20 - 10 - 2024

بعد ثلاث سنوات من كشف الأقمار الإصطناعية، علماء يصلون لأضخم شجرة في عمق غابة الأمازون

بعد ثلاث سنوات من كشف الأقمار الإصطناعية، علماء يصلون لأضخم شجرة في عمق غابة الأمازون

وصل فريق من العلماء إلى شجرة كانت قد اكتشفت أول مرة عبر الأقمار الاصطناعية في العام 2019، في غابة الأمازون المطيرة، ويقول العلماء أن حجمها يماثل لمبنى مؤلّف من 25 طابقا.

وترتفع الشجرة العملاقة لـ 88,5 متراً، حيث تعلو قمّتها فوق كل الأشجار المحيطة في محمية نهر إيراتابورو الطبيعية في شمال البرازيل، هي من نوع دينيزيا اكسلسا فيما يبلغ قطرها 9,9 أمتار.

ورصدها العلماء للمرة الأولى من خلال مشاهد التقطتها أقمار اصطناعية عام 2019، ثم حاول فريق محلّي يضمّ باحثين ومدافعين عن البيئة ومرشدين الوصول إليها خلال السنة نفسها، وبعد رحلة استغرقت عشرة أيام في أرض وعرة، اضطر الفريق إلى العودة بعدما أصيب أفراده بالإرهاق وفي ظل كمية محدودة من الطعام كانت في حوزتهم، بالإضافة إلى تعرّض أحدهم لوعكة صحية.

وأتاحت ثلاث رحلات استكشافية أخرى في المنطقة النائية من وادي جاري الواقع على الحدود بين ولايتي أمابا وبارا، الوصول إلى عدد كبير من الأشجار العملاقة الأخرى، من بينها أكبر شجرة جوز برازيلية تُرصد على الإطلاق في الأمازون مع ارتفاع يبلغ 66 متراً.

إلا أنّ الوصول إلى شجرة دينيزيا اكسلسا بقي غير مُنجَز حتى الرحلة الاستكشافية التي نُظمت بين 12 - 25 سبتمبر والتي اجتاز فيها الباحثون مسافة 250 كيلومتراً بواسطة قارب وأكثر من 20 كيلومتراً سيراً عبر الغابة الجبلية، وتعرّض أحد أعضاء البعثة التي ضمّت 19 شخصاً إلى لسعة من حيوان يعتقد طبيب الفريق أنّه عنكبوت سام.

ورأى مهندس الغابات دييغو أرماندو سيلفا من جامعة أمابا الفدرالية أنّ الوصول إلى الشجرة كان يستحق هذه المغامرة، وقال لوكالة فرانس برس "إنّها من أجمل الأشياء التي رأيتها في حياتي".

وأخذت المجموعة عينات ستخضع للتحليل للتوصّل إلى معلومات عن الشجرة، حيث يتوقع سيلفا أن عمر الشجرة يبلغ 400 - 600 عام على الأقل، وكمية الكربون التي تخزنها.

ويصل وزن الأشجار العملاقة في هذه المنطقة إلى 400 ألف طن، فيما يشكل نصف هذا الرقم كربوناً امتّصته الأشجار من الغلاف الجوي، بحسب ما يوضح سيلفا.

ومع أنّ هذه الأشجار تقع في منطقة بعيدة إلا أنّها معرّضة للتهديد، لأنّ قاطعي الأشجار يثمّنون خشب دينيزيا اكسلسا، فيما يرتاد المحمية بشكل كبير عمال تعدين الذهب غير الشرعيين، على ما توضح جاكلين بيريرا من منظمة "إمازون" غير الحكومية التي شاركت في الرحلة.

وارتفعت نسبة إزالة الغابات في المنطقة البرازيلية من الأمازون 75% مدى السنوات الثلاث الأخيرة مقارنةً بما جرى قطعه خلال العقد الفائت.