16 - 08 - 2024

شادي سرور: دراما رمضان "تجارة وصناعة" أكثر منها فنا .. ونجوم التيك توك لا علاقة لهم بالتمثيل

شادي سرور: دراما رمضان

 رئيس مركز الهناجر للفنون في حوار لـ"المشهد": 
* نجوم "التيك توك" لاعلاقة لهم بالفن أو التمثيل 
- أتمنى العودة بالهناجر إلى عصره الذهبي كمكان ملهم.. لكن ظروف كورونا جعلتني اكتفي بالورش 
- الدراما الرمضانية تجارة وصناعة أكثر منها أعمالا فنية .. والفن الحقيقي في السينما والمسرح 
- الهناجر ومركز الإبداع يفتحون نافذة للهواة والموهوبين ممن يحاولون صقل مواهبهم والوصول للاحتراف 
- وزيرة الثقافة تقدم كل الدعم لإخراج جيل مبدع في كل الفنون والنتائج سنراها جلية خلال 5 سنوات
- عرض مسرحيات لأكثر من موسم أمر تجاوزه إيقاع الزمن ورحمة أحمد فنانة رائعة لديها موهبة خارقة

الفن وسيلة للتعبير عن النفس والعواطف والأفكار في شكل محتوًى بصري أو صوتي أو حركي وهو موهبة من الله منحها لبعض الأشخاص، ومن الناحية الفلسفية شكل من أشكال الوعي الاجتماعي والنشاط الإنساني يعكس الواقع الذي يعيشه المجتمع، فالفنون المنتشرة في كل دولة تعكس ثقافتها وتاريخها.

بعض الآراء ترجح ظهور فن المسرح في مصر القديمة، حيث وجُدت في النقوش التي ظهرت بمحيط المقابر الفرعونية، مايدل على معرفتهم بهذا الفن الذي يطلق عليه "أبو الفنون" وجاء العصر الإغريقى ليبني على البداية التي ظهرت في مصر القديمة.

في العصر الحديث عرفت مصر فن المسرح منذ النصف الثاني من القرن التاسع عشر عبر الاحتكاك مع أوروبا، فجرى تطوير الأشكال المسرحية الشعبية التي عرفتها مصر قبل هذا التاريخ بكثير، عن طريق يعقوب صنوع وأبو خليل القباني ثم تدرج الحال إلى فرق مسرحية حرة تقدم التراجيديا أو المأساة والكوميديا.

المشهد أجرت حوارا مع الفنان والمخرج الكبير شادي سرور رئيس مركز الهناجر لتسليط الضوء على الواقع الذي يعيشه المركز وتطرق الحوار إلى قضايا عديدة منها التيك توك والدراما الرمضانية.

قبل توليه رئاسة مركز الهناجر للفنون أوائل فبراير 2021 تولى الفنان شادي سرور إدارة فرقة مسرح الطليعة التابعة للبيت الفني للمسرح، وشهد الطليعة في عهده مجموعة متنوعة من العروض المسرحية من بينها: "يوم أن قتلوا الغناء"، "حريم النار"، "ريسايكل"، " الطوق والإسورة"، "كأنك تراه" وغيرها من العروض التي شاركت في العديد من المهرجانات المحلية والدولية ونالت خلالها العديد من الجوائز. وكانت آخر مشاركات الفنان شادي سرور في مسرحية "اهتزاز" التي قدمت على خشبة مسرح الهناجر. وهذا نص الحوار:

* حدثنا عن أهم ملامح مسرح الهناجر في الفترة الأخيرة .. وأهم أسباب خفوت الدور الذي كان يقوم به؟

- توليت رئاسة مسرح الهناجر منذ قرابة عام بقرار من سيادة الوزيرة إيناس عبدالدايم وبترشيح من الصديق الأستاذ والفنان الكبير خالد جلال. 

قبلها كنت اتولي رئاسة مسرح الطليعة والحمد لله كانت لي نشاطات عديدة وحصلنا علي عدة جوائز لمصر منها جائزة مهرجان العربي للمسرح ومهرجان قرطاج، وحصلنا من المسرح القومي علي جائزة أفضل عرض وكان عرض "يوم أن قتلوا الغناء" أقصد حصلنا على مجموعة من الجوائز وقدمت مجموعة من العروض المهمة كان من شأنها ترشيحي لتولي رئاسة الهناجر. 

