21 - 06 - 2024

الوطن بأصغريه

الوطن بأصغريه

14-4-2013 | 19:17 (أرشيف المشهد)


يا أمّــةً أحــرَارُها فِتْـــيَانُها

هُمْ أَصْغَـرَاهَا: قَلبُهَا وَلِسَـــانُهَا

القَابِضُونَ عَلَى لَهِيبِ طُمُـــوحِهَا

حَتَى يَبِينَ عَلَى المَـدَى بُرهَــانُها

رَشَقُوا الزَّمــانَ بِنـَبْلِهِم أَم نُبْلِهِم

ليُشَقَ عَنْ وَجْــهِ الزَّمَانِ زَمَانُها

يَا أُمًّـة أَحْلامُهـا مَيدَانُهُــــمْ

هُمْ فِتْيَةٌ، أًعْمَارُهُمْ مَيْدَانُهَــــا

من المتفق عليه بين جميع المهمومين بقضايا الوطن، كبارهم وصغارهم، خبرائهم وهواتهم، أن أطهر ما فى كل تيار من التيارات السياسية يتجسد فى شباب هذا التيار، أولئك الذين مازال وهج الوطن ساطعاً فى وجدانهم، ومازال نبل المبادىء ساكناً فى أفكارهم، لم تتراكم على أى منهما أتربة المصالح، ولم تنحرف بأى منهما بوصلة المكاسب.

إذا أردت أن تتعرف على الجوهر الحقيقى لأى مذهب وطنى أو فكرى أو حتى عقدى، فعليك بأولئك الفتية الذين يحملونه مجرداً من كل خبث مبرأً من كل تلويث.

يصدق هذا على المذاهب كلها وعلى التيارات كلها، يمينها ويسارها، محدثها وأصيلها، تقدميها وتراثيها، بحيث إنك تجد الفتية البرءاء يحملون المذهب وضيئاً بريئاً ناصعاً نبيلاً، أما (كبار) المذهب و(منظروه) و (محترفوه) فأولئك هم الذين عبثت بأفكارهم المصالح، وبددت براءتهم المكاسب، وانحرفت بهم الصراعات البينية عن الهدف الأصيل الذى يدعوهم إليه المذهب الذى يحملون والتيار الذى يمثلون.

هل هو ضرب من الأحلام إذن أن نأمل أن تتراكم الخبرات فى قلوب أعلام التيارات الوطنية (الكبار) وفى عقولهم دون أن تنال من جوهر المذهب أو نبل التيار أو تجرد التوجه؟ سؤال أترك للواقع أن يجبينا عنه.

وهل يصدق على شباب الإخوان المسلمين ما يصدق على الشباب فى كل التيارات الأخرى؟

يقيناً: نعم، يصدق على شباب الإخوان وفتيانهم ما يصدق على شباب التيارات الأخرى، من نبل المقصد، ومن براءة المعتقد، ومن التجرد من لغة المصالح والمكاسب، والانتصار للمبادىء والأفكار السامية.

رأينا هذا فى ممارسات عديدة لهؤلاء الشبان المخلصين المتجردين، الذين مضوا فى هذا الطريق طلباً لرفعة الوطن، وانتصاراً للعقيدة، رأيناه ساطعاً جليلاً فى أزهى صوره فى أحداث محمد محمود وما أعقبها، حين انصرف الكبار سريعاً إلى جمع الغنائم متمثلة فى مقاعد مجلسى الشعب والشورى، بينما بقى هؤلاء الشباب فى أماكنهم كرماة مخلصين.

ما الذى تغير الآن؟ كيف بدأت ماكينات التبرير تعمل لدى هؤلاء الشبان بكل ما أوتيت من قوة؟ وهل هم راضون عن المشهد حقاً؟ هل هم مقتنعون بعقولهم مطمئنون بقلوبهم لممارسات (كبارهم)؟

متى وكيف يمكن لهم أن يمارسوا دورهم فى تصويب المسار؟ وفى إعادة ضبط البوصلة؟ وفى نفض تراب المصالح والمكاسب من فوق أحجار المعتقد الكريمة؟

أسئلة أترك لهم وحدهم الحق فى الإجابة عنها أو تجاهلها والمضى قدما فى إنتاج التبريرات والتأويلات.

مقالات اخرى للكاتب

جِيل من الصور الطلِيقَة





اعلان