17 - 08 - 2024

موقف عربي متباين بشأن الانتهاكات الإسرائيلية في القدس وسط مطالب بتوحيد الصفوف في مواجهة كيان الاحتلال

موقف عربي متباين بشأن الانتهاكات الإسرائيلية في القدس وسط مطالب بتوحيد الصفوف في مواجهة كيان الاحتلال

يواصل الكيان الصهيويني الاعتداءات والانتهاكات بحق الفلسطينيين وخاصة بالأماكن ويتصاعد الموقف على نحو خطير بعد وقوع عدد من الشهداء ومئات الإصابات والاعتقالات في صفوف المصلين بالمسجد الأقصى المبارك، وأمكان متفرقة بالقدس وإلحاق أضرار بالغة بمرافق الحرم القدسي الشريف.

وتمثل الاعتداءات والانتهاكات الإسرائيلية استفزازا صارخا لمشاعر المسلمين في كل مكان، وتقويضا لحرية العبادة بالمسجد الأقصى المبارك، وحرية وصول المصلين إليه، وأنها تنذر بإشعال دوامة من العنف تهدد الأمن والاستقرار بالمنطقة والعالم في ظل موقف عربي متباين، حيث تم التأكيد على استمرار تنسيق الجهود بين جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي، بهدف حماية مدينة القدس المحتلة ومقدساتها، والحفاظ على هويتها العربية الاسلامية والمسيحية.

وقال اللواء محمد الغباشي الخبير العسكري والاستراتيجي، إن الانتهاكات الإسرائيلية في الأراضي المقدسة في ظل هذه الظروف الدولية واهتمام العالم بالحرب الروسية الأوكرانية، وأثارها السياسية، مشيرا إلى أنها تستغل هذه الأحداث لتحقيق أهدافها غير المشروعة.

وأضاف الغباشي، أن إسرائيل بترى قدرتها على التفاوض ودعوة أطراف الحرب الروسية الأوكرانية إلى التفاوض فهي بتكتسب مواقف دولية في هذه الحرب مع استغلال هذا لإحداث خلخلة في التركيبة السكانية بالأراضي المقدسة، مؤكدا أن اانتهاكات التي تشهدها فلسطين من المستوطين اليهود تحت حماية الشرطة الإسرائيلية أمر مخالف للقوانين والمواثيق الدولية، وتعتبر هذه المخالفات الجسيمة تتم نتيجة انشغال العالم بالصراع الدولي في شرق أوروبا.

وتابع أنه يجب أن يأخذ في الاعتبار التغييرات الكبيرة التي تشهدها السياسة الداخلية الإسرائيلية، ومواقف الانتخابات التي لها تأثير كبير خاصة وأن رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق بنيامين نتنياهو يقود جبهة معارة ضد رئيس الوزراء الحالي ، ما يعني أن هناك إجراءات تتم على الأرض تتبع التوازنات بين الأاحزاب والتيارات السياسية المختلفة وبين أهداف الكيان الصهيوني.

وأشار إلى  أنه يجب على جميع الدول العربية أن تضع في حساباتها، أنه حتى وأن اختلفت أساليب تنفيذ المخطط الإسرائيلي الصهيوني، إلا أنهم جميعا لديهم هدف واحد وهو القضاء على فلسطينية القدس والقضاء على وحدة التماسك العربي، مضيفا أن الكثير من الغرور والصلف والتبجح الإسرائيلي إلى ما حدث في البلاد العربية من تفكك، في أعقاب الربيع العربي الذي تسبب في تقسيم عدد من الدول ودخولها في أزمات كبيرة، وخاصة دول الطوق، كل هذا ساهم في تنامي السياسية الإسرائيلية المتغطرسة.

وأوضح أن الحل الوحيد لهذه الأزمة أن يكون العب يدا واحدة وأن يتوافقوا على كلمة سواء وإحياء ما كان يحدث في 2015 بتشكيل القوة العربية المشتركة، التي كادت تتشكل لتكون الدرع والسيف للأمة العربية، مشيرا إلى ان هناك دور مصري كبير للتهدئة وحفظ الحقوق الفلسطينية.

من جهته قال اللواء محمد رشاد الخبير العسكري والاستراتيجي، إن مشكلة القدس مشكلة ازليه تجدد باستمرار سواء من الأمن الإسرائيلي أو من المستوطنين، حيث تحدد أجهزة الأمن عدد الفلسطينيين الذين يدخلون المسجد الأقصى للعبادة والعقيدة الصهيونية التي تري أن هيكل سليمان في هذه المنطقة مما يؤدي إلي صراع مستمر، ينتج عنه مزيد من الضحايا الفلسطينيين.

وأضاف رشاد أن استمرار الاستفزازات الإسرائيلية يؤدي إلي تصعيد الصراع، بالاضافة إلى اقتحام المخيمات الفلسطينية من أجهزة الأمن الإسرائيلية وينعكس ذلك الموقف في الضفة وغزة والتي ترد دائما برشقات صاروخية علي تل آبيب، مما يزيد الموقف في الأراضي المحتلة اشتعالا يصعب السيطرة عليه في ظل اجراءات الردع من الكيان الصهيوني، ضد المواطنين سواء في الضفة أو غزة.

وأشار إلى أن إسرائيل دولة داخل منظومة أمنية وعسكرية وبالتالي الموقف الأمني والعسكري الهش يجعل العنف فيها سائدا ويستمر الموقف مشتعلا إلي أن تتحرك بعض القوي الإقليمية للتهدئة والحد من الاستفزازات الإسرائيلية عموما زي كل أزمة، بالإضافة إلى دور بعض وزراء الدول والأمين العام للجامعة العربية في الأردن والذين وجهوا رسالة شدة اللهجة لإسرائيل للكف عن استفزازاتها للفلسطينيين وهذا التجمع العربي يحدث لأول مرة منذ مدة طويلة ويحد من الهرولة العربية تجاه الكيان الصهيوني، التي تثبت كل الظروف أنه يمثل أطماع الصهيونية العالمية القائم علي التوسع علي حساب الأراضى الفلسطينية ولن يغير أي اقتراب عربي من تل ابيب هذه العقيدة الصهيونية.