17 - 07 - 2024

دراسة فرنسية تبشر مرضى السرطان "علاج كيماوي بدون أثار جانبية ويمكن تناوله بالمنزل"

دراسة فرنسية تبشر مرضى السرطان

يقوم غالباً علاج السرطان من خلال تمرير العلاج الكيميائي عبر الوريد إلى الدم، الأمر الذي يتسبب في كثير من الأعراض الصحية الجانبية،  ويستلزم في بعض الأحيان مكوث المريض في المستشفى، ولكن كشفت دراسة فرنسية عن أمل جديد للعلاج الكيميائي لمرضى السرطان، وذلك باعتماد الحقن تحت الجلد بدلاً من الحقن الوريدي المتّبع حاليا، وفي حال ثبتت فاعلية هذه الطريقة لدى البشر بعد اختبارها على الحيوانات، سيتم تطبيق البروتوكول العلاجي الجديد على المرضى .

أجريت الدراسة في فرنسا على الحيوانات، ونشرتها مجلة "أميركان كيميكل سوسايتي"، وكشفت الدراسة أن اللجوء إلى هذه الطريقة التي تتسم بسهولة التنفيذ وبإزعاج أقلّ للمريض، غير ممكن في معظم الأحيان لأن المكونات النشطة للعلاج تميل إلى الركود في الأنسجة تحت الجلد فتتسبب بنخره بسبب سميتها العالية .

وتوصّل العلماء إلى نهج جديد يهدف إلى تذليل هذه العقبة، من خلال إرفاق المكوّن النشط القليل القابلية للذوبان "باكليتاكسيل"، المستخدم على نطاق واسع في العلاج الكيميائي، ببمُبلمر يتسم بتَواؤمه القوي مع الماء.

وأتاح ذلك التوصل إلى دواء مضاد للسرطان قابل للذوبان، وبالتالي يمكن أن يمر بسرعة من النسيج تحت الجلد إلى مجرى الدم من دون التسبب بسمّية في الموقع الذي يُحقن فيه.

 وخلال التجارب ما قبل السريرية لهذا العلاج الكيميائي الجديد على الفئران، توصل العلماء إلى فاعلية أفضل من الصيغة التجارية للمكون النشط تاكسول الذي يتم إعطاؤه من طريق الوريد.

وأوضح جوليان نيكولا، الباحث الرئيسي للدراسة ومدير الأبحاث في المركز الوطني الفرنسي للبحوث العلمية (CNRS) ، في تصريح لوكالة "فرانس برس": إن "للعلاج الكيميائي متطلبات لوجستية كثيرة كتوفير موظفين مؤهلين ودخول المستشفى وسوى ذلك، وتكلفة عالية".

 وشدد على أن "الفائدة الرئيسية لهذا النهج الجديد تكمن في تسهيل العلاج الكيميائي وتعزيز راحة المرضى الذين قد يصبحون قادرين على تلقي العلاج في منازلهم".

 ومع أن هذا البحث أسفر عن نتائج واعدة على نموذج حيواني، إلا أنه لم يثبت بعد فاعليته على البشر، وهو ما دفع العلماء إلى تأسيس شركة "Imescia" الناشئة، ويأملون في بدء إجراء تجارب سريرية سنة 2024.