30 - 06 - 2024

بعد 23 عاما .. انكشاف خدعة بوينج فى حادث سقوط الطائرة المصرية الرحلة 990

بعد 23 عاما .. انكشاف خدعة بوينج فى حادث سقوط الطائرة المصرية الرحلة 990

يوم 31 أكتوبر عام 1999 سقطت الطائرة المصرية التى كانت فى الحقيقة هي الرحلة رقم 990 بين القاهرة ونيويورك، وعلى متنها 217 راكبا وطاقم الضيافة.. راحوا جميعهم شهداء فى اضابير المحيط الأطلنطي .

الطائرة سقطت بعد اقل من ساعة من اقلاعها من مطار جي إف كنيدي ، وقبيل معرفة اية بيانات حقيقة أو دلائل، روج الإعلام الأمريكي لقصة ممجوجة كاذبة ، والصق تهمة اسقاط الطائرة بالكابتن جميل البطوطي فقائد ثان الطائرة ، متهمين الرجل بأنه قرر الإنتحار بالطائرة وهي على ارتفاع 31 قدم ، بأن قال توكلت علي الله !

للأسف أجهزتنا المعنية ، والمسئولون عن مصر للطيران فى ذلك الوقت لم يكن لديهم استعداد لإثارة الخلاف مع الولايات المتحدة وشركتها العملاقة بوينج !

لم يكلف أحدا من مسؤولينا آنذاك نفسه بالدفاع عن طاقم الطائرة وعن الكابتن البطوطي ، وتركنا كل شيىء للسلطات الأمريكية ، البحث عن جثث الضحايا وعن الصندوقين الأسودين ، وعن كل الأدلة بشكل رسمي، مبررين ذلك بان الحادث وقع قرابة الساحل الأمريكي بمسافة قليلة !

فى تلك الأيام .. قررنا ، الكاتب الصحفي الكبير المتخصص فى الشئون الدولية الأستاذ حسين عبد الواحد وأنا ، إصدار كتاب كان أشبه بصرخة استغاثة لمن يهمه الأمر ، كي لا نستسلم للإدانة الأمريكية لشركة مصر للطيران وأحد أمهر طياريها .. أسمينا الكتاب (كارثة الطائرة المصرية .. المأساة والمؤامرة) .. روينا فيه الحكايات المجردة غير المتحيزة ، وانتهجنا اسلوب التحقيق المجرد ايضا ، لنؤكد براءة مصر للطيران وإدانة أي من طرفي الأزمة الباقين ، شركة بوينج أو مطار جي اف كنيدي .. ولكن ذهبت صرخاتنا هباء وبتعليمات عليا ، كما تردد تم دفن قصة الطائرة دون الكشف عن الحقيقة !

الشهر الماضي فقط .. وبعد 23 سنة من حادث الطائرة المصرية ، تم انتاج فيلم وثائقي اسمه يفضح سعي بوينغ لزيادة الأرباح على حساب الأرواح.

فقد كشفت الصدفة عام 2018 وعام 2019 كارثة حقيقية ارتكبتها شركة بوينج ، ففي تاريخ حوادث الطيران العالمي، ستظل واقعة سقوط طائرتي بوينغ خلال 5 أشهر ما بين 2018 و2019 من أسوأ هذه الحوادث، ويزيد من قسوتها أنها جاءت نتيجة إهمال وجشع المسؤولين في شركة «بوينغ» وسعيهم المحموم نحو زيادة الأرباح ورفع أسهم الشركة في البورصة على حساب أي شيء، حتى لو كان أرواح مئات الركاب وفريق قيادة وضيافة الطائرتين، الذين فقدوا حياتهم جميعاً خلال سقوط الطائرتين.

"السقوط: القضية ضد بوينج"، Downfall: The Case Against Boeing، هو عنوان فيلم وثائقي بدأت منصة نتفليكس بثه منذ 18 فبراير، يتناول قصة سقوط الطائرتين وما أحاط بهما من خلفيات وأسرار سوداء.

يبدأ الفيلم بداية مثيرة حول تاريخ شركة بوينغ وسمعتها الممتازة في عالم الطيران، ومرور 2017 باعتباره من أفضل الأعوام في تاريخ الطيران العالمي، حيث لم يسجل حادث سقوط طائرة واحدة، ووسط صعود غير مسبوق لأسهم بوينغ في البورصة وتحقيقها أرباحاً خيالية.

لكن فجأة، ومن دون أي سبب منظور تسقط واحدة من أحدث طائرات الشركة، المعروفة باسم 737 ماكس، بعد دقائق من إقلاعها من إندونيسيا في 28 أكتوبر 2018، ليموت 189 إنساناً كانوا على متنها.

