17 - 08 - 2024

"البابا تواضروس سنوات من المحبة لله والوطن".. أحدث إصدارات الدار المصرية اللبنانية

صدر عن الدار المصرية اللبنانية كتاب “سنوات من المحبة لله والوطن”، عن البابا تواضروس الثاني، والذي سجلت أحداثه وأعدتها للنشر الإعلامية شيرين عبدالخالق، وكتب مقدمته المستشار عدلي منصور.

ومما ورد على غلافه: محبة الله، ومحبة الوطن، ومحبة الإنسان، هي الأساسيات التي نشأنا عليها في الأسرة والمدرسة والكنيسة. وهذه الصفحات التي بين يديك -عزيزي القارئ- هي رحلة في فترة زمنية هامة في تاريخ مصر، كانت حوارًا امتد بالساعات، وصار كتابًا فيه رؤية وطنية لأهم أحداث تلك الفترة.

وشكرت شيرين عبدالخالق قداسة البابا تواضروس، بعد تقديمها كتاب عن قداسته باسم "البابا تواضروس سنوات من المحبة لله والوطن". وقالت شيرين عبدالخالق، في منشور على صفحتها الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، "الحمد لله كما ينبغي لجلال وجهه وعظيم سلطانه ثقة غالية جدا من قداسة البابا تواضروس.. كل كلمات الشكر والامتنان لا تكفي ثقته الغالية".

وأضافت: "ثلاث سنوات وأنا أدون وأسجل لقداسة بابا المحبة البابا تواضروس كواليس السنوات العشر التي أمضاها بابا للكنيسة ليكون كتابًا عنوان لهذه الأمة العصية على التفريق، والسنوات الأصعب في تاريخ مصر والتي كان خلالها عنوانًا للوطنية والتفاني، وأيضًا أعتز بالتفاصيل الخاصة عن حياة قداسة البابا من يوم ولادته حتى أصبح بابا الكنيسة".

وتابعت: "يشمل الكتاب كواليس الأيام الأولى بعد تجليس قداسة البابا ومحاولات الإخوان المستميتة للتقرب للكنيسة وموقف قداسة البابا الوطني وكيف قام بعشرات الزيارات الخارجية لإيضاح صورة ما يحدث بمصر ولقاءاته بملوك ورؤساء دول العالم وكيف يرى مصر الآن ورؤيته الوطنية لكل ما دار على ارض مصر". وشرفني بكتابة تقديم الكتاب المستشار الجليل عدلي منصور.. شكرا قداسة البابا.

ومن أجواء الكتاب: «بعد امتحان اللغة العربية في الصف الثالث الإعدادي، فوجئ الولد الصغير بمدير المدرسة بيسأل "مين وجيه؟" فرفع الولد إيده وقال "أنا"، فأخذه المدير إلى مكتبه وقال له "استنى هنا. بابا تعب شوية ونقلوه المستشفى."
بعد قليل حضر زميل والده واسمه جورج وأخذه إلى بيته، وفي اليوم التالي وجد جريدة الأهرام أمامه وزي ما علمه والده، مسكها عشان يقراها فلقى جزء من صفحة في الآخر مقطوع، فسأل عم جورج عنه، فقال له "ده إعلان مهم قصيته". وبعد أيام كانت مصر كلها في حالة حزن شديد عشان نكسة يونيو وكان وجيه خلص الامتحانات فصارحه عم جورج بأن والده مات، وأن الحتة المقطوعة من الأهرام كان فيها نعيه.
الولد دا اللي شاف الحزن وهو صغير ما كانش غير قداسة البابا تواضروس الثاني، بابا الأقباط رقم 108، واللي تعلم من والده حب الناس، والقراءة، والوقوف بصلابة أمام المحن، ومجابهة التحديات العظيمة. لما اتنقل وجيه مع الأسرة إلى سوهاج، عشان شغل باباه، كان بيروح المدرسة كل يوم مشي، وفي أول يوم رجع وهو بيعيط، وسأله والده "حد ضربك؟" فقاله "لا"، وسأله "حد أهانك أو شتمك" فنفى. وحكى له إنه بيمر قدام السجن بتاع سوهاج العمومي وبيحس بالخوف من شكل العساكر وهما واقفين وبيتخيل إن في ناس جوة ورا القضبان وبيخاف منهم. تاني يوم لقى أبوه بياخده معاه للسجن وبيكلم الحراس ويهزر معاهم، وكمان فتحوا له السجن فدخل يتفرج، ومن ساعتها اتعلم إن الإنسان لازم يواجه أي شيء يخاف منه بجرأة وإقدام.
لفت الحياة ودارت بالولد الصغير المولود في نوفمبر 1952، وكبر وحب الصيدلة لأن مشهد الصيدلي اقترن في ذهنه بتخفيف آلام الناس. حصل وجيه على 77 في المية في الثانوية العامة، وهو نفس المجموع اللي حصل عليه في الإعدادية ومن قبلها في الابتدائية وكأن حياته ماشية وفق مخطط محكم بيرتب كل شيء. وبعد ما سافر وراح بريطانيا ورجع واشتغل في مصر قرر فجأة اختيار الرهبنة عن اقتناع عشان يفوز بثلاث فضائل ترتبط بها وهي الفقر الاختياري اللي بيخلي الراهب لا يملك شيئًا فلا يصح له أن يقول "حذائي" أو "قلمي" أو "بيتي"، وثانيها طاعة رؤسائه، وثالثها البتولية، وهي أن يعيش كميت على سطح الأرض.
 
 

                       

وفي فقرة أخرى يقول: «ورغم تعلقي بأمي إلا أن قوة داخلية كانت تجذبني إلى حياة الرهبنة، أتوق إليها، أرغبها بكل جوارحي، وحينما استشعرت أمي هذا الأمر، خاصة أنها عرضت عليَّ الزواج كثيرًا، قالت لي: «لو تريد أن تترهبن فلتفعلها ولا تؤجل الأمر»، وكانت هي العبارة الفاصلة وطوال الرحلة من الطفولة والشباب والدراسة والرغبة في الرهبنة وخدمة الكنيسة مرورًا بكوني راهبًا إلى أن وصلت لأسقف، لم أكن أسعى أو أتخيل أن أكون بطريرك الكنيسة، حتى إن أمي كانت تُشفق عليَّ من هذا الأمر الجلل، إلى أن أصبحت بطريرك الكنيسة القبطية العظيمة، وأنا أضع نفسي في خدمة الكنيسة وشعبها ووطني مصر