22 - 06 - 2024

محاولة لوقف الإجرام الإعلامي بحق الطفولة .. دليل إعلامى لتصحيح المصطلحات والصور

محاولة لوقف الإجرام الإعلامي بحق الطفولة ..  دليل إعلامى لتصحيح المصطلحات والصور

المجلس العربى للطفولة والتنمية يطلق أول دليل إعلامى لتصحيح المصطلحات والصور الخاصة بالأطفال
- الدراسات تكشف تجاوزات الاعلام .. والاعلام الخاص أكثر تجاوزا ضد الأطفال
- من التجاوزات: الكشف عن هوية الأطفال ضحايا العنف والاغتصاب - استخدام مصطلحات ذات إيحاءات جنسية -استغلال الأطفال المرضى فى جمع التبرعات.
- الدليل يرصد ويصحح 900 مصطلح وصورة ويطرح بدائل استرشادية وتوصيات بتضمين ملخص الدليل بمواثيق الشرف وإصدار دليل عربى للتربية الاعلامية التقليدية والرقمية 

 فى إطارجهود نشر ثقافة حقوق الطفل أطلق المجلس العربى للطفولة والتنمية الثلاثاء الماضي (26يوليه 2022) أول دليل يتناول بالتصحيح المصطلحات والصور الخطأ حول الأطفال المتداولة بوسائل الاعلام فى حضورالأمير عبد العزيز بن طلال بن عبد العزيز- رئيس المجلس العربى للطفولة والتنمية ورئيس برنامج الخليج العربى للتنمية "أجفند"، و د. حسن البيلاوى – أمين المجلس العربى للطفولة والتنمية - وناصر القحطانى – المدير التنفيذى لبرنامج الخليج العربى للتنمية - والسفيرة هيفاء أبو غزالة – الأمين العام المساعد رئيس قطاع الشئون الاجتماعية جامعة الدول العربية ، وبمشاركة أساتذة وخبراء الإعلام الذين شاركوا فى العمل وممثلى وسائل الاعلام وعدد من الشخصيات العامة وإفتتحت جلسات اليوم الإعلامية إيمان بهى الدين ، مديرة إدارة الاعلام بالمجلس العربى للطفولة والتنمية.

يأتى الدليل بعد جهد استمر أكثر من عشر سنوات ، حيث بدأت المراحل التحضيرية فى عام 2010 من خلال إستعراض واقع عمل المراصد الاعلامية فى الدول العربية للخروج بصورة لمرصد إعلامى لحقوق الطفل  عام 2011 رحبت به لجنة الطفولة العربية بجامعة الدول العربية ، وكما صرح د. حسن البيلاوي - الأمين العام للمجلس العربى للطفولة للتنمية - عمل المرصد الاعلامى ، الذى يأتى الدليل باكورة أعماله ، بخمسة مراحل وهى دراسة عربية حول الإعلام ومعالجة قضايا حقوق الطفل فى 6 دول عربية ( هي تونس – الجزائر – السعودية – العراق – لبنان - مصر)، شارك فيها 1260 طفل عربى وخبراء فى مجال الكتابة للطفل ومعدو ومقدمو برامج الأطفال ، وتم تحليل المضمون في 6 صحف و 6 قنوات.

أكدت الدراسة الحاجة الملحة لصياغة معايير مهنية ومدونة سلوك أخلاقية خاصة بالإعلام وتغطية شئون الطفل لضمان جودة ممارسات إعلامية عربية تحترم حقوق الطفل.

وإنطلاقا من نتائج الدراسة – كما أضاف د. البيلاوي - تم الإنتقال إلى المرحلة الثانية وهى وضع المبادئ المهنية لمعالجة الإعلام قضايا حقوق الطفل ، تضمن دليل المباديء أدوات للرصد والتحليل للمحتوى فى وسائل الاعلام التقليدية والجديدة وشملت المبادئ المهنية العامة ، إضافة للمبادئ العامة ، سبعة محاور وهي: - مشاركة الأطفال فى إنتاج المحتوى الاعلامي - التغطية الإخبارية لقضايا حقوق الطفل - التعامل الإعلامى مع الإعلانات التى تستهدف الأطفال - قضايا الأطفال المنشورة عبر الاعلام الجديد - الأطفال ذوى الإعاقة - الأطفال الموهوبين - الأطفال فى وضعية الشارع.

