29 - 06 - 2024

بعد إعلان أمريكا نشر قنبلتها النووية في أوروبا، روسيا : "سنضع ذلك في الاعتبار"

بعد إعلان أمريكا نشر قنبلتها النووية في أوروبا، روسيا :

أثار إعلان الولايات المتحدة نشر النسخة المحدثة من القنبلة النووية "بي 61 - 12" في قواعد حلف الناتو بأوروبا، غضب موسكو التي ردت بالقول إن ذلك من شأنه أن يخفض "الحد الأدنى للانتشار النووي"، وأنها ستأخذ ذلك بعين الاعتبار في تخطيطها العسكري، وأكدت صحيفة "بوليتيكو" الأميركية، إن نشر القنبلة التكتيتية "بي 61-12" بالقواعد الأوروبية سيكون في غضون ديسمبر المقبل.

وكلف تحديث برنامج القنبلة الأميركية "بي 61" مبلغ 10 مليار دولار،  تحت إدارة وزارة الطاقة الأميركية، وتمت الموافقة على البرنامج في عهد الرئيس الأسبق باراك أوباما.

ويهدف البرنامج إلى استبدال حوالي 100 قنبلة مخزنة في القواعد الجوية في ألمانيا وإيطاليا وبلجيكا وهولندا وتركيا.

طولها 3.6 متر.

تحمل القنبلة رأسا نووية أقل قوة مقارنة بالإصدارات السابقة، تستطيع اختراق سطح الأرض، حيث ستحل محل ثلاثة طرز أخرى من "بي 61" في المخزونات، تحمل أرقاما "بي 61- 3 و4 و7".

وردت روسيا بأنه لا يمكن تجاهل خطط تحديث الأسلحة النووية الأميركية ونشر تلك القنابل في أوروبا، ووفق ألكسندر غروشكو، نائب وزير الخارجية الروسي، أن واشنطن تستعد لاستخدامها في ساحة المعركة، سنتخذ التدابير اللازمة لضمان الأمن والدفاع ضد الناتو.

ويذكر أن العقيدة العسكرية الروسية "لا تترك مجالا لتفسير ما يتعلق باستخدام الأسلحة النووية بشكل مزدوج".

أما المتحدث باسم البنتاغون باتريك رايدر فرد بأن تحديث الأسلحة النووية الأميركية مستمر منذ سنوات، وأن تبديل الإصدارات القديمة جزء من جهود مخطط لها منذ فترة طويلة ومجدولة، موضحا أن الأمر لا يرتبط بالحرب الأوكرانية.

وتأتي الخطوة الأميركية وسط توترات متصاعدة بشأن تهديدات روسيا باستخدام سلاح نووي في أوكرانيا والمخاوف المتزايدة من أن الغرب بحاجة لبذل المزيد من الجهد لردع موسكو عن عبور هذا الخط، وفق وكالة "رويترز" للأنباء.

ولدى روسيا نحو ألفي سلاح نووي تكتيكي قيد التشغيل، بينما تمتلك الولايات المتحدة نحو 200 فقط، تنشر نصفها في قواعد في إيطاليا وألمانيا وتركيا وبلجيكا وهولندا، وفقا لتقارير إعلامية.

ويقول هانز كريستنسن، مدير مشروع المعلومات النووية في اتحاد العلماء الأميركيين، الذي كان يتابع برنامج تحديث القنبلة النووية "بي 60-12" على موقعه في " تويتر" إنه: من الغريب التعجيل بنشر القنبلة، حيث سيتم استبدال القنابل النووية الحالية بالقنبلة النووية الموجهة "بي 61-12" المحسنة، ومن المتوقع أن يبدأ قريبا إنتاج حوالي 480 قنبلة.

وأضاف أنه سيتم تدريب الوحدات القتالية المختصة على حمل هذه القنبلة في أوائل عام 2023، ومن المحتمل أن تصل أول تلك القنابل إلى القواعد الأميركية في أوروبا في أواخر عام 2023 أو 2024.

وأوضح أن برنامج التحديث الأميركي يشمل أيضا دمج الطائرات المقاتلة غير الاستراتيجية مثل "إف 15 و16 و35" و"التورنادو" في القاذفات الاستراتيجية "بي2 "و"بي 21" لحمل تلك القنابل الجديد، حيث ستكون قادرة على مواجهة مجموعة واسعة من الأهداف الخطرة.

أما رئيس أركان القوات الجوية الأميركية السابق الجنرال نورتون شوارتز، فيقول إن القنبلة الجديدة تتميز بالتوجيه الدقيق، والقدرة على اختراق مخابئ السلاح المحصنة تحت الأرض بشكل لا يقارن.

وقال الخبير العسكري الأميركي جوزيف تريفثيك، لـ"سكاي نيوز"، إن تطوير "بي 61 –"12 بدأ منذ عام 2011 على الأقل، مضيفا أن القنبلة المستحدثة ستتميز:


بقدرة توجيه دقيقة، فلديها مجموعة ذيل موجهة من نظام تحديد المواقع العالمي ونظام الملاحة بالقصور الذاتي على طول الجسم الرئيسي.

وأوضح أنها مصممة من نسختين أساسيتين، الأولى: استراتيجية لضرب أهداف أكبر حجمًا من المدينة، والثانية: تكتيكية لمواقع أصغر وربما في ساحة المعارك ضد تجمعات قوات العدو.

ومن جهته اعتبر الباحث في الشؤون العسكرية مينا عادل، إن "وجود هذه القنابل التي تتميز بالتوجيه الدقيق داخل القواعد الأوروبية خطر داهم على المستوى الاستراتيجي والتكتيكي، لأن تلك القواعد الخمسة لا تبتعد كثيرا عن الحدود الروسية".

وأوضح أن تلك القنبلة لها بعض الخصائص أبرزها مرونة الاستخدام فبسبب صغر حجمها يسهل حملها من قبل المقاتلات التكتيكية التي تستطيع توجيه القنبلة بواسطة أجهزة التوجيه الاعتيادية، ولكونها قنبلة تعتمد في الأساس على الجاذبية الأرضية فمن الصعب صدها، كما إنها تحدث أضرارا كبيرة بسبب موجاتها الكهرومغناطيسية.






اعلان