الحقيقة كنت أحد العاشقين لمسرح الهناجر منذ فترة كبيرة، بداية من الدكتورة هدي وصفي مروراً بالاساتذة والأصدقاء ممن تولوا رئاسة الهناجر قبلي وكان آخرهم محمد الدسوقي الفنان القدير الجميل، كانت لي وجهة نظر مختلفة ليس فيما يقدم علي مسرح الهناجر ولكن في طبيعة المكان نفسه، المكان كان قديما موحيا جدا، تعامل الناس معه علي أنه صرح كبير وهو بالفعل مازال صرحا كبيرا ولكن كان يحتاج إلى بعض التعديلات في الشكل، بداية من أول الواجهة مروراً باللوبي الداخلي ، أيضاً فكرة إقامة ورش لأن المكان نشأ أساساً لهذا السبب، بالفعل الورش في الماضي كانت أهم من الوقت الحالي بكثير نظراً لأن د. هدي وصفي كانت تستقدم فنانين من الخارج سواء مخرجين أو ممثلين يقومون بعمل تدريب، كان بينهم فنانون من روسيا وبلجيكا وأمريكا وأيضا من بعض الدول العربية سواء من المغرب أو الأردن أو العراق، اسماء كبيرة أتت إلى مصر وقدمت مجموعة من الورش الفنية التي صنعت لمركز الهناجر إسما كبيرا وقدمت لمحبي الهناجر أعمالا كبيرة، وكذلك فنانون مصريون كبار كان يقدمون ورشا ، منهم بوسي وسوسن بدر وتوفيق عبدالحميد ونبيل الحلفاوي ومخرجون كبار ونجوم مسرحيون قدموا عروضا عظيمة فالمكان كان ملهما طوال الوقت وخرج من هنا عدد من أكبر الفنانين في وقتنا الحالي أمثال خالد صالح وخالد الصاوي ومحمد عبدالعظيم وأسماء كثيرة منهم من توفي ومنهم من هو موجود علي الساحة الفنية، أما أنا فأردت وعزمت أن يعود ذلك الوهج ولكن علي نطاق أضيق بسبب جائحة كورونا التي منعت من استقدام فنانين كبار من مصر والخارج، قمت بالاتفاق مع الفنان خالد جلال أن يتم تأجيل هذا لفترة محدودة ولكن نبدأ بعمل ورش بسيطة نستطيع من خلالها استقدام مجموعة من الشباب ، بدأت بورشتين الأولي للممثل الشامل الذي اختفي في الوقت الحالي وإن كان الوحيد الذي يلعب في هذه المنطقة بشكل متميز جدا هو خالد جلال من خلال مركز الإبداع الذي يُخَرِّج مجموعة من المتميزين والمبدعين و أجيالا ذهبية ، وبالطبع فإن مركز الإبداع مرتبط بعدد معين ومن هنا استأذنته في إقامة الورش وبالفعل ساعدني في ذلك وكان الدافع لأن أبدأ، بالفعل قمت بعمل ورشتين، بالإضافة إلي ورشة قائمة علي فكرة العرائس علي مستوي الدراما للكبار، وكيفية التعامل مع العروسة علي أنها كائن حي وكيف يتعامل الفنان مع العروسة وهي بحجمه الطبيعي ويبدا يتعامل بها ويحدث بينه وبينها نوع من التصديق ، المشاركون تدربوا علي فن الإلقاء والحكي حتى يبدأ التعامل بالعرائس، هذا أحيى المكان وجعل فيه روحا مختلفة وجوا فنيا، أتمني وأحاول أن يعود المكان إلى سابق عهده القديم، بحيث يصبح عندنا أعمالا فنية وأعمالا مسرحية  نتاج هذه الورش وفي نفس الوقت أيضا إستقبال المهرجانات، فلدينا في الهناجر مهرجانات عديدة علي مدار العام بأكمله مثال مهرجان القاهرة السينمائي والمهرجان التجريبي والمهرجان القومي للمسرح بالإضافة إلى المهرجانات الأخري أمثال آفاق و الجامعة و ايزيس و طبول وسماعي ، نظرا لأن جميع الأشخاص يجدون في هذا الصرح الشامخ ضالتهم المنشودة لأنه مكان مجهز بطريقة مختلفة وموجود في أحضان الأوبرا وبه إمكانات علي المستوي الفني من إضاءة أو ديكور أو ساحة خارجية ومسرح داخلي، بحيث يستطيع الجميع إقامة الحفلات والعروض بداخله.

