18 - 07 - 2024

غياب شمس 3 من الرواد المصريين

غياب شمس 3 من الرواد المصريين

لم يحمل اليوم الثلاثاء 25 من أكتوبر 2022 كسوفا جزئيا للشمس، وبعض المطر المصحوب بالرعد فحسب، ولكنه أيضا حمل خبر غياب ثلاثة من العمالقة، كل في مجاله: المحامي الكبير فريد الديب، ورائد أمراض الكلى رشاد برسوم، وأستاذ الصحافة محمود علم الدين.
بدأ اليوم  بإعلان أسرة المحامي الكبير فريد الديب وفاته عن عمر ناهز 79 عامًا، بعد صراع ممتد مع المرض، والمحاكم والمرافعات المثيرة دائما للجدل، حيث بدأ الديب رحلته في المحاماة منذ عام 1971، بعدما سبق وأن عمل قاضياً قبل عزله و127 قاضياً وعضواً في النيابة عام 1969 في الواقعة التي عرفت إعلامياً بـ"مذبحة القضاة". ونال الديب شهرته الواسعة جراء مواقفه وتوليه الدفاع في عدد من القضايا البارزة، منها قضية الجاسوس عزام عزام، و الدفاع عن الرئيس الراحل حسني مبارك ونجليه في "قضية القرن"، كما وضح ذلك جليًا في مرافعاته الشهيرة للأديب نجيب محفوظ، ورجل الأعمال هشام طلعت مصطفى، وآخرها إعلانه عن تولي مهمة كتابة مذكرة النقض دفاعا عن الشاب محمد عادل قاتل زميلته الفتاة نيرة أشرف وهي الجريمة التي هزت مصر.

برسوم.. رائد زراعة الكلى
كما غيّب الموت الدكتور رشاد برسوم، أستاذ أمراض وزراعة الكلى في مصر، والحائز على جائزة النيل وجائزة الدولة التقديرية للعلوم الطبية، وصاحب الشهرة الكبيرة في علاج أمراض الكلى.

"برسوم" حمل وسام العلوم من الطبقة الأولى، ومؤسس مركز القاهرة لأمرض الكلى، ورئيس سابق لمركز الملك فهد للكلى والمسالك البولية، كما أسس الاتحاد الأفريقي لأمراض الكلى وترأس دورته الأولى، كما ترأس الجمعية المصرية والعربية، ثم أصبح سكرتيرا عاما للجمعية الدولية لأمراض الكلى. كما شغل منصب الرئيس الأسبق للجنة قطاع الدراسات الطبية بالمجلس الأعلى للجامعات، فضلًا عن تحريره وتأليفه لفصول في 42 كتابا مرجعيا دوليا، و200 بحث عن أمراض الكلى.

علم الدين.. استاذ الصحافة

أما ثالث العمالقة الذين رحلوا عنا اليوم فكان الدكتور محمود علم الدين، أستاذ الصحافة بجامعة القاهرة، وعضو مجلس أمناء الحوار الوطني، على إثر تدهور حالته جراء أزمة صحية تعرض لها خلال الأسابيع الماضية.
قضى علم الدين حياته معلما لأجيال صحفية مصرية وعربية، مقدما لهم خلاصة خبراته وتجربته التي صاغها في "مقدمة في الصحافة"، و "فن التحرير الصحفي"، والتطرق للجديد في أدوات المهنة.

ولـ “علم الدين" إسهامات متعددة في مجال الإعلام والصحافة بشتى أشكالها سواء الإلكترونية أو المطبوعة، كما عمل مستشارًا لعدد من وزراء التعليم العالي في وقت سابق، وعضوية الهيئة الوطنية للصحافة، انتهاءً باختياره كعضو لمجلس أمناء الحوار الوطني.

وله العديد من المؤلفات والدراسات في مجال الإعلام من بينها "تكنولوجيا المعلومات وصناعة الاتصال"، و"الإخراج الصحفي"، و"الصحافة في عصر المعلومات"، وتميزت كتاباته بالبساطة وكان لها دور في التعريف بأساسيات وقواعد الصحافة بما مكَّن الكثير من الدراسين في مجال الإعلام من استيعابها.