يتعلم من تاريخه جيداً، لا يفهم حاضره ويخسر مستقبله." فحرب اليوم والغد ليست ببعيدة عن حرب الأمس، فإذ حرب الأمس شكلت ماضينا ورسمت حاضرنا، فحرب اليوم ستشكل مستقبلنا. والمعايير والأدوات تغيرت كثيراً عن الأمس. "ونحن جالسين فى مقعد المتفرج الصامت."

ولذلك فأي تحرك عسكري من أي طرف، سواء من روسيا أو أمريكا وحلف الناتو، فى وضع أوكرانيا. سيبنى عليه شكل الجغرافيا السياسية الجديدة فى الغرب والشرق للسنوات القادمة،

وإذ فرضنا سيناريو إنتصار (حلف الناتو وأمريكا على روسيا) ستكون فرصة لحلف الناتو لزيادة نفوذه للسيطرة على الشرق لإعادة هيكلته وإمتلاكه من جديد ومتوقع حدوث الأتي :- تقليص الوجود العسكري الروسي فى (سوريا وليبيا وبلاد أخرى) - محاولة تقسيم خريطة العالم العربي فى (العراق، سوريا، ليبيا، اليمن، السودان). - توجيه ضربات عسكرية ضد (إيران)، بحجة إمتلاكها مفاعلات نووية.- توجيه ضربات عسكرية لتفكيك قوات (حزب الله) فى سوريا وجنوب لبنان. - حصار تركيا تجارياً وعسكرياً بسبب مشكلة جزيرة قبرص واليونان. - تفكيك الصواريخ النووية فى باكستان. - تصعيد الحرب ضد الصين فى آسيا ومحاولة ضربها عسكرياً.- محاولة حصار (مصر) مائياً وتجارياً وبحرياً وبرياً.

ولو فرضنا سيناريو إنتصار (روسيا) على أوروبا وأمريكا فى معركة أوكرانيا، سيحقق مكاسب كثيرة لدول الشرق والعرب، بالطبع إذا إستفدنا منها وتعلمنا وتوحدنا لمواجهة الآلة العسكرية والإقتصادية وحملات الإستشراق الغربي أمام "التنافس الإستعماري" وقبضته فى العالم العربي والأفريقي. بالإضافة أن تحالف (روسيا، الصين، تركيا، إيران مع كوريا الشمالية ) قد يقرر ضرب المصالح الأمريكية داخل الشرق الأوسط دخولاً إلى قارة آسيا وأفريقيا، و"بيولوچية التاريخ" لن ترحم الإنجليز وفرنسا وأمريكا.

فهل العالم العربي تعلم من تأثيرات الحرب العالمية الأولى والثانية وجاهز بخطط وسيناريوهات عسكرية وتجارية لنستفيد ونحصد ما يمكننا حصاده فى هذه الفترة المهمة؟!

متى سنرى (حلف ناتو عربي) (أي حلف عسكري مشترك يضم الدول العربية) ويكون له وجود فعلي وإنتشار فى خريطة العالم العربي بتحركات مدروسة لحماية وإنقاذ ما يمكن إنقاذه؟!

وللتوضيح: مع بداية إنتشار (فيروس كورونا) فى العالم، قلت وكتبت على موقع (تويتر) فى شهر (مارس، 2020) أن الفيروس : "أكبر خطة خداع إستراتيجي فى التاريخ، لهلاك الدول وإلهاء وتشتيت المجتمعات، لأغراض وأهداف عسكرية قادمة."

وبالفعل هذا ما نعيشه الأن، بدأ تصعيد الحرب ضد (روسيا)، وموعد الحرب مع روسيا ليس صدفة ابداً مع وجود (فيروس كورونا) .. وهذه البداية!
----------------------------
بقلم: أحمد صميدة
- E-mail : [email protected]
Twitter : @AhmedSemedaEg
من المشهد الأسبوعي

مقالات اخرى للكاتب

الأهلى يفوز للمرة الثانية على التوالي و السابعة في تاريخه ببطولة كأس أفريقيا لكرة اليد