علي صعيد الجاليري لدينا مجموعة كبيرة من المعارض والورش التي تتم، منها ورشة التصوير التي يقوم بها القدير سيد عبدالقادر كل سنة ويكون نتاجها مبهرا ومجموعة من العروض التي يقدمها مصورون ومتدربون يقدمون صورا فوتوغرافية علي أعلي مستوي ، وخلال الموسم الماضي افتتح الفنان خالد جلال ومعالي وزيرة الثقافة إيناس عبدالدايم نتاج الورشة اللي قدمها سيد عبدالقادر وكان يضم مجموعة من الصور البديعة التي تعبر عن مصر وكأنك تري مصر من أماكن مختلفة، نقلوا إلينا تحفا وصورا مختلفة من مناظر الغروب والشروق وتفاصيل رائعة لذلك حرصنا هذا الموسم أن تكون لدينا ورشة ممائلة ويكون نتاجها مبهرا كالسابق.

* هل شباب الهناجر الذين يشاركون في الورش أو العروض هواة أم محترفين أم طلاب جامعة ؟

- جميعهم بلا استثناء هواة يحبون الفن ويعرفون قيمته وغير محترفين، الهناجر المكان الوحيد في مصر غير التابع للنقابة هو ومركز الإبداع، هذا طبعاً يجعل هناك أريحية أكثر في التعامل مع الشباب، لأن نقابة المهن التمثيلية واعضاءها يشتكون دائما من أن يكون هناك دخلاء غير نقابيين يأخذون المساحات، بداية لا بد من مكان يدرب هؤلاء ويطور قدراتهم باستمرار ليستطيعوا الوقوف علي المسرح وإثبات أنفسهم في عالم الاحتراف وبعدها يصبحون أعضاء، وبكل تأكيد وجود مركز الهناجر والإبداع وهيئة قصور الثقافة يلعب دورا مهما في هذا، وأوكد أن الدكتورة إيناس عبدالدايم لم تبخل بشيء، بل تقدم كل الدعم لتخريج مجموعات من الهواة، لأن الفكرة لم تكن إطلاقا في شخص يريد الغناء وآخر يريد التمثيل الموضوع أكبر وأعمق من ذلك وهو خلق شخص لديه رسالة وهدف، وكاريزما وحضور، من هنا تفتح الوزيرة جميع الأبواب ، فهناك مشروع "ابدأ حلمك" الذي تقدمه هيئة قصور الثقافة تحت رعايتها، وهذا يعطي جميع المراكز الاريحية أن تقوم بدورها بالشكل الأمثل، لأنه إذا لم يكن هناك سند قوي وداعم لهذه الأفكار لن يكون هناك أي أثر أو نتاج . في وقتنا هذا بالفعل أصبح لدينا مجموعة من الفنانين في كل المجالات، ليس في التصوير والإخراج والتمثيل فقط ، وإنما أيضا في الرقص والرسم ، هناك طفرة كبيرة تحدث في وزارة الثقافة أهم أسبابها الوعي من قبل من يديرون المسارح أو القائمين علي الرعاية العامة للفن أو وزارة الثقافة ، وهذا سنري نتائجه مستقبلاً بشكل أوضح لأننا لا نستطيع تقييم تجربة في الوقت الذي تحدث فيه، ولكن نستطيع تقييمها بعد خمس سنوات علي سبيل المثال، والحقيقة بدأت آثار الفترة الماضية تظهر في وقتنا هذا، نلمس جميعا هذا التطور وسعداء به، لأننا نعرف أيضاً أنه سيحدث تطور أبرز وأوضح يكون أفضل بكثير في الفترة القادمة.

* هل نصوص مسرح الهناجر تكون مكتوبة خصيصاً له أم مقتبسة من أعمال مسرحية أو روائية للكتاب؟

