30 - 06 - 2024

شكرا.. نقدر جهلكم وسوء تقديركم

شكرا.. نقدر جهلكم وسوء تقديركم

(أرشيف المشهد)

3-9-2011 | 21:14

تقدم مجموعة من المدعوين "محامو الكويت" للدفاع عن الرئيس المصري المخلوع مبارك في الجلسة الثالثة يوم الاثنين الموافق 5 سبتمبر 2011  بدواعي الوفاء.. أى والله .. بدافع الوفاء .. هكذا يقول محامو الكويت: بدافع الوفاء لمبارك (!!).  حاكم يخون وطنه، ويدافع عن غيره.. حاكم "سره باتع" يلقى بروثه على شعبه، ويداه ممدودتان بالخير بعيدا تنقذان قاطنى الدويلات البعيدة.

الشكر واجب - بدواعى حسن الظن المصرى النبيل- للإخوة الكويتين المحامين الذين تطوعوا للدفاع عن مبارك ردا على شهامة، هو وأمثاله براء منها، بزعم وقوفه معهم فى حرب تحريرهم من غزو الرئيس العراقى الراحل صدام حسين، لدويلتهم الكويت فى أوائل تسعينيات القرن العشرين، نقول لهم بود ورحابة صدر: هذا شأن داخلى والمصريون أدرى بظروفهم وأحن على أبنائهم العاقين منكم، واحرص من غيرهم على توفير محاكمة عادلة لمن خانوهم وغدروا بهم، وبهم من القوة ما يمكنهم من الدفاع عن سمعتهم وتراثهم بعيدا عن الاستعانة بطيبين يعرفون الفرار فى لحظات الوغى ويعجزون عن الثبات فى مواجهته، يجيدون الوقوف أمام الكاميرات لاستعراض الأوداج المنتفخة والبطون المنفلتة والأبهة وآخر صيحات الموضة أكثر مما يجيدون الفرق بين القانون و"الكانون" (موقد النار بالصعيدى) والدفوع القانونية والدفوع بالألعاب النارية، ونقدر للمحامين المتطوعين جهلهم بحسن النية ونلفت نظرهم بروح الإخوة إلى:

 أولا: ان حسنى مبارك مجرم سياسى فى حق دولة ذات سيادة وليس متهما جنائيا بقتل فرد خطأ، ثانيا: ان مبارك وقف معكم بدماء الشعب المصرى وقبض هو الثمن، وأهان حكامكم ومعهم النخبة المنتفعة أمثالكم - ولا أقول شعبكم العربى العظيم - المصريين العامليين فى الكويت، وقمتم بطرد المصريين الذين تعاطفوا وأيدوا د.البرادعى فى ترشيحه للرئاسة ضد حسنى مبارك قبل خلعه وليس ضد حاكم الكويت، باختصار رد الجميل يكون بالوفاء للشعب وليس إهانة الشعب، فالشعب أبقى ويلد حكامه، ثالثا: الطيور على أشكالها تقع، ولايدافع محترم عن فاسد، وننآى بكم عن شبهة قميئة أنتم فى غنى عنها، رابعا: وقف الزعيم الراحل عبدالناصر فى وجه أطماع العراقى عبدالكريم قاسم فى ابتلاع دويلة الكويت الرخوة آنذاك فى ستينيات القرن العشرين، ولم يطلب لنفسه ولا لشعبه شيئا، وبعد ذلك قامت حكومتكم بطلب سداد مصر ماعليها من ديون لكم قبل غزو صدام لدويلتكم بأيام قليلة ولم تتذكروا مواقف عبدالناصر وتؤجلوا الدين، أم أنه دفاع المصالح واستباق سوء المصير المشترك وتجنبه؟! خامسا: وهذا هو المهم والأهم وما نخشاه ونحذر منه أن يكون الدفاع عن مبارك ذريعة لتشويه العلاقات المصرية-الكويتية، فالمعلوم أن مشاحنات كثيرة دبت وتدب بين محامي ثورة الشرفاء ومحاميي مبارك وأمثاله، ونربأ بإخواننا المحاميين الكويتين أن يزجوا بأنفسهم فى مشاكل لا ناقة لهم فيها ولا جمل سوى سوء العلاقات بين البلدين، سادسا: يمكن الوفاء لمبارك بالحفاظ على أمواله التى قد تعرفونها، وبرعاية زوجته وزوجتى ابنيه وحفيديه وكل من له علاقة حميمة به، سابعا: الوفاء للمخلوع مبارك وعصابته هو وفاء للصهيونية العالمية وعمل إجرامى ضد الثورة وشهدائها،.

أخيرا نقدر الجهل بضخامة الوزن المالى ونلفت النظر قبل الوقوع فى الخطأ والإساءة للشعب المصرى، ونرجو من محاميى الكويت عدم الحضور للدفاع عن طاغية حرصا على علاقات جيدة بين مصر الأم وابنتها الصغرى الكويت. أخيرا: مبارك كان رئيسا لدولة وليس صاحب عزبة، لكن شاء القدر أن حولها إلى عزبة منح هباتها لجهلاء كثيرين لا يعرفون الفرق بين جريمة رئيس خان وطنه وبين تهمة صاحب عزبة قتل بطرق الخطأ أحد العاملين فيها بحاجة إلى جوقة دفاع.

محامو الكويت شكر الله سعيكم ولا أراكم الله مكروها فى عزيز لديكم (والمكاره قادمة لا محالة)، نقدر جهلكم وسوء تقديركم، ونرجوكم ألا تحضروا ونطمئنكم أننا فى دولة متحضرة تسعى للحفاظ على هيبتها وتحرص على تصدير احترامها للقانون وإصرارها على محاكمة عادلة لمن لم يراعوا فينا إلاً ولاذمة.. هل فهمتم؟ أتمنى ذلك فجرم سوء الفهم أو التغابى فظيع، وقانا ووقاكم الله شره، وحفظ العروبة من كل سوء، وتعلموا الدرس واستعدوا قريبا للدفاع عن حكامكم وأصدقاء حكامكم فى المنطقة العربية.

مقالات اخرى للكاتب

العوار الوطنى.. إشكالية المثقف والسلطة





اعلان