ومن وثيقة المبادئ التى اعتمدها مجلس وزراء الشئون الاجتماعية العرب ومجلس وزراء الإعلام العرب ، تم الانتقال إلى مرحلة دليل تصحيح المصطلحات والصور الذى يستهدف تنمية وعى الإعلاميين وغيرهم من المهتمين بشؤون الطفل وقضاياه فى وسائل الإعلام المختلفة ، بقوائم المصطلحات والصور الخطأ حول الأطفال التى يتم تداولها فى وسائل الإعلام المختلفة.

وكما يقول د. عادل عبد الغفار - أستاذ الإعلام والرأى العام بجامعة القاهرة والخبير الرئيسى للدليل - يقدم الدليل عدة بدائل مهنية للإعلاميين للاسترشاد بها ولمساعدتهم على الارتقاء بالمسؤولية المهنية فى التعامل مع قضايا الطفل ، وسبق الدليل مجموعات نقاش مركزة مع الأطفال والخبراء في 4 دول عربية هى: - الامارات – تونس – لبنان - مصر.

حلقات نقاش

يتضمن الدليل إضافة لقوائم المصطلحات عددا من الدراسات وهى:

1- دراسات كيفية على مستوى رصد وتحليل المصطلحات والصور المتداولة حول الأطفال فى وسائل الإعلام العربية بالصحف والمواقع الالكترونية والإعلانات والدراما والبرامج التليفزيونية في 4 دول (مصر ، تونس ، لبنان ، الامارات) من خلال عينة زمنية امتدت عشر سنوات من 2007 - 2017.

2- دراسات ميدانية خاصة بتأثيرالمصطلحات والصور الخطأ المتداولة في وسائل الإعلام على الأطفال من خلال مجموعات النقاش المركزة التى أجريت مع عينات من الأطفال والخبراء فى الدول التى شملتها الدراسة الكيفية.

ويضيف د. عادل عبدالغفار أن الدليل يضم حوالى 900 مصطلح خاطيء وغامض وطرح بدائل استرشادية ، وشارك فى حلقات النقاش 144 طفلا ، 82 خبيرا ، و105 من الأكاديميين والإعلاميين المتخصصين في مجالات حقوق الطفل والإعلام.

والدليل فقط - كما يقول د. عادل - لن يصل بنا للهدف إن لم يصاحبه بناء ثقافة مستنيرة ومناصرة لقضايا حقوق الطفل وهذا هو المستهدف من المرحلة الرابعة ، وهى مرحلة مستمرة بدأت منذ 2006 من خلال تنفيذ مشروع إعلام داعم لنشر ثقافة حقوق الطفل ومناهضة العنف ضده ، وشملت تنظيم ورش عمل إقليمية ووطنية مع الإعلاميين العرب.

وتلى ذلك المرحلة الخامسة ، وهى مرحلة مستقبلية تتعلق بتشغيل المرصد الإعلامى فى ضوء توافر الأدلة العلمية مثل مؤشرات قياس الأداء المهنى للإعلام فى معالجة قضايا الطفل ، ودليل تصحيح المصطلحات ، إلى جانب الانتهاء من إعداد نظام العمل ومنهج الرصد.

وكما يقول د. عادل يهدف المرصد لتوفير الأدوات العلمية والعملية التى تتيح توفير بيئة إعلامية داعمة ومناصرة لقضايا حقوق الطفل عربيا ، وتقديم الدعم الفنى والاستشارى لتأسيس مراصد إعلامية وطنية.