- الحقيقة أن توجه المسرح هنا أن العروض تكون خارج الصندوق ، بمعني أن تقدم بشكل مختلف تمامًا بعيداً عن كونها عملا سابقا أو ترجمة أو نصا مكتوبا خصيصاً ، سواء كان كتابها مصريين أو عربا أو أجانب،  المهم فقط ألا تكون عروضا مقلدة يعرفها الجمهور، بمعني عندما أتيت إلى هنا قمت بعمل مسرحية كاملة "بانتو ميم" يستطيع الجمهور فيه فهم المسرحية ويعيش داخل أجوائها، عرض كامل يستغرق ساعة أو ساعة وربع من التمثيل الصامت، بالتأكيد فكرة الورش التي نقدمها هي ما تسهل عمل هذا، ولكن إذا سألتني بشكل شخصي فأنا أميل إلي الكتاب المصريين، لأني كممثل أحب أن أعمل مع واحد من جيلي، نكون قادرين علي فهم بعضنا البعض، شرط أن يكون موهوبا ونستطيع فهم بعضنا وتقديم عمل يمس مجتمعنا وفكرة خاصة بنا، بدلا من أن يأتي لنا نص أجنبي ويحاول أن يلعب به في سبيل خدمة مجتمعنا، فميولي انا دائما إلى الكاتب المسرحي ، خاصة الكتاب الشبان لأن من حقهم أن يأخذوا فرصتهم مثل الممثلين، وفي تصوري أن الممثل أو المخرج يكون أنانيا إذا فكر في شكسبير ولديه مؤلفين شبابا جيدين يريدون فرصة ليظهروا، ولكن في نفس الوقت لا أفرض فكري علي أحد ، لكن تحاول أن نقدم مسرحية مختلفة وبشكل مختلف وغير تقليدي لكي يتناسب مع فكر الهناجر ، وإذا كان الكاتب شابا مصريا يكون أفضل.

* في الفترة الأخيرة لمسنا تطورا ملحوظا بالنسبة لممثلي المسرح وظهر بعضهم بوضوح في دراما رمضان.. من وجهة نظر المخرج والممثل شادي سرور ما هي أهم أسباب هذا التطور ؟

- هذا التطور نتاج للوعي، فأي تطور لا يأتي دون وعي بطبيعة الشيء الذي تقدمه، الآن هناك وعي كبير من شباب المسرحيين ، لن أتكلم عن الدراما الرمضانية لأنني أري فيها نوعا من الصناعة والتجارة أكثر منها فنا، ولكن سأتحدث عن التجارب البكر التي تتم داخل وزارة الثقافة لأن هذه هي المعنية وفي تخيلي هذا هو الفن الحقيقي، لأن هذه الأعمال تصنع من حب وتفاني وجهد وإخلاص وبلا مقابل، ولكن هذه الدراما الخارجية تستهدف فئات معينة ويعرف الناس جيداً أن الهدف من وراء ذلك  تجاري بحت وتلميعي لبعض النجوم ولبعض الشركات ، ولكن إذا تحدثنا بمنطق فني فستجد هذا علي المسرح وفي السينما عندما تكون السينما جادة، إنما الفيديو والأعمال الدرامية الرمضانية فلأنها تدخل إلى كل بيت فهي تعالج أسرية واجتماعية ، فكل أعمالنا التي نجحت مثل الشهد والدموع وليالي الحلمية وابو العلا البشري وهو وهي كانت كلها أشياء أسرية، صُنعت في إطار اجتماعي، ولكن الأشياء الخيالية والعفاريت والجن كلها أشياء لا يستوعبها عقل المشاهد حالياً وليست إلا حشوا يقوم به الفنان لمجرد أنه يريد فقط أن يقدم شكلا جديدا ولا يهمه أن كانت لا تناسب المجتمع أو غير ذلك، في الدراما يجب أن تطرح عملك في إطار يناسب كل بيت مصري، ولكن في السينما والمسرح الناس يدخلون بتذاكر لها ثمن ويأتون إلى العمل لأنه نال إعجابهم، لذلك يستلزم أن يكون فنان المسرح والسينما حقيقيا ليس همه تجاريا بل يقدم رسالة لأن الجمهور قدم إليه الاحترام ونزل من بيته لمشاهدته ، وبالتالي يجب أن يحترم هو الجمهور ويقدم له عملا مميزا، وطالما أن الأجيال الجديدة واعية بكل ما تقدمه وكل ما هو جديد في التقنيات أو طبيعة التمثيل نفسه ويكون بسيطا ومناسبا وتلقائيا ، كل هذه الأشياء أهم أسباب التطور.

* بالرغم من طوفان وسائل التواصل الاجتماعي مثل التيك توك الذي يشارك في إنتاج محتواه أشخاص لديهم ملايين المتابعين، ولكن يبقي فنان المسرح له قيمة كبيرة.. حدثنا عن هذه الفكرة ؟

