27 - 07 - 2024

مؤشرات| لا تراهنوا على حكومة عنصرية وقتلة

مؤشرات| لا تراهنوا على حكومة عنصرية وقتلة

المراهنة من البعض على أن الكيان الصهيوني المحتل يمكن أن يكون يوما ما حليفا في سلام، أو غير سلام، حالة من الوهم، فهذا الكيان نبت شيطاني، معجون بالتطرف، وكل أفعاله على مدى سنوات الإحتلال، تؤكد أن التطرف والعنصرية سمتان لا يمكن فصلهما عنه.

فمنذ تشكيل حكومة المتطرف والإرهابي "بنيامين نيتانياهو" في 29 ديسمبر 2022، وكل المؤشرات تؤكد أن العنصرية جزء أصيل بسياسات الكيان الصهيوني، فمع شروق أولى أيام حكومة المحتل وقبل ثلاثة اسابيع، وبنهاية العام الماضي، أعلنت إسرائيل فرض عقوبات على السلطة الفلسطينيّة في رسالة لدفع ثمن تحرّكها السلكة دوليا، وبعد تبنّي الجمعيّة العامّة للأمم المتحدة قرارًا يُطالب محكمة العدل الدوليّة بالنظر في مسألة الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينيّة.

القرار الصهيوني، اتّخذه المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغّر للشؤون السياسيّة والأمنيّة القرار في أوّل اجتماع في أعقاب تولّي بنيامين نتنياهو رئاسة حكومة وصفها المراقبون بأنها الأكثر يمينيّة في تاريخ إسرائيل.

ولأنه كيان لص وسارق، فقد ووافق المجلس على اقتطاع 139 مليون شيكل (37,3 مليون دولار) من أموال السلطة الفلسطينيّة التي تحصل عليها إسرائيل بشكل رسوم جمركيّة، وتحويلها لعائلات من يسميهم بضحايا هجمات فلسطينيّة، بل وفي أول إجتماع للكيان قرر المجلس الوزاري الصهيوني، أيضًا تجميد خطط بناء للفلسطينيّين في بعض الأراضي الفلسطينيّة المحتلّة منذ العام 1967.

وفي بجاحة وعنصرية برر بيان رئيس الوزراء الصهيوني، "بنيامين نتانياهو" هذا القرارات بأنها عقاب بعد تبنّي الجمعيّة العامّة للأمم المتحدة في 31 ديسمبر 2022، بناءً على طلب السلطة الفلسطينيّة، قرارًا يطالب محكمة العدل الدوليّة بالنظر في الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينيّة.

وفي بجاحة صهيونية، قال " إيلي كوهين" وزير الخارجيّة الإسرائيلي "إنّ الإجراءات تهدف إلى إفهام أنّ أيّ محاولة للإضرار بإسرائيل على الساحة الدوليّة لن تمرّ بلا ثمن"!.

وفي اليوم التالي للقرارات الصهيونية، وقع "، بتسلئيل سموتريتش "وزير المالية الإسرائيلي على أمر اقتطاع 139 مليون شيكل من عائدات الضرائب الفلسطينية، بهدف تحويلها لصالح عائلات إسرائيلية تدعي أن أبنائها أضيروا في عمليات فلسطينية، بينما الشهداء الفلسطينيين وإسالة دمائهم حق صهيوني.

وفي مؤتمر صحفي، قال سموتريتش: "أشكر رئيس الوزراء وأعضاء الكابينت الذين دعموا وقبلوا اقتراحي باقتطاع الأموال، كما أشكر منظمة شورات هدين التي خاضت معركة قانونية لتعويض عائلات القتلى، وردا على سؤال حول ما إذا كان يخشى أن تؤدي مثل هذه الخطوات إلى انهيار السلطة الفلسطينية، قال سموتريتش: "بقدر ما تشجع السلطة الفلسطينية الإرهاب وهي عدو، فليس لدي مصلحة في استمرار وجودها"... حقا إنهم صهاينة عنصريون.

ولأن العنصرية هي سمة صهيونية، ففي اتفاق عنصري بين الإرهابي "نيتانياهو" مع حزب "القوة اليهودية" اليميني المتطرف أسفر عن تولي اليميني المتطرف إيتمار بن جفير منصب وزير الأمن الداخلي في الحكومة الإسرائيلية، والمتهم في قضايا عنصرية داخل إسرائيل نفسها، بل إن نجاحه في الكنيست تم وصفه باليوم الأسود في تاريخ إسرائيل.

وفي رسالة عن عنصرية هذه الحكومة وغيرها، فقد دنس هذا الصهيوني ذو الأصول الكردية العراقية، الأقصى في الأيام الأولى لتولي مهامه، وتعبيرا عن كراهية للعرب والفسلطينيين، فقد قرر نقل الأسير مروان البرغوثي و70 أسيرا آخر من زنازين معتقل "هداريم"  إلى العزل المشدد في معتقل "نفحة"، وهو ما قد أكده وقتها أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حسين الشيخ، موضحا أن ذلك يأتي في إطار حملة منظمة ضد الأسرى من قبل هذا المتطرف "إيتمار بن جفير" وتأكيد لما سبق وأعلنه عن نيته اتخاذ إجراءات مشددة ضد الأسرى الفلسطينيين.

ولتعميق عنصريتها، بدأت صهيونية "نيتانياهو"، وشنت قوات الاحتلال الإسرائيلي حملة مداهمات واقتحامات لمناطق مختلفة بالضفة الغربية والقدس مع حملة اعتقال شملت أكثر من 30 فلسطينيا، كما هدمت جرافات وآليات الاحتلال 5 منشآت فلسطينية سكنية، في الخليل والأغوار.

وفي تصرف عنصري، اعترضت شرطة الاحتلال طريق السفير الأردني في تل أبيب غسان المجالي لدى دخوله إلى المسجد الأقصى المبارك ومنطقة الحرم القدسي الشريف، بصحبة مدير إدارة أوقاف القدس، بالرغم من أن إسرائيل ووفق معاهدة السلام الموقعة مع الأردن عام 1994، تعترف بأن إدارة أوقاف القدس وشؤون المسجد الأقصى المبارك التابعة لوزارة الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية الأردنية، هي الجهة القانونية صاحبة الاختصاص الحصري بإدارة كافة شؤون المسجد الأقصى وتنظيم الدخول إليه.

وستظل المراهنة على الصهاينة في أي سلام هو مجرد وهم إلى أن يأتي الخلاص.. ويبقى التأكيد على ما قاله الناطق الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينيّة نبيل أبو ردينة في بيان ردا على القرارات الصهيونية "سنواصل نضالنا السياسي والدبلوماسي والقانوني لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي لأرض دولة فلسطين وعاصمتها القدس الشرقيّة".

فهل سنظل متمسكون بذلك، أم نظل نراهن على السلام مع عدو يربض على حدودنا جميعًا.
-------------------------------
بقلم: محمود الحضري

مقالات اخرى للكاتب

مؤشرات | هل نسينا أن الفلاح بداية الأمن الغذائي؟!