18 - 07 - 2024

كلما قل الجهد زادت النتائج .. كيف تستخدم قانون الجهد الأقل في حياتك؟

كلما قل الجهد زادت النتائج .. كيف تستخدم قانون الجهد الأقل في حياتك؟

(من طلب العلا سهر الليالي)، هذا ما يعرفه الغالبية ويتعاملون على أساسه، أي يقومون ببذل الجهد الكثير المستمر لتحقيق الأهداف، أو لا يُحققونها على الإطلاق. هذه طريقة واحدة لفعل الأمور، وهي بالفعل تأتي بنتائج ولكنها ليست الأكثر فعالية، بل بالعكس هي الأقل فعالية وفي مقابل أثمان باهظة.

هناك طريقة أخرى للإنجاز لا يعرفها الكثير، وهي السهولة واليسر: "ما خُير رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أمرين إلا أخذ أيسرهما، ما لم يَكُن إثمًا ..."، وهي كذلك محاكاة الطبيعة، فالعصفور يفرد جناحه ويسمح للهواء أن يحمله، والأشجار تلين مع الرياح وتسمح لها، وكذلك أوراق الشجر تلين وتتحرك مع قطرات الماء؛ فإنها إن لم تفعل انثقبت وفنت في وقت قليل، وقطرات الماء تسلك الطرق الأيسر في أوراق الشجر، وهكذا. تُرينا الطبيعة أن الليونة والسماحة لهما قوة كبيرة.

في كتابة (القوانين الروحية السبعة للنجاح) المنشور في 1994، جعل ديباك تشوبرا قانون الجهد الأقل معروفا بشكل واسع. وهو يعني باختصار أنه علينا تقبل الأشياء التي لا نستطيع تغييرها، والتوقف عن محاربة ما يحدث، والتوقف عن القلق بشأن المستقبل. يمكن للحياة أن تكون بئيسة وغير متوقعة في بعض الأحيان، ولكن محاولة التحكم بقوة في نتائج الأحداث ومحاربة القدر ليست الخيار الأفضل.

أُطلق على هذه النظرية في الأصل اسم "مبدأ الجهد الأقل" ، واكتشفها الفيلسوف الفرنسي غيوم فيريرو ، ونشرها في مقال في يناير  1894 في صحيفة (مراجعة فلسفية لفرنسا والخارج - revue philosophique de la france et de l’etranger)

الطريق الأقل مقاومة

المبدأ يتعلق بالطريق الأقل مقاومة. إنه "المسار المادي أو المجازي الذي يوفر أقل مقاومة للحركة إلى الأمام بواسطة كائن أو كيان معين ، من بين مجموعة من المسارات البديلة".

الالتزامات الثلاثة:

يتطلب (قانون الجهد الأقل) 3 التزامات رئيسية على الأقل يجب عليك القيام بها إذا كنت ترغب في ممارسته.

1-     التقبل والحياد: تُعَدُ هذه الخطوة الأكثر أهمية في ممارسة هذا المبدأ، وغالبًا ما تكون الأصعب. وهي لا تعني أن تجلس جانباً وتسمح فقط للحياة بالمرور دون الاهتمام بالأهداف أو الطموحات.

التقبل يعني أنه عندما تحدث لك أحداث أو مواقف سيئة، مثل فقدان وظيفتك أو انفصال شريكك عنك، فإنك لا تسهب في الأفكار السلبية. أنت تتقبل ما حدث (أي تسمح للمشاعر المترتبة عنه بالحدوث وتتحرر منها، وتكون محايدًا تجاه ما حدث)، ثم تمضي قدمًا. فما حدث قد حدث وانتهى الأمر، والتفكير والشعور بالأسى على الماضي هو فقط يهدر طاقتك ولحظتك الحاضرة، بينما يمكن أن تستثمر تلك الطاقة في بناء ما تريد في لحظتك الحاضرة ومستقبلك.

2. تحمل المسؤولية: لا يعني قانون الجهد الأقل أن يكون لديك عذر لعدم المحاولة أو أن تفتقر إلى الدافع لفعل أي شيء. بل يعني تقبل الموقف الذي أنت فيه، وتحمل المسؤولية عن حياتك من خلال اتخاذ إجراءات حقيقية للسير في الاتجاه الذي تريد أن تسلكه..

3. التسليم: إن أحد أكبر أسباب القلق هو الرغبة في التحكم في كل شيء، لا يمكنك التحكم في كل الأحداث في العالم، أو كل موقف سيء قد تجد نفسك فيه. يجب علينا التسليم لله، أن ننوي ما نريد ونفعل ما يمكننا فعله في اللحظة الحاضرة، ثم نسمح لموجه الحياة أن تأخذنا بهدوء إلى حيث يجب أن نكون.

السير في طريق المقاومة الأقل 

إن التخلي عن السيطرة، والسماح للحياة بأن تتكشف بالطريقة التي من المفترض أن تكون هي ممارسة يومية ، ولن تصبح خبيرًا فيها على الفور (فبعد كل شيء، نحن جميعًا بشر.) ولكن هناك بعض الخطوات التي يمكنك اتخاذها كل يوم لتصبح أفضل في ممارسة هذا القانون.

1. مراقبة الطبيعة: العشب لا يجبر نفسه على النمو، تتفتح الأزهار بدون مقاومة، تشرق الشمس وتغرب كل يوم، الطيور لا تتضور جوعًا، بل تأكل ما تجده، تنمو الأشجار كبيرة وطويلة، تمامًا كما يفترض. كل هذه الأشياء لا تفكر فيما يجب فعله حتى تزدهر، هي فقط تزدهر . يمكن أن تعلمك مراقبة الطبيعة قدرًا كبيرًا عن كيفية عيش حياتك بهدوء وسلاسة وازدهار..

2-  الثقة في الخالق : إن أسهل طريقة للسماح بما هو مقدر أن يكون، هي الثقة بالخالق. قد يكون هذا صعبًا للغاية في بعض الأحيان، خاصةً عندما تسوء الأمور. من السهل أن تتحلى بالإيمان عندما يسير كل شيء على ما يرام ويبدو أن الأمور تعمل فى صالحك. ومع ذلك، لنتذكر، حتى عندما لا نحصل على ما نريد، لا يعني هذا أننا لسنا على المسار الصحيح، طالما أننا ننتبه لأخطائنا ونتعلم منها ونصلحها، وهذا هو المكان الذي يأتي فيه الإيمان حقًا.

3. حارب الرغبة في التفاعل : الأشخاص في هذا العالم مختلفون للغاية، ويمكن أن يكون الكثير منهم مزعجين كالأشخاص الذين يشغلون الرصيف بأكمله دون السماح لك بالعبور، والأشخاص الذين يتحدثون بصوت عالٍ، والذين يستخدمون هواتفهم المحمولة في السينما ، النماذج لا تنتهي. ولكن شعورك السلبي تجاههم سينعكس عليك انت فقط بالسلب، وليسَ هم. تخيل فقاعة غير مرئية من حولك ، تحميك من السلبية، وتسمح فقط للطاقة الإيجابية بالدخول.

4. تقبل مشاعرك / مزاجك : في حين أنه من المهم بذل جهد للحفاظ على الطاقة الإيجابية ومحاولة عدم السماح للمزاج السيئ بالسيطرة، إلا أنه في بعض الأحيان يجب التوقف والسماح بالمشاعر أن تحدث.

كلنا نمر بأيام سيئة، وعلى الأرجح لن ينتهي هذا الأمر. محاولة إجبار نفسك على الشعور بالسعادة لن تؤدي إلا إلى جذب المزيد من انباهك إلى مزاجك السيئ، أي أنها ستُبرزه. في بعض الأحيان يكون من الأفضل الاعتراف بما في داخلك من شعور والسماح له بالحدوث داخلك إلى أن ينفد، وفعل ما بوسعك للاعتناء بنفسك، والبدء من جديد غدًا. فهذا كله سيمُر.

5. كن حاضرا: واحدة من أكبر الطرق التي تسبب لك القلق هي القلق بشأن مستقبل لم يحدث بعد. تذكر، إذا حدث ما كنت قلقًا بشأنه، فهذا يعني أنك قد أجهدت نفسك بالتوتر مرتين، وإذا لم يحدث أبدًا، فإنك قد توترت بلا سبب. لا يعني قانون الجهد الأقل أنك ضحية الظروف، أو ألا تفعل أي شيء لتحقق أحلامك. بل بالعكس، هو فقط يعني فعل الأمور بذكاء وليس بجهد، تمامًا كالفرق بين شخص في قارب يجدف بئراعيه بقوة واستمرار حتى يصل إلى الضفة الأخرى، وشخص آخر يرفع الشراع في الاتجاه الصحيح ويسمح للرياح أن تأخذه حيث يريد (حتى إن كان الطريق أطول نسبيًا) بينما هو يستمتع بالرحلة في هدوء وراحة.
--------------------------
ترجمة: فدوى مجدي
(مترجم بتصرف عن: https://www.badyogi.com/blog/5-ways-to-practice-the-law-of-least-effort-in-your-daily-life/)
من المشهد الأسبوعي