17 - 07 - 2024

مهرجان موسيقي إسرائيلي في سيناء ومغردون مصريون: لا مرحبا بكم

مهرجان موسيقي إسرائيلي في سيناء ومغردون مصريون: لا مرحبا بكم

حملة شعبية تدعو لمقاطعة فنادق مصرية لحضها على وقف استضافة المهرجانات الصهيونية 

شهدت سيناء مهرجانين موسيقيين اسرائيليين تحت اسم "نابيا" و "جراونديد" في طابا ونويبع، بين أيام 17 أبريل و 23 أبريل الجاري، بالتزامن مع عيد الفصح اليهودي الذي يدعي الإسرائيليون أنه تاريخ خروج اليهود من مصر هربا من فرعون.

وقال المنظمون ، وهم من شركتي we grounded  و Nabia festival  الإسرائيليتين إنهم حصلوا على تراخيص من جميع الهيئات في مصر، على أن يتم دعم حماية المشاركة من قبل شركة أمنية خاصة، برفقة مديري أمن إسرائيليين، كان من المقرر حسب وسائل الإعلام الإسرائيلية أن يعبروا الحدود مع الفرق المشاركة، وسط تأكيدات أن الحفل ليس مفتوحاً للمصريين لكنه يرحب بالجنسيات الأخرى غير المصرية.

وأثارت أخبار المهرجانين غضب مصريين كثيرين خاصة أنهما يأتيان في توقيت يحدث فيه تصعيد كبير ضد الفلسطينيين واقتحام للمسجد الأقصى، وأيضا يتزامن مع احتفال مصر بعيد تحرير سيناء في 25 أبريل من كل عام

وإثر ضغوط من حملة بي دي إس الدولية (المقاطعة الشعبية لإسرائيل) والسوشيال ميديا قرر فندق توليب انسحابه من استضافة المهرجان الذي اتنقل إلى هيلتون نويبع، وذلك في خطوة تعكس أن المهرجان لايحظى برضا رسمي كما تشير الدعاية الإسرائيلية.

وانتابت رواد السوشيال ميديا حالة من الإستياء والغضب والرفض، بعدما شهد معبر طابا مؤخراً ازدحاماً غير مسبوق من قبل مجموعات صهيونية ترغب في قضاء عيد الفصح اليهودى فى سيناء، وقالت قناة "كان" الإسرائيلية الرسمية إنه وفق التوقعات فإن أكثر من 5 آلاف إسرائيلي عبروا إلى سيناء، وأظهر مقطع فيديو بثته القناة طابوراً طويلاً لإسرائيليين ينتظرون دورهم للمرور إلى سيناء. 

وأختار منظمو المهرجان شبه جزيرة سيناء لإقامة مهرجانهم على بعد 350 كيلومتراً من تل أبيب، للاحتفال بعيد الفصح اليهودي وخروج بني إسرائيل من مصر، الأمر الذي يعتبره مصريون رسالة موجهه إليهم من إسرائيل، كما يصادف هذا التوقيت إحياء مصر لذكرى "تحرير سيناء" التي احتلتها إسرائيل عام 1967. 

ودعا الفرع المصري لحركة المقاطعة الإسرائيلية عبر منصتي "فيس بوك" و"تويتر" إلى مقاطعة الفنادق المصرية التي تستضيف المهرجان، وقال في بيان له :" الاحتلال الإسرائيلي يقيم الحفلات على أرض سيناء المحررة وبحماية شركات أمن إسرائيلية، وفي فنادق ومنتجعات مصرية، يأتي هذا بعد ذكرى مجزرة بحر البقر في مصر وعيد تحرير سيناء" .

وأعلنت الحملة الشعبية المصرية لمقاطعة إسرائيل عن تحقيق ما وصفته بـ"انتصار جديد"، بعد تراجع أحد الفنادق الشهيرة بسيناء عن استضافة المهرجان، ودعت فيه إلى تحرك جديد ضد منتجعين سياحيين استضافا المهرجان، مؤكدة أهمية ما وصفته بـالنفس الطويل في مواجهة التطبيع.

