17 - 07 - 2024

أبو الغيط: العراق يشهد مرحلة تحول تاريخية ويتخذ خطوات لتوازن علاقاته بمحيطه العربي والإقليمي

أبو الغيط: العراق يشهد مرحلة تحول تاريخية ويتخذ خطوات لتوازن علاقاته بمحيطه العربي والإقليمي

قال الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، إن العراق يشهد مرحلة تحول مهمة في تاريخه المعاصر حيث يتخذ خطواتٍ ملموسة على صعيد استعادة التوازن في علاقاته بمحيطه العربي والإقليمي.

وأضاف أبو الغيط، خلال كلمته التي ألقاها في مؤتمر بغداد للتعاون والشراكة، في دورته الثانية بالعاصمة الأردنية عمان اليوم الثلاثاء، أن جاء ذلك بعد تشكيل حكومة جديدة جاءت في أعقاب مخاض عسير شهد استقطاباتٍ داخلية حادة، نجح العراقيون في احتوائها بمنطق السياسة وآلية الحوار وندعو ونرجو أن يستمر هذا النهج الاحتوائي في المستقبل من دون إقصاء لأي طرف أو جماعة سياسية، حفاظاً على السلم الأهلي للبلاد بكل مكوناته وأطيافه.

وتابع: أن هذه الحكومة أخذت على عاتقها مهمةً صعبة من أجل استعادة ثقة الشعب وتخفيف معاناته، قائلا: "نحسب أن العراقيين يتطلعون لمرحلة جديدة تطوي صفحة المحن والمآسي التي عانى منها العراق على مدى عقود وبما يُمكن هذا البلد من تحقيق الازدهار والتنمية، والقيام بدوره في تعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة بعيداً عن أية تجاذبات إقليمية أو مساعٍ لبسط النفوذ أو الهيمنة.

وأشار أبوالغيط، إلى أن "العراق لا ينبغي له أن يكون ساحة للصراع أو تصفية الحسابات، مضيفا: أننا نجتمع اليوم لنقول إننا ندعم حق العراقيين في أن يروا مستقبلاً أفضل لأبنائهم، وأن يحققوا تطلعاتِهم المشروعة في النمو والاستقرار بتوظيف الإمكانيات الهائلة لبلدهم.

وأوضح أبوالغيط، أن النقاط مضيئة على الساحة الإقليمية، حيث إدراك الدول بأن التعاون وبناء شبكات من المصالح المتبادلة، الذي يُمثل مساراً لا غِنى عنه من أجل تجاوز الصعوبات الاقتصادية، مضيفا أن موارد المنطقة يمكن أن تتعاظم مراتٍ ومراتٍ إن هي استُغلت في إطار من التعاون البنّاء، وأن المشروعات الطموحة بين عددٍ من الدول العربية من الربط الكهربائي إلى الاستثمارات المشتركة في البنية الأساسية، تمثل طاقةَ أملٍ لشعوب المنطقة وشبابها.

واستطرد: لا شك أن هذا الاجتماع يُعد منصةً مهمة لتعزيز هذا النوع من التعاون والتشبيك عبر الإقليم، غير أن تحقيق الازدهار للإقليم يظل رهناً بتخفيض حدة التوترات الأمنية والتهديدات، مؤكدا أن معالجة حالة الاستقطاب في الإقليم تبدأ من التزام جميع الأطراف بالمبدأ المؤسس للعلاقات الدولية الحديثة وهو عدم التدخل في الشئون الداخلية للدول، واتباع سياسة حسن الجوار، فضلاً عن الامتناع عن استخدام القوة أو التهديد بها كوسيلة لحل المنازعات.

وأوضح أبوالغيط، أن ما يعاني منه الإقليم من أزمات وصراعات متفاقمة يظل انعكاساً لاستمرار بعض الأطراف الإقليمية في مباشرة تدخلات سافرة تؤجج الصراع والعنف، وتغذي النعرات الطائفية والانقسامات، مؤكدا أن هذه التدخلات الإقليمية لا تضر العراق واستقراره وسلمه الأهلي فحسب، وإنما تُسهم في زعزعة الأمن والاستقرار الإقليميين وتزيد من حدة الأزمات القائمة وتُضعف من فرص حلها.

وذكر أبوالغيط، أن الأزماتِ الإقليمية ترتبط بحلقةٍ متصلة ولا شك أن استمرارَ الصراعِ الفلسطيني الإسرائيلي وما يشهده حل الدولتين من تراجع وتغييب في ظل صمتٍ دولي مُريب ووسط انعطافٍ يمينيّ، حاد وخطير، في إسرائيل، وتجذُرٍ لليأس والإحباط لدى الشعب الفلسطيني ينذر بأسوأ العواقب، ويهددُ استقرارَ المنطقةِ بأسرها ويضرب جهود التعاون الإقليمي في الصميم".

ولفت أبو الغيط، إلى أن المجتمعَ الدولي مطالبٌ بتحمل مسئولياته نحو وقف هذا التدهور المُتسارع في الوضع الفلسطيني والعمل من أجل إطلاق جهد جاد لتحقيق التسوية على أساس رؤية الدولتين، وأن المنطقةَ تقف في لحظةٍ فاصلة بين اليأس والأمل وعواملُ الأملِ أكبر بكثير من بواعث اليأس والإحباط، ويقيني أن دولَ المنطقة قادرةٌ على خلق واقع جديد من الشراكة والتعاون والتنسيق على كافة المستويات.