17 - 07 - 2024

من هابيل إلى قايبل 2011

من هابيل إلى قايبل 2011

(أرشيف المشهد)

6-9-2011 | 01:30

أخي الحبيب الشجاع الطيب: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أتمنى أن تكون بخير وصحة جيدة. أمك وأبوك يسلمان عليك ويبلغانك أنهما يشتاقان إليك كثيرًا، لكنهما صابران سعيدان لأنك تخدم الوطن، وأنك رجل يُعتمد عليه يتحمل المسئولية ويؤدي واجبه.

أبوك يوصيك بالصلاة والعفة وطهارة اليد، والطاعة والالتزام وتنفيذ الأوامر، ويذكرك بأن تعامل الناس جميعهم مثلما تحب أن يعاملوك. وأمك توصيك بنفسك ومن معك كونوا يدا واحدة، وما دمت تخدم في المدينة وتتعامل مع المدنيين فكن طيبًا معهم لينًا في معاملتهم، ولا تسيء الظن بما لا تعرف ومن لا تعرف، فكلكم مصريون إخوة، فأحسن الظن بالناس وإن أساءوا.

أما أنا فأوصيك وقد سبقتك منذ سنوات في أداء الخدمة العسكرية، سواء أكانت خدمتك في الأمن المركزي أو في الشرطة العسكرية أو في الحرس الجمهوري أو أي سلاح، عليك بما يلي:

أولاً: عندما يأمرك من هو أعلى منك رتبة بضرب العدو في ميدان القتال نفذ الأمر مباشرة، وفكر جيدا في أمهر الطرق لتنفيذه على أفضل حال، اقتل عدوك بلا تردد؛ وليكن دليلك في الحرب النصر أو الشهادة.  

ثانيُا: إذا أمرك من هو أعلى منك رتبة بأن تطارد أو تمنع أو حتى تعتدي على مجرمين من أبناء وطنك، لأنهم منحرفون مشاغبون يرهبون الناس ويروعونهم ويسرقونهم ويقتلونهم ... الخ نفذ الأمر، ولكن فكر جيدا وأنت تنفذ هذا الأمر في أن من تطاردهم مهما كانوا أشقياء فهم يختلفون عن أعداء الوطن، هم مصريون مثلك، يتكلمون لغتك، ويعبدون إلهك، ويصلون صلاتك، واعلم أنك لا تملك حقًا ولا يجدر بك أنت ومن يأمرك أن تعاقبهم أو تهينهم؛ بل كل ما يمكنك عمله أن تمنعهم من إيذاء الآخرين، أو تقبض عليهم لأنهم قد اقترفوا بالفعل ما يستوجب عرضهم على القضاء الذي له الحق وحده في الحكم عليهم ثم يأتي عقابهم بناء على هذا الحكم.

ثالثًا: إذا أمرك من هو أعلى منك رتبة أن تقتل أخاك المتظاهر أو أن تعذبه أو أن تنتهك عرض أختك أو تؤذيها بأي شكل، فقط لأنهم يقولون رأيهم، ففكر جيدا في هذا الأمر .. وارفضه بحسم. نعم ارفض الأوامر وكسرها، وانضم لإخوتك وأخواتك الذين يموتون ويعذبون ويعتقلون من أجلك، ومن أجل أمك وأبيك وزوجتك وأبنائك وبناتك، إنهم يطالبون بحريتك بكرامتك بعدالة تجعلك مطمئنا بعد انتهاء خدمتك العسكرية أن تجد فرصة عمل مناسبة لك في بلدك لا في خارجه، أن تتقاضي راتبا يكفيك سؤال الكريم قبل اللئيم، أن تغمض عينيك مطمئنا في آخر كل ليلة أنك لا تختلف عن رئيسك في العمل ولا أي وزير ولا حتى رئيس الجمهورية، كلكم سواء أمام القانون مثلما أن كلكم سواء أمام الله، هؤلاء هم أخوتك الذين يتظاهرون ويعتصمون لأجلك حيا، وهم الذين سيتظاهرون ويعتصمون إذا قتلك صهيوني هناك على الحدود، هم الذين سيتظاهرون ويعتصمون إذا ما شنقوك في زنزانتك إرضاءً لإسرائيل، ثم يقولون: إنك انتحرت، هم الذين سيعلنون إنك شهيد، ويخبرون العالم ببطولاتك.

كسّر الأمر يا أخي ولا تقتلني فتحمل دمي في رقبتك ليوم الحساب، وقتها لن تنفعك حجة "الأوامر العسكرية" فدينك لا طاعة فيه لمخلوق في معصية الخالق، ووطنك أنت تقتل فيه الصالح لمصلحة الفاسد، تقتل من يشبهك في كل شيء لصالح من لا يشبهك في أي شيء، تقتل من يأكل مما تأكل، ويلبس مما تلبس، ويعاني ويبكي ويموت مما تعاني منه وتبكي وتموت. كسر الأمر يا أخي ولو مت.

وختامًا: أخي الحبيب، هل تذكر حينما همّ قابيل بقتل أخيه هابيل ماذا قال له :"""لئن بسطت إلي يدك لتقتلني ما أنا بباسط يدي إليك لأقتلك إني أخاف الله رب العالمين، إني أريدأن تبوء بإثمي وإثمك فتكون من أصحاب النار وذلك جزاء الظالمين"""وبالرغم من ذلك لم يستمع قابيل يا أخي ولم يتعظ"""فطوعت له نفسه قتل أخيه فقتله فأصبح من الخاسرين"""

[email protected]

مقالات اخرى للكاتب

من هابيل إلى قايبل 2011