30 - 06 - 2024

أساتذة الجامعة ليسوا قطيعا من الغنم يا د. شرف

أساتذة الجامعة ليسوا قطيعا من الغنم يا د. شرف

(أرشيف المشهد)

27-8-2011 | 21:13


لم أصدق ما نشره موقع اليوم السابع الساعة 7:32 مساء الثلاثاء الموافق 23 أغسطس بأن د.عصام شرف رئيس مجلس الوزراء طمأن رؤساء الجامعات الذين التقاهم اليوم الثلاثاء بمكتبه وقال لهم إن المجلس العسكرى لن يصدر مرسوما بإقالة القيادات الجامعية الحالية، أكد د.شرف خلال الاجتماع على أن من يريد أن يتقدم باستقالته له مطلق الحرية فى ذلك، واستطرد لن يتم الاقتراب من أى قيادة جامعية تريد الاستمرار فى موقعها. خبر صادم فيه من الاستخفاف بأساتذة الجامعة أكثر مابه من الاحترام، وفاعل الخبر-لاكاتبه- يفعل فعل الراعى مع قطيع الغنم، ونحن مضطرون للتعليق على الخبر؛ أولا: أنه نشر فى صباح نفس اليوم الثلاثاء فى الإعلام بأن أربع من رؤساء الجامعات ذهبوا لمجلس الوزراء لتقديم استقالاتهم (وهذا معلوم أنه اختيارى)، ثانيا: أن د.شرف بدأ حديثه بطمأنة رؤساء الجامعات وأن المجلس العسكرى لن يصدر مرسوما بإقالاتهم (وهذا يعنى أنه لن يصدر فى المستقبل)، ثالثا: بعد الطمأنة خيرهم بتقديم استقالاتهم، وأكد أنه لن يتم الاقتراب ممن لن يستقيل طواعية، رابعا: من أولا وثانيا وثالثا دعوة صريحة لتمسك القيادات الجامعية بمناصبهم، خامسا: مجلس السادة الوزراء اصدر بيانا منذ أكثر من أربعة أسابيع يقضى بإقالة هذه القيادات فى أول أغسطس الجارى تم تمديده إلى نهاية أغسطس بعد موافقة المجلس العسكرى، سادسا: وكما ذكرر محررا الخبر محمد الجالى أنه "جاء كلام "شرف" لرؤساء الجامعات اليوم ليؤكد مسعى المجلس العسكرى والحكومة لإبقاء الوضع على ما هوعليه". كنا نتمنى أن يطلب د.شرف من القيادات الجامعية –إعمالا للشفافية- إعلان ميزانية الجامعة على الملأ وفيما أُنفقت وكذلك ميزانيات الصناديق الخاصة والمراكز والوحدات ذات الطابع الخاص، وجواب شاف لتعيين بعض المحظوظين لإدارة اكثر من منصب فى أماكن حساسة فى الجامعة.

دلالة هذا الخبر أولا: الاستهتار بمطالب أعضاء هيئة التدريس، ثانيا: يؤكد أن ماحدث هو "فورة" وليست ثورة، الثورة تسعى لتغيير جذرى و"الفورة" تسعى لاستبدال رأس برأس مع الإبقاء على "شاسيه" النظام البائد.

وبما أننا زملاء وأساتذة محترمون يا د.شرف فنحن نتوجه إليك بالسؤال عن صحة ما نُشر ونثق فى ردك؟ وإن كان ماحدث هو خطأ غير مقصود فعفى الله عما سلف ولاتثبط همم قيادات استقظت من غفوتها وأرادت أن تكفر عن سيئاتها وتمارس حرية الاختيار بفعل جبرى أشبه بعملية قيصرية لإنقاذ المولود (الثورة) متسلحة بثقافة الإحرار الذين يتخلون عن الترف والوجاهة الاجتماعية احتراما لرأى زملاء قديختلفون مع توجهات حقبة أوجدتهم ولايختلفون معهم، ويبتعدون عن ثقافة العبيد التى ترفض التخلى طواعية عن مناصبها، ولاتقبل إلا بإقصاء من أوجدها، ثقافة الأحرار ترفض الإملاء وتمارس حرية الاختيار تقديرا للظرف وثقافة العبيد ترفض حرية الاختيار وتؤمن بإقصاء سيدها الذى عينها ومنحها ما لا تستحق، وإن كان مانُشر مقصودا فيؤسفنا أننا نقول أننا كنا نود أن تكون إسما على مسمى، والشرف يتجلى فيمن يفى بوعده، ونطلب منك أولا: إخلاء منصبك أنت ورفاقك فى الوزارة التى هيأتها لكم ومنحتها إياكم ثورة 25 يناير التى طالبتكم بالتغيير.. ووعدتم وللأسف أخلفتم وسخرتم من زملائكم، فمابالكم بمطالب البسطاء أغلبية هذا الوطن من ائتمنوكم على تحقيق مطالبهم، ثانيا: ممارسة حرية الاختيار فى التقاعد والتمسك بالمنصب يُبنى على أساس أن فترة القيادات الجامعية لم تنته، وبناء عليه أولا: نطالب بإعادة كل قيادات الدولة التى تم دحرها بموجب ثورة 25يناير، ولابد من عودة مجلسى الشعب والشورى والرئيس المخلوع مبارك فمددهم لم تنته بعد وكذلك السفاح حبيب العادلى وكل قيادات الشرطة، ثانيا: مادام مجلسا السادة الوزراء والسادة الجنرالات غير راغبين فى التغيير وراغبون فى إبقاء الوضع على ماهو عليه.. لنا مطلب بسيط مفاده "أعيدوا الحياة لشهدائنا والصحة لمصابينا" نصمت ونعود إلى منازلنا، ويبقى لكم أمر السادة وعلينا طاعة العبيد، وإذا لم تحققوا مطلبنا البسيط فى عودة الحياة والصحة ونسيتم أنفسكم وتنكرتم لثورة آمنتكم من خوف وحررتكم من عبودية، فلاطاعة لكم علينا، وإن كنتم تعرفون معنى ولو قليل من الشرف وقليل من الوطنية عليكم بأن تتركوا مناصبكم لمن يعرفون شرف شرف المسئولية وأمانتها، أو على الأقل أن تذهب الحكومة المدنية بكرامتها وتأتى حكومة عسكرية من رحم مجلس الجنرالات تتحمل عبء المرحلة ووزرها. واضح أن السادة الوزراء مبسوطين إنهم وزراء. أقول قولى هذا إذا صدق مانشره موقع اليوم السابع. أعيدوا شهداءنا نعود إلى منازلنا، دم الشهداء لم يجف ومازال يسيل ومن أعماه الجاه تستنهضه حاسة الشم ومن غفا توقظه صرخة الثكلى.

 

مقالات اخرى للكاتب

العوار الوطنى.. إشكالية المثقف والسلطة





اعلان