وتقدم "المشهد" عرضا لأهم ما تضمنه الدليل الذي يقع فى 112صفحة ويتضمن ثلاثة إصدارات:

- الأول : دليل استرشادى يتضمن الأهداف ومنهجية العمل وقوائم المصطلحات والصور الخطأ.

- الثاني : الدرارسات الكمية والميدانية ، وقوائم تصحيح المصطلحات.

- الثالث : تقارير وطنية من الدول التى شملتها الدراسات (الإمارات – تونس – لبنان - مصر)

لماذا دليل لتصحيح المصطلحات والصور الخاطئة عن الأطفال؟ سؤال جاءت الإجابة عليه فى عدة نقاط:

- ضعف الاهتمام بموضوع المصطلحات والصور الخطأ التى تتداولها وسائل الإعلام العربية.

- عدم الاهتمام بمواثيق الشرف الإعلامية بالدول العربية.

- كثرة تداول بعض الإعلاميين المصطلحات الخطأ والغامضة والصور الفوتوغرافية والفيديوهات الخطأ في معالجة قضايا الطفل.

- تشكيل صور سلبية عن الأطفال ذوى الإعاقة ، لدى الجمهور العام نظرا لتداول مصطلحات وصور خطأ عنهم ، مع تعدد الآثار النفسية والاجتماعية والتربوية السلبية على الأطفال وأسرهم ، نتيجة الترويج للصور النمطية السلبية.

- ضعف محاسبة الإعلاميين فى حالة ارتكاب أخطاء مهنية ترتبط بتداول المصطلحات والصور الخطأ فى معالجة قضايا الطفل وشئونه ، فى إطار ضعف قدرة الأطفال على الدفاع عن حقوقهم.

- خلصت مراجعة التراث العلمى و مراجعة التجارب الإعلامية الوطنية والاقليمية والدولية إلى عدم وجود نماذج إرشادية شاملة وأدلة مهنية تهتم بتصحيح المصطلحات والصور الخاصة بالأطفال.

- الحاجة إلى دليل استرشادى مهنى يسهم فى تنمية وعى الإعلاميين ويرشد أداءهم فى مجال تصحيح المصطلحات والصور المتداولة الخاصة بالطفل.

شمل الدليل نتائج حلقات النقاش المركزة مع الأطفال ، وأهمها أن وسائل الإعلام تستخدم أحيانا مصطلحات لها إيحاءات جنسية ، وتذيع بعض البرامج مناقشات تحمل شتائم وألفاظا بذيئة ، الكشف عن هوية الأطفال ضحايا الاعتداءات فى البرامج التليفزيونية ومواقع التواصل الاجتماعى ، إستخدام الأطفال المرضى فى الإعلانات التى تروج للتبرع للمؤسسات العلاجية ، استضافة البرامج للأطفال الذين تعرضوا لحوادث تمس كرامتهم ، وانتشار صور أطفال الشوارع ، ظهور أطفال فى ساحة الحرب حاملين سلاحا ، وظهور أطفال متزوجين ، وصور أجساد أطفال ملطخة بالدماء.

نتائج ومقترحات

انتهت حلقات النقاش المركزة مع 84 خبيرا في مجالات الإعلام وعلم النفس والتربية والقانون وعدد من مسئولي شؤون الطفل إلى عدة نتائج:

- الارتباط القوى بين ملامح الواقع والاقتصادى والاجتماعى وأجندة قضايا الطفل بوسائل الإعلام.

- شيوع وانتشار المصطلحات والصور الخطأ فى وسائل الاعلام بشكل عام ، ولكنها أكثر شيوعا قى وسائل الإعلام الخاص.

- صك مصطلحات وصور تكرس صورة سلبية عن الأطفال كمرتكبى جرائم وأطفال غير أسوياء .

وانتهى الخبراء إلى عدة مقترحات أهمها :

1- تضمين خلاصة الدليل فى مواثيق الشرف.

2- تشجيع وسائل الاعلام على نشر محتوى الدليل.