كان يمكن أن يمر الحادث دون كثير اهتمام، فلا أحد تقريباً خطر بباله أن العيب ربما يكون في الطائرة نفسها. ذلك أنها طائرة حديثة جداً، من طراز متطور جداً لأكبر شركة تصنيع طائرات على الكوكب، والشركة نفسها راحت عبر ممثليها تلقي باللوم على قائد الطائرة مثيرة عدداً من الاحتمالات الأخرى.

كان يمكن أن يمر الحادث دون كثير اهتمام، فلا أحد يعرف حقيقة ما حدث سوى عدد معدود في مكاتب الشركة نفسها، راحوا يحاولون تدارك الخطأ الجسيم الكامن في تصميم الطائرة على أمل أن يعالجوه قبل أن ينتبه أحد. ولكن بعد 5 أشهر، فجأة أيضاً، سقطت طائرة أخرى من الطراز نفسه بعد دقائق من إقلاعها في إثيوبيا، ليلقى كل ركابها حتفهم.

وللمرة الأولى بدأت أصابع الاتهام تتوجه نحو بوينغ نفسها، لتتكشف تدريجياً واحدة من أسوأ جرائم الشركات الكبرى.

بدأت بوادر الكارثة مع الدمج الذي حدث في نهاية التسعينيات بين شركتي «بوينغ» و«ماكدونيل دوجلاس» وتغيير قيادات الشركة القديمة، ومجيء رئيس مجلس إدارة ومدير تنفيذي كل همهما زيادة أرباح الشركة ورفع أسهمهما في البورصة على حساب أي شيء، حتى لو كان المخاطرة بأرواح الناس.

ووصل الصراع الدرامي إلى ذروته مع صعود الشركة المنافسة «إيرباص» وابتكارها طائرات جديدة موفرة للوقود، ما دفع المسؤولين في بوينغ إلى المسارعة بـ«ابتكار» طراز جديد منافس، تمثل في الطائرة 737 ماكس، التي تبين أنها مجرد تلفيق لطائرة قديمة، تعاني من عيوب تصميم قاتلة، الهدف الوحيد من صنعها هو الأرباح، مع توفير الوقت والجهد والمال اللازمين لصنع طائرة جديدة.

في مزيج محكم البناء من الحقائق التي توالت في الظهور بحسب السياق التاريخي والاقتصادي لما حدث، مع الاستعانة بشهادات الخبراء وشهود العيان من داخل شركة بوينج ومشاهد أسر الضحايا ومحاولاتهم لإجلاء الحقيقة وإرساء العدالة، والشرح المبسط والواضح للتقنيات المعقدة داخل الطائرة، تربط مخرجة فيلم «السقوط» روري كيندي كل هذه الخطوط في نسيج مشوق ومثير للمشاعر دون أن يفقد للحظة واحدة المسافة المحايدة التي تميز أي عمل وثائقي جيد.

من ضمن ضيوف الفيلم :

• الطيار الشهير سالي سالينبرجر، الذي أنقذ طائرة كانت على وشك السقوط بركابها، وصنع عنه فيلم شهير بعنوان Sully.

• الصحفي أندي باستور من صحيفة «وولستريت جورنال» الذي كشف القضية وتابعها على مدى شهور إلى أن تمت إدانة شركة بوينغ ليس فقط بسبب التصميم الفاسد للطائرة، ولكن أيضاً بسبب الكذب ومحاولات تضليل هيئة الطيران الفيدرالي والرأي العام.

ينتهي فيلم «السقوط» بالتسوية التي تمت في 2021 بدفع بوينغ غرامات وتعويضات بقيمة 2.5 مليار دولار لأسر الضحايا، واستقالة مدير الشركة التنفيذي المسؤول عن الكارثة بعد حصوله على مكافآت بقيمة 62 مليون دولار، علماً بأن الشركة حققت مبيعات بقيمة 76.6 مليار في العام نفسه.. وهي أرقام تتحدث عن نفسها.

ربما لا يكون هناك رابط مباشر بين حادث الطائرة المصرية والحوادث الأخيرة .. ولكن شركة بوينج التى كانت وراء الكوارث الأخيرة لا يمكن ان تكون بريئة من حادث اسقاط الطائرة المصرية سنة 1999 .. فهل نجد من يعيد فتح ملف هذه المأساة التى راح ضحيتها كل ركاب الطائرة المنكوبة وطاقمها والطاقم الإحتياطي ، حيث بلغ عدد الضحايا انذاك أكثر من 230 بريء .. نحن فى الإنتظار
------------------------

بقلم: محمد صلاح الزهار

(نقلا عن صفحة الكاتب على فيس بوك)






اعلان