19 - 10 - 2024

برلمان 2014 وعودة أرامل مبارك

برلمان 2014 وعودة أرامل مبارك

مخطىء من يعتقد أنه سيكون فى المستقبل القريب حياة برلمانية حقيقية فى ظل هذه الاوضاع المعقدة المملوءة بالانتهاكات الصارخة لحقوق الانسان وهذا الكم الهائل من المعتقلين السياسيين الموجودين فى كل سجون مصر .. فكل ذى عقل يعلم جيدا أن البرلمان القادم سيكون من أسوأ البرلمانات التى شهدها التاريخ المصرى ، وستكون الاغلبية بالطبع لأبناء الفساد الذين تربوا وترعرعوا فى كنف النظام البائد ، والذين يحتمون حاليا برأس الدولة واعلامها المأجور .

 ولم لا ؟؟؟!!! فكل نظام مستبد أو فاسد يحتاج الى بعض الأدوات المساعدة التى تنفذ بعض الأدوار المرسومة لها ، والتى تعينة على توطيد حكمه وتؤيد كل قراراته حتى ولو كانت خاطئة .

 قد توجد بعض الأصوات التى تدعى المعارضة ، وهى فى حقيقة الأمر صناعة بعض الأجهزة الأمنية ، فى الماضى كان يتم زراعتها وسط ما يسمى بالأحزاب السياسية قبل ثورة يناير مما أدى إلى إضعافها وتحويلها من أحزاب سياسية إلى أحزاب أمنية .

 وفى حقيقة الامر هؤلاء أخطر من الفلول لأنهم خدعوا العديد من أبناء الشعب المصرى كثيرا ، ولعبوا ادوارا قد تبدو فى ظاهرها حقا ، ولكن كان يراد بها باطلا ، من خلال تحقيق المصالح الشخصية وشق أى صف كان يريد التغيير الحقيقى والخروج من نفق الاستبداد والفساد المظلم .

ومخطىء أيضا من يعول كثيرا على ما تسمى بالنخبة السياسية وأنها تستطيع منافسة هؤلاء الفاسدين وسط هذا الكم من التنكيل بكل صوت معارض لسياسات هذا النظام ورجاله ووسط التفكك والتشرذم والبحث عن المصالح الآنية واقتناص أكبر جزء من المكاسب الذاتية ولو على حساب الوطن وابنائه.

أما عن تيار الاسلام السياسى فسيكون له بعض المقاعد الضئيلة جدا وستكون من خلال الاتفاق أيضا مع النظام حتى يظهر أمام العالم ان هناك بعض التوازنات ، وأن كل الاطراف ممثلة فى المجالس النيابية ، وأن هناك حرية وديمقراطية ، حتى وإن كانت مزعومه ومشبوهة

قد يدخل الفلول مرة أخرى البرلمان وقد يعود الفساد وقد يزيد الظلم والاستبداد .. ولكن لن يستمر طويلا ، لأن الظلم مهما استمر حتما سيزول ولكن بعد أن يعلم الجميع أن أنصاف الثورات لا تبنى أوطانا ولا تخلق شعوبا تؤمن بأن الحرية أغلى من الحياة .. حفظ الله مصر.

مقالات اخرى للكاتب

برلمان 2014 وعودة أرامل مبارك