30 - 06 - 2024

إسلامية ...إسلامية ...حتى إشعار آخر

إسلامية ...إسلامية ...حتى إشعار آخر

(أرشيف المشهد)

26-8-2011 | 00:07

من أين جاء كل هذا العدد الكبير من الإسلاميين أو السلفيين كما يناديهم الإعلام ويفضلون هم ؟ ترى أين كانوا يختبئون قبل 25 يناير؟, وأين كانت هتافاتهم الحماسية وصرخات حي على الجهاد بينما مدرعات العادلي تدهس الثوار والقناصة يصطادونهم مثل اليمام على الشجر ؟.
هل كانوا يتحينون الفرصة للظهور ؟ أم أن خوفهم من أمن الدولة منعهم من مناصرة إخوانهم الثوار ؟ أم ترى كانوا بانتظار أن نسمي الثوار مجاهدين ليلتحموا معهم ويثوروا بجد ؟ او انهم تأكدوا من أن البلد ثارت بالفعل فانضموا الى الصفوف؟
لا أحد يدرك على وجه الدقة حجم مشاركة الاسلاميين الحقيقية في الثور، نعم شاركوا ولكن لا أحد يعرف أي غرم تحملوا، وحتى الآن يبدو مؤكداً أنهم كسبوا من الثورة أكثر مما خسروا .

حتى تتأكد حسن النوايا لابد أن نتحسس كثيراً إذا سمعنا بعضهم يقسم بأغلظ الإيمان أن الإخوان أشعلوا فتيل الثورة وقاموا بها وحدهم ، ونشعر بالحزن عندما يسرقون ميدان التحرير في عزالنهار ليرفعوا في قلب هذا المكان الطاهر المقدس أعلام السعودية ، ويستبدلوا الهتافات التي أسقطت أعتى وأسوأ الأنظمة في العالم ، بهتافات أخرى أقل ماتوصف به أنها مهينة .
بينما يقف العقلاء على الحافة ، على الحياد وقلوبهم فيها بعض الخوف من هذه الجيوش القادمة من المجهول ، تلك التي تسيطر على كل شئ ويرتاح رجل الشارع العادي لكلام رموزها في المساجد والفضائيات ، ويدرك المجتمع كله أن أغلب رموزها ذاقت الأمرّين في السجون والمعتقلات ، وغرف أمن الدولة ومعسكرات الأمن المركزي وكل أماكن الاحتجاز التي زاروها ،ولهذا يحفظ لها الكثير من الاحترام.

لكن الشعب يريد التعرف على هؤلاء الذين يحترمهم ، أسماؤهم ووظائفهم وبرامجهم ، ومصادر تمويلهم وأهدافهم ومن يحالفون ومن يخاصمون ، يريد معرفة بداياتهم, وكيف كانت ظروفهم قبل 25 يناير، فليس معقولاً أن كل هذا حدث بالصدفة، أو أنهم مجرد إخوة في الله التقوا في الثورة دون ترتيب فاتفقوا وانتشروا وملؤوا البلد ضجيجاً ومعارك أغلبها جانبية .
قبل 25 يناير بقليل لم يكن هناك تنظيمات إسلامية في مصر عملياً سوى الإخوان المسلمين ، والباقي مجرد أفراد ينتمون للجماعة الإسلامية ( مهما كان عددهم ) منهم التائبون بالتعاون مع الأمن بعد أن ضاعت صحتهم و شبابهم في المعتقلات ، أوالذين سارعوا بالقفز من السفينة و اختفوا قبل أن تكون لهم ملفات في أمن الدولة ، ومنهم الاف المعتقلين في السجون أو أسرهم المتعاطفة معهم والشريكة في ظروفهم السيئة التي واجهوها .
لكن ليس ثمة تنظيم كان يجمع كل هؤلاء ، لأن الأسلوب الدموي الذي تعاملت به أجهزة الأمن مع الجماعة الإسلامية أسفر عن تمزيقها إرباً ، ولم تقم لها قائمة خاصة وأن أغلب أعضائها الفعالين صاروا الآن شيوخاً .
على الهامش كانت هناك جماعة شبه منظمة تجتمع في المساجد ، تتحرك جماعات بالعشرات وتقيم في كل مسجد بضعة أيام وتكمل المسيرة ، كنا نراهم يحملون بطاطينهم وموائد الطعام وينتقلون من بلد الى بلد ، يلقون المحاضرات ويخوضون بعض المعارك مع مسؤولي المساجد الذين كانوا يعترضون على وجودهم ، هؤلاء كانوا يطلقون على أنفسهم جماعة التبليغ والدعوة ، ولم تكن هذه الجماعة تسبب أي قلق لأجهزة الأمن ( رغم بعض المناوشات ) ولهذا كان الكثير من المتابعين لنشاطها يعتبرونها صنيعة لمباحث أمن الدولة ، ويرون أن الكثير من أعضائها رغم تشددهم الواضح ولحاهم الوقورة مجرد مرشدين مباحث ينقلون مايجري في المساجد لضباط المباحث .
هذه الاتهامات وجهت أيضاً إلى تنظيم هلامي إسلامي آخر ظهر في مصر كان يحمل اسم جماعة أنصار السنة، هؤلاء الذين كانوا يذهبون بالالاف للاستماع الى نجوم الجماعة وعلى رأسهم محمد حسان ، وفوزي السيد وغيرهما ، ولم تتخذ الجماعة شكلاً محدداً ، وإن كانت مساجدها انتشرت بالقاهرة والأقاليم ، لكن تجمعاتهم كانت محددة وفي أوقات صلاة الجمعة أوالمحاضرات الدينية ، ولم تمارس العمل السياسي ، واكتفت بأنشطة اجتماعية مثل المستوصفات والعيادات وتجارة ملابس الملتحين والمنتقبات وما شابه .
فمن هؤلاء الذين هتفوا للسعودية في التحرير ؟ واعتدوا على بعض الثوار ومنعوهم من الكلام ووحدوا الميدان على الهتاف للمشير ؟

مقالات اخرى للكاتب

طبق فول في شارع فيصل





اعلان