28 - 09 - 2024

قوات الاحتلال تعتدي على مشيعي جثمان الشهيدة شيرين أبو عاقلة وتقمع أهالي القدس

قوات الاحتلال تعتدي على مشيعي جثمان الشهيدة شيرين أبو عاقلة وتقمع أهالي القدس

في مشاهد "بربرية" غير مسبوقة اعتدت قوات الاحتلال على موكب تشييع الشهيدة شيرين أبو عاقلة لدى محاولة الخروج به من المستشفى الفرنسي ونقله سيرا على الأقدام إلى كنيسة الروم الكاثوليك، وأسقطته أرضا، ثم أطلقت القنابل داخل المستشفى ، واضطرت السيارة التي تنقل الجثمان إلى الخروج معزولة باتجاه الكنيسة في حين حوصر المشيعون وبينهم شقيقها داخل المستشفى وجرت مفاوضات عسيرة حتى يتمكنوا من اللحاق بالمستشفى. واستقبل جثمان الشهيدة شيرين أبو عاقلة بالزغاريد داخل المستشفى ، وبينما كانت الصلوات والتراتيل تتلى على الجثمان ، مارست إسرائيل قمعا غير إنساني ضد المقدسيين الذين كانوا يحاولون المشاركة في التشييع.

وفي وقت سابق تم إعادة إدخال جثمان شيرين أبو عاقلة إلى المستشفى، بعد اعتداء قوات الاحتلال على مسيرة التشييع، داخل ساحة المستشفى الفرنساوي بالشيخ جراح وإصابة العشرات. وكان المشيعون يصرون على إخراج جثمان «الشهيدة» أبوعاقلة من المستشفى محمولا على الأكتاف للسير بها في شوارع وأزقة القدس. ودفعت شرطة الاحتلال بتعزيزات عسكرية وفرق الخيالة إلى المستشفى الفرنسي، وأغلقت الطرق المؤدية إليه، حيث يسجى جثمان الزميلة أبوعاقلة، وصادرت الأعلام الفلسطينية التي رفعها المشيعون في الموكب وفرضت إسرائيل قيودا على عائلة شرين أبو عاقلة بشأن الجنازة ، وقالت صحيفة (هآرتس) الإسرائيلية، أمس إن الشرطة الإسرائيلية استدعت أنطون ابو عاقلة، شقيق شيرين أبو عاقلة وحذرته من تفريق الجنازة "إذا ما شهدت عنفا أو رفع أعلام أو ترديد شعارات". 

ومنعت الشرطة الإسرائيلية تعليق صور ولافتات تحمل صورة شيرين أبو عاقلة، أمام كنيسة الروم الكاثوليك، ومزقتها بالفعل ظهر اليوم، كما فرضت مخالفات للمتواجدين بالقرب من المستشفى الفرنسي، في حي الشيخ جراح والذين تجمعوا لتشييع جثمان أبو عاقلة الموجود في المستشفى، قبل الصلاة عليه في كنيسة الكاثوليك بالبلدة القديمة. ومن المقرر أن تدفن الصحفية الفلسطينية البالغة من العمر 51 عاما، في مقبرة صهيون في القدس الشرقية بعد انتهاء القداس المقام في كنيسة الروم الكاثوليك في باب الخليل داخل البلدة القديمة. 

وكانت شيرين أبو عاقلة شيعت أمس في مشهد مهيب، حيث احتشد آلاف الفلسطينيين، رافعين علم بلادهم في موكب «عسكري شعبي»، حاملين جثمان الراحلة لتشييعه إلى مثواها الأخير. ووصل جثمان أبو عاقلة إلى مدينة رام الله، صباح أمس قادما من مدينة نابلس، بعد أن ظهرت النتائج الأولية لتشريح الجثمان، حيث جرت أمس مراسم تشييع الجثمان بحضور الرئاسة الفلسطينية؛ إذ انطلق تشييع الجثمان، في تمام العاشرة من صباح الخميس، من االمستشفى الاستشاري بمدينة رام الله، وصولًا إلى مقر الرئاسة الفلسطينية، في تمام الـ11 صباحًا، للتكريم والوداع بحضور الرئيس الفلسطيني، محمود عباس أبومازن، لينطلق موكب الجنازة اليوم إلى القدس المحتلة. 

وتعد جنازة شيرين أبوعاقلة أطول جنازة في التاريخ الفلسطيني المعاصر، بل ربما أطول جنازة في التاريخ المعاصر ككل، إذ يبلغ طول المسار الذي مشى به الموكب الجنائزي للراحلة أكثر من 75 كيلومتر «وفق ما أفادت وسائل إعلام فلسطينية». وخرج جثمان الراحلة من جنين محمولا على الاكتاف وملفوف بالعلم الفلسطيني والكوفية التي تبللت بدمائها، والتي صادرتها سلطات الاحتلال على معبر يربط الضفة الغربية بالقدس ظهرا ، ثمّ غادر الموكب إلى مدينة نابلس، حيث تجمهر المئات لتوديع جثمان الراحلة في جامعة النجاح في معهد الطب العدلي، حيث تم تشريح الجثمان للتأكّد من سبب الوفاة لينطلق الجثمان مُجدّدًا إلى رام الله، حيث ودّعها زملاؤها في مكان عملها هناك. وشارك في التأبين أمس الرئيس الفلسطيني محمود عباس ومنح روحها وسام نجمة القدس تحية إجلال لما قدّمته من أجل القضية الفلسطينية، ومن المُقاطعة جاب الجثمان الشوارع عابرًا قلنديا إلى مُستشفى الفرنسي في القدس.