16 - 08 - 2024

نسب الطلاق والارتباط .. جرس انذار

نسب الطلاق والارتباط .. جرس انذار

دقت احصائيات الجهاز المركزي للاحصاء بمصر خلال الأيام الماضية أجراس انذار مدوية ، وكشفت عن استمرار الزيادة في نسب الطلاق بالبلاد بنسبة وصلت إلى نحو 15 % ، مع ارتفاع طفيف في نسب الارتباط بين الشباب والفتيات ، وهو ما يزيد القلق على مستقبل الأسر استقرارا وتكوينا، ويؤكد أهمية استمرار التصدي والتحدي في ظلال من الوعي والسعي.

إن من أبرز الأسباب التي تقف وراء ارتفاع نسب الطلاق والاقبال الطفيف على الزواج ، وفق ما أرصد ، عدم الاعتناء بما أسميه فقه "تنمية الحب" قبل الزواج وبعده، من أجل اعلاء حقوق الأسرة، ضمن تعاقد واضح بين الزوجين يعزز قدسية بناء عائلتهما ومساحاتهما الايجابية المشتركة وأدوارهما اللازمة تجاه العناية بحبهما وأبنائهما. 

وتأتي في مقدمة الأسباب، كذلك، الضغوط الاقتصادية القاسية التي تمزق أواصر الحب والعاطفة بالبيوت، في ظل تصاعد العوز والاحتياجات واتساع الخرق على الراتق، وكتبت في ذلك مقالين هما :"تنمية الخبز والسلام الأسري"، و"حماية الجيوب والبيوت"، ولازالت مؤمنا أشد الايمان أن تنمية الخبز وتوفيره توفيرا كافيا صمام أمان للحب وتنميته في البيوت.

وألفت النظر إلى أهمية التفريق بين الاحصاء المعلن لاحكام الطلاق التي بلغت أعدادها النهائية  11194 حكماً عام 2021 مقابل 8086 حكماً عام 2020 بنسبة زيادة قدرها 38.4٪ من جملة الأحكام، وبين الواقع الذي تتصاعد فيه ظاهرة الطلاق الصوري من أجل حصول الزوجة على معاش ابيها، والمساعدة في أمور بيتها أو نفسها والاستمرار عرفيا مع "زوجها"، وهي كارثة بكل المقاييس، وكتبت عليها محذرا في مقالي :" أزمة المعاشات والافتراق الصوري!".

وإن من أهم الأسباب، أيضا، هو التحريض المشبوه على الطلاق وهو ما يسمى "التخبيب" ، وترويج رهاب الزواج "جاموفوبيا " أو رهاب الذكور/ الرجال "اندروفوبيا " في قلب المرأة عبر إجراءات تحريضية مكشوفة لزيادة نسب الافتراق ودفع الشباب والفتيات إلى علاقات خارج إطار الأسرة تحت تأثير "فوبيا الزواج" أو دفع الفتيات إلى علاقات شاذة من لون واحد تحت توابع "فوبيا الذكور".

وهنا لابد من التفريق بين حقوق المرأة التي يجب أن نصطف حولها جميعا، وبين محاولات البعض لتغريب المرأة المصرية وسلخها من بيئتها الوطنية وقلعتها الأسرية لصالح أنماط أخرى لم تنجح في الغرب بصورة كبيرة، فقد أضرت الأخيرة الأسرة.

إنني أدعو إلى الإعتناء بظواهر الأسرة المصرية في المراكز البحثية المعنية أو انشاء مركز مختص ، بقدر الاهتمام اللافت في تدشين حملات مقدرة لحماية الأسرة في مؤسسات رسمية ، مثل الازهر الشريف ودار الافتاء المصرية وغيرهما، وتبقى النصيحة للجميع أن نظل معا على ثغرة تنمية الحب والخبز لحماية البيوت والعائلات ففي ذلك النجاح والأمان.

دمتم بود وسلام وستر.
--------------------------
بقلم : حسن القباني

مقالات اخرى للكاتب

لن نعيش في جلباب الماضي