- الفارق أن فنان المسرح متدرب وفاهم وواع ويعرف جيدا ماذا يقدم، يعرف ماذا يعني التمثيل، لحظة بكاء أو ضحك ويفهم أبعاد مايفعل، مشكلة الفن أن الناس تتعامل معه علي اعتبار أنه مهنة من لا مهنة له، لذلك نري أشخاصا فارغين معهم كاميرا يقومون بتصوير أنفسهم ويبدأ الناس في متابعتهم وبذلك يظنون أنهم أصبحوا فنانين وموهوبين ، هذا منطق غير صحيح بالمرة، فهؤلاء لاعلاقة لهم بالتمثيل إطلاقا فهو مسألة معقدة جدا وليست سهلة، وفكرة الكاريزما والحضور ليست موجودة لدي كل الأشخاص لأنها موهبة ربانية، الناس تستسهل الموبايل لأنه في يده ويبدأ التقليب فيزيد المشاهدات، هذا طبعاً لا علاقة بالفن ، ومن هنا فإن المقارنة ظالمة ، لا أستطيع أن أقارن مثلا بين من يظهر على التيك توك ورحمة أحمد أو مصطفي خاطر أو عادل إمام مثلا، هذا مستحيل، فلا مقارنة بين من تدرب وتعب واكتسب خبرات ويعرف كيف يقدم شخصية، ويضحك الناس ويؤثر فيهم ، وشخص يظهر على التيك توك ليقول أي كلام مما يخطر علي باله ويجسده، هذا مجرد "هزار" وإن صح القول أبسط تسميه لنجوم التيك توك هو "نجوم الهزار" لكن لاعلاقة لهم بالفن أو التمثيل.

رحمة أحمد مثلا ، فنانة وكوميدية رائعة لديها موهبة خارقة ولديها قبول غير طبيعي، وتعرف كيف توظف قدراتها جيدا، قدمت أعمالا كثيرة في المسرح قبل مشاركتها في الجزء السادس من "الكبير أوي" كانت رائعة وواحدة من ممثلين أجادوا، وبناء على ذلك تم اختيارها، الفكرة أن نضع الأمور في نصابها لكن لست ضد نجوم التيك توك. 

المسرح خرَّج أجيالا كوميدية عظيمة مثال محمد فراج أو الممثل الكبير بيؤمي فؤاد أو مجموعة من الفنانين والممثلين الكبار، الذين تعبوا في الجامعة وفي المسرح وفي المعهد وأصبحوا أساتذة كبار. فلا أستطيع أن أقول أن يوتيوبر أو بلوجر حصل على مشاهدات أعلي من نبيل الحلفاوي، لأ طبعاً أنت لا تقارن نفسك أبدا بالاستاذ الكبير ، هذا ممثل وفنان كبير، ومن هنا قيم نفسك مع من يشبهونك. 

المشكلة تكمن في أن مخرجين يحاولون أستغلال هذا وإحضار أشخاص من التيك توك لتسجيل إعلانات أو منحهم أدوارا في مسلسلات و أفلام علي أساس أنهم يحققون نسبة مشاهدات أعلي وطبعا حتي لو حدث هذا لا نستطيع إطلاق لفظ ممثل عليهم لأنهم جاؤوا علي أساس نسب المشاهدة.

* هل يميل ممثلو الهناجر إلى تقديم مسرحيات تستند إلى نصوص عربية أم أجنبية؟

- بعيداً عن فكرة النص، الموضوع يتعلق بالجديد ، سواء كانت المادة التي نقدمها عربية أو أجنبية ، فصحى أو عامية، الفنان الذكي يختار ما يؤثر في الناس ويخرج طاقته الفنية ويكون ما يقدمه ملائما له، ليس مناسبا مثلاً أن آتي بممثل وسيم جدا ليقوم بدور (زبال) لا سأنتظر دور مستشار مثلاً، كل فنان يختار الدور المناسب له اأكتر من كون النص أجنبيا أو عربيا، وهذا يعود في المقام الأول للمخرج الذي يختار الأنسب، وكما يقولون الدور ينادي صاحبه.

* في رأيك لماذا اختفت المسرحيات التي كانت تعرض لعدة مواسم مثل مسرحيات فؤاد المهندس وعبدالمنعم مدبولي وغيرهم، هل لانصراف الجمهور أم لضعف النصوص أو عدم قدرة الممثلين؟

- الفكرة فقط في الزمن والمنطق السائد فيه، في الماضي كان المنطق يقبل أن تعرض المسرحية لعدة مواسم، وكذلك فكرة مسرحية الثلاثة فصول وكان عندهم فكرة الخروج في سهرات لسماع هذه المسرحيات، لكن حالياً لا نستطيع عمل ذلك، فالناس يصابون بالملل ، على الأكثر تكون المسرحية من فصلين لأن هذا مرتبط بإيقاع الزمن.

---------------------
حوار – رانيا عبدالوهاب
من المشهد الأسبوعية