27 - 09 - 2024

"روحانيات حمدي أبوالمعاطي البصرية" فى مركز الجزيرة للفنون

الهرم والمرأة والطائر رموز يتناولها الفنان حمدى أبوالمعاطي فى معظم أعماله الفنية. ينشغل بالبناء والبحث عن معالم الجمال والصور ومظاهر الخيال من خلال الحالة التفاعلية التى يمسك بها ويبحث عن أصولها، ليعيد صياغتها برؤيته الدافئة التى ترتبط بلحن الحياة. يتفاعل أبوالمعاطى بأسلوبه الخاص فى إبراز المعنى وتحقيق خطابه التشكيلى البليغ الناتج من إحساسه بالصور الواقعية التى يحرفها لتتحول الى رموز وتفاصيل أخرى ذات أبعاد عميقة تتأكد بها الملامح الراقية ولكن من خلال سحر تشكيلى ولغة حوارية رمزية تتمحور فى أشكال نعرفها لكنها تأخذنا الى حالات حسية تحققها لغته التشكيلية ورؤيته الفلسفية التى يريد التعبير عنها.

   نجح الفنان فى وضع عنوان لمعرضه المقام حاليا بمركز الجزيرة للفنون "روحانيات بصرية" ، فلوحاته بها مساحات من التأمل والبوح النابع من ذات الفنان والذى يصل الى ذات المشاهد. إنها حالات من البوح بصياغات خطية ولونية تدفعك للبحث داخل اللوحة وخارجها، وبعد تأمل طويل تخرج بحكايات ورؤى بلا حصر خاصة بعد التجول بالمعرض ومشاهدة الأعمال كاملة، والتى تشعرك بحالة من التصعيد الدرامى لكل نص تشكيلى، مع تصعيد درامى عام بعد تتبع الأعمال التى توصلك الى حالة روحانية عالية بها قدر كبير من الوداعة والحب.

 استلهم الفنان من الفن الفرعونى والقبطى والإسلامى وتفاعل مع الأسطورة ليسبح بخياله فى تحقيق الشكل والتكوين ذات الخصوصية الواضحة من حيث إهتمامه بالتفاصيل وفى نفس الوقت التجاوز عنها عندما يقوم بتحقيق علاقات بين المفردات، وقدرته على السيطرة على الحالتين فى تقديم رؤية منسجمة وبها قدر من الحميمية التى تلامس روح المشاهد.

يقول الفنان خالد سرور - رئيس قطاع الفنون: يحرص الدكتور أبو المعاطي بإدراكه الجمالي ووعيه المعرفي على مباغتة عقل وعين المتلقي برؤى ومعالجات تعبيرية لها أبعادها ودلالاتها الرمزية وفقًا لصياغات تعبيرية تجريدية، ليفرض عليه حتمية الوقوف أمام الأعمال وقراءتها وتلمس جماليات خطوطها وألوانها وأشكالها ومفرداتها التشكيلية..  تجربة مثيرة دائمًا للمشاهدة والتمتع بها في حضرة فنان كبير.. نتمنى له دوام الإبداع والتألق.

وحول فلسفة العرض ذكر الفنان حمدي أبوالمعاطي: قراءة بصرية في فضاء الصورة.. تبوح بأسرار روحانية تعلق بين الواقع والخيال.. مفرداتها مزيج من الإحساس الروحاني.. وفلسفة الوجود البصري في فضاء اللوحة.. التي أردت أن تعبر عن مكنون ما تفيض به المشاعر.. لتنجرف أحيانا نحو الماضي القريبَ.. وأحيانا أخرى نحو حاضر تتسرب وتنساب أحاسيسه.. لتكون حالة روحانية.. تغزل خيوطها المشاعر بين الواقع والخيال.. رموز ودلالات.. تنساب في حالة وجدانية بطلها.. روحانيات بصرية.

الفنان حمدي ابو المعاطي من مواليد دكرنس بمحافظة الدقهلية عام 1958.حصل على بكالوريوس الفنون الجميلة قسم الجرافيك عام 1981 وعين معيداً بقسم الجرافيك بالكلية ثم مدرساً مساعداً عام 1988. حصل على الدكتوراة في فلسفة التصميم الجرافيكي من جامعة فوبرتال بالمانيا 1999.  أقام العديد من المعارض الخاصة وكان اولها عام 1986 بمجمع الفنون بالزمالك ثم معرضين آخرين بنفس المجمع عام 1992 والمعرض الأخير عام 2001 تحت عنوان «الهدم مفردة تشكيلية» كما اقام معارض خاصة بالمانيا عام 1988، 1989، 1995، 1996، 1998. شارك في العديد من المعارض الجماعية في مصر والعديد من الدول العربية والاجنبية كاليابان وبلغاريا وكوريا وكندا والنرويج وشيلي وايطاليا والهند والصين والكويت وكان اولها المعرض الثالث والعشرين ببلغاريا عام 1985 وآخرها الأسبوع الثقافي بالهند والصين عام 1992.
حصل على العديد من الجوائز معظمها عن المركز الاول لاعماله من جمعية محبي الفنون الجميلة وصالون الشباب والمعرض العام بالقاهرة، وله العديد من المقتنيات لدى جهات عديدة منها متحف الفن الحديث والمركز الثقافي التعليمي بدار الأوبرا وقاعة المؤتمرات بالقاهرة ومبنى الأهرام الجديد ومتحف كلية الفنون الجميلة بالمنيا وله مقتنيات اخرى بالعديد من الدول العربية والاجنبية ومنها المملكة العربية السعودية والامارات وسوريا والمغرب وسويسرا والمانيا وامريكا وكندا وايطاليا.

---------------------
بقلم: د. سامي البلشي