3- استمرار رصد المضامين الاعلامية الخاصة بالأطفال المقدمة بوسائل الإعلام التقليدية والرقمية لضمان الحد من انتشار المصطلحات والصور الخطأ فى معالجة قضايا الطفل.

4 - إعداد دليل عربى فى التربية الإعلامية مع وضع آلية تنفيذه لمساعدة الأطفال والكبار على الاستخدام الرشيد لوسائل الإعلام التقليدية والرقمية.

5 - حملات توعية لترشيد استخدام مواقع التواصل الاجتماعى .

6- تدريب الإعلاميين من خلال مدخل تطبيقى تشاركي ، يعتمد على مشاهدة وتحليل التجاوزات المهنية .

7- تفعيل دور الأسرة والمؤسسات التربوية فى توعية الأطفال بكيفية التعامل الرشيد مع وسائل الإعلام التقليدية والرقمية.

وتضمن الدليل قوائم تصحيح المصطلحات والصور الخطأ وتوضيح المصطلحات الغامضة. كما رصد التقرير 8 مصطلحات خطأ ، خاصة بالإغتصاب والتصحيح "الطفل ضحية الاغتصاب" ، مصطلح "الطفلة الحامل" والتصحيح الطفلة ضحية الاعتداء الجنسي ، ومصطلحات دعارة الأطفال ، والدعارة القسرية للأطفال ، ودعارة القاصرات ، وقاصرات الدعارة ، ودعارة الفتيات ، ودعارة البنات الصغيرات ، والعبودية الجنسية ، وطفلة بيت الدعارة ، مصطلحات خطأ.

والمصطلحات الصحيحة : الأطفال ضحايا الاستغلال الجنسى ، بورنو الأطفال مصطلح خادش للحياء للتعبير عن الاستغلال الجنسى للأطفال عبر الانترنت ، والمصطلح الصحيح الاستغلال الجنسى للأطفال عبرالانترنت .

ورصد الدليل فى جدول من ثلاث خانات المصطلح الخطأ ووجه الخطأ والمصطلح البديل ، ومن المصطلحات الخطأ التى رصدها أبناء الإرهابيين ، أطفال داعش ، أطفال الجهاديين ، أطفال مقاتلى تنظيم الدولة ، والمصطلح الصحيح أطفال ضحايا ...، ومن المصطلحات الخطأ أولاد الحرام ، أطفال الكبارى فى الإشارة إلى أطفال الشوارع ، أطفال السفاح ، أطفال زنا المحارم ، طفل مجهول النسب ، وهي مصطلحات خطأ لتعريف الأطفال الذين يتم العثور عليهم فى صناديق القمامة.

احترام حقوق الأطفال

يأتى الدليل فى إطار الهدف الذى يسعى لتحقيقه المجلس العربى للطفولة والتنمية ، وهو "إعلام صديق للطفولة" وهو الاعلام الذى يحترم حقوق الأطفال ويعمل على تنفيذها ، إعلام يدعم منظومة قيم تقوم على المهنية والتمكين والمواطنة والعدل الاجتماعى والحرية والشفافية ويرسى ثقافة التعليم الحر والمشاركة وقبول الاختلاف والتنوع ، إعلام يحمى هوية الطفل ويضمن حقه فى الخصوصية وحق الرد والتصحيح.

ويمثل الدليل أحد مراحل مشروع المرصد الاعلامى الذى ينفذه كل من المجلس العربى للطفولة والتنمية وجامعة الدول العربية وبرنامج الخليج العربى للتنمية "أجفند".

شهد يوم إطلاق الدليل توقيع صاحب السمو الملكى الأميرعبد العزيز بن طلال بن عبد العزيز- رئيس برنامج الخليج العربى للتنمية "أجفند"- خمس إتفاقيات تنموية بما يزيد عن مليون دولار لصالح الطفولة العربية والمجتمع المدنى واللاجئين.
---------------------------------
تقرير: نجوى طنطاوى
من المشهد الأسبوعية







اعلان