واستمر المهرجان الذي يعد واحداً من مهرجانين إسرائيليين يقامان على أرض سيناء ، ثلاثة أيام مقابل تذكرة ثمنها 900 شيكل "5150 جنيه، وإقامة ثنائية في فندق صلاح الدين، الذي يقول الموقع الرسمي للمهرجان أنه على بعد 10 دقائق مشياً من ساحة المهرجان، مقابل 1700 شيكل 9730 جنيه، ولم يحدد موضع إقامة الحفلات، وقال إنه يبعد 10 دقائق مشياً عن الغرف الفندقية 

وأحدث هاشتاج #أوقفوا_المهرجانات_الصهيونية تفاعلاً كبيرا لدي المغردين، الذين رأوا أن الاحتفال محاولة إسرائيلية جديدة للتطبيع واختراق المجتمع المصري.. وتساءل أحد المعارضين على الفيس بوك: "هل طبيعي أن تأخذ شركات إسرئيلية تصاريح لتنظيم مهرجان كبير في طابا خاصة في شهر رمضان؟!، أنتم ضيوف غير مرحب بكم. 

 وقال آخر على "تويتر": "عارفين لو فيه حل يرضي الشعب الفلسطيني ويبقى عندهم دولة مستقلة، ماعندناش أي مانع في الاندماج والتطبيع، لكن إنه يبقى على حساب الدم الفلسطيني وتصفية القضية القومية، لا عمره ما هيحصل على المستوى الشعبي". 

وليست احتفالات الأسبوع الماضي هي الأولى، بل سبقتها احتفالات مماثلة كتلك حدثت في أبريل 2020 عندما نظمت مجموعة إسرائيلية متخصصة في الموسيقى الإلكترونية باسم "حشماليكو"، مهرجاناً للموسيقى في سيناء، بمشاركة موسيقيين إسرائيليين وعرب، خلال عطلة عيد الفصح، وهى ذات المجموعة التي كانت نظمت مهرجاناً مشابهاً في أكتوبر عام 2019 

السياحة الإسرائيلية 

ومنذ توقيع اتفاقية كامب ديفيد بين مصر وإسرائيل عام 1979، بات السياح الإسرائيليون مسموحاً لهم بدخول مصر من دون الحاجة إلى تأشيرة سفر، وكثيراً ما يصلون إلى مصر عبر المنافذ الحدودية البرية، وبالأخص معبر طابا، بالأتوبيسات أو وسائل النقل الخاصة كالسيارات والدراجات النارية، خلال عطلة نهاية الأسبوع. 

وتتركز أغلب السياحة الإسرائيلية إلى مصر في شبه جزيرة سيناء، حيث يبيتون في بعض البيوت والأماكن الأخرى في مناطق مثل دهب ونويبع وطابا، إضافة إلى فنادق شرم الشيخ، وتعتبر مصر مصدر جذب للإسرائيليين لأن السياحة في سيناء أرخص من إيلات، كما أن جمال طبيعتها يفوق الطبيعة في شواطئ دولة الاحتلال. 

ورغم تذبذب حركة السائحين الإسرائيليين إلى مصر خلال العقدين الماضيين بسبب مخاوف أمنية، إلا أن أعدادهم سجلت رقماً قياسياً عام 2019 تجاوزت 700 ألف سائح، وبدأ الحديث هذه الأيام عن اعتبار إسرائيل سوق سياحية جديدة لمصر، في إطار محاولات إنقاذ القطاع السياحي الذي تضرر من الحرب الروسية الأوكرانية، إذ يشكل السوقان الروسي والأوكراني أكثر من ثلث عدد السائحين للبلاد، وربما ينظر إلى المهرجانات الإسرائيلية باعتبارها نوعا من السياحة الترفيهية في سيناء. 
--------------
تقرير – بسمة رمضان
من المشهد